طنجة: محمد أبطاش
أدى شروع الشركة المفوض لها عقل السيارات بشوارع طنجة، في أشغال بناء مرأب تحت أرضي على مستوى منطقة حدائق المندوبية التاريخية، إلى احتجاجات عارمة لفعاليات مدنية بطنجة، خصوصا بعد أن تسببت هذه الأشغال في إخراج رفات موتى من قبورهم نظرا لوجود مقابر تعود للقرون الماضية.
ونفذت الفعاليات ذاتها وقفة احتجاجية ليلة يوم الجمعة الماضي، أمام مقر ولاية جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ورفع خلالها المحتجون شعارات طالبت برحيل الشركة السالف ذكرها، إلى جانب المجلس الجماعي لطنجة الذي فوض لها الشروع في هذه الأشغال، واستمرت هذه الوقفة حتى وقت متأخر من الليل كما عاينت ذلك «الأخبار».
وفي هذا الصدد، قال بلاغ صادر عن هذه الفعاليات إنها تفاجأت مع بداية اليوم الثاني من شهر رمضان، بإقدام الشركة على اقتحام حدائق المندوبية دون سابق إعلام وفي غياب أي تشوير حول المشروع الذي يأتي ليدمر آخر متنفس طبيعي بالمدينة، تقول هذه المصادر.
مضيفة أنها تستنكر ما وصفتها بهذه الهجمة المفاجئة والتي تأتي بعد عدة وعود وتطمينات تبين أنها كانت فقط لذر الرماد ومحاولة إسكات صوت السكان. وأكد الموقعون على البلاغ نفسه على ما أسموه تشجيعهم لكل النشطاء والمواطنين الغيورين على مدينتهم الذين سارعوا بالتوجه إلى حديقة المندوبية من أجل تجسيد رفضهم للمساس بهذا المتنفس الطبيعي والتاريخي.
إلى ذلك، ندد المحتجون بمنع السلطات المحلية إفطار مجموعة من النشطاء بعين المكان، دون تقديم أي قرار مكتوب ودون احترام المسطرة القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات، مع انعدام أي مبرر موضوعي أو قانوني، حسب المصادر نفسها. وأعلن النشطاء المذكورون الاستمرار في حملتهم لوقف إعدام الحديقة بكافة الطرق المشروعة والقانونية، داعين باقي الهيئات للقيام بما يلزم بهذا الخصوص وكذا المداومة بالحديقة لإيقاف كل ما يحاك ضدها، داعية كل القوى الحية بالمدينة، من هيئات سياسية، ونقابية وجمعوية، لتجسيد دعمها ومساندتها للحملة عبر حضورها الوازن والفاعل للوقفات المزمع تنظيمها. من جانبه، لايزال المجلس الجماعي لطنجة يلتزم الصمت تجاه هذا الملف، وسبق لمسؤولين عن المجلس أن أكدوا أن للأمر علاقة بالاستثمار في المدينة، فيما أضحت تحركات الشركة السالف ذكرها تثير قلق الجميع بالمدينة نظرا لاقتحامها مآثر تاريخية بعاصمة البوغاز، لإقامة مشاريع مدرة للدخل.
وفي الوقت الذي يرفض المجلس الجماعي لطنجة الكشف عن ملابسات هذه الأشغال، ربطت «الأخبار» الاتصال بالمدير العام للشركة السالف ذكرها، غير أن هاتفه ظل يرن دون رد.