أسوأ موظف في إدارة ترامب
جهاد الخازن
كتبت مرة بعد مرة عن تغريدات الرئيس دونالد ترامب، وأكثرها خاطئ، وهو ماض فيها بل إنه طلب أخيرا من قادة أجهزة الأمن والمخابرات أن يعودوا إلى المدرسة، لأنهم خالفوا رأيه حول إيران، وأيضا كان لهم موقف يغاير موقفه من خطر البرنامج النووي الكوري الشمالي.
قرأت أخيرا أن أعضاء في حكومة ترامب ينافسونه في التصريحات الخاطئة والتغريدات، وكان هناك الذي تحدث عن أسوئهم، وماذا قالوا من أشياء كان يجب أن تبقى مكتومة لأنها خاطئة.
غيل كولنز، وهي كاتبة في «نيويورك تايمز» أحترمها جدا، دعت القراء إلى المشاركة في انتقاء أسوأ مساعدي ترامب.
يبدو أن ويلبور روس، وزير التجارة، في المقدمة فهو أبدى استغرابا لذهاب موظفي الدولة خلال وقف عمل الحكومة إلى «بنوك الطعام» بدل أن يحاولوا الاستدانة من البنوك. هو زعم أن 800 ألف موظف من دون عمل لا يتجاوزون ثلث واحد في المائة من الدخل القومي.
هناك آخرون ينافسون روس، بينهم وزيرة الأمن الداخلي كيرستن نيلسن، التي لم تر خطأ في فصل ترامب بين الآباء والأمهات من اللاجئين وأطفالهم.
جماعة أمريكية تهتم بمراقبة عمل الحكومة قالت إن نيلسن حاولت إيجاد دلائل كاذبة تبرر السياسة المنغلقة للرئيس إزاء الهجرة، التي أثارت استياء العالم كله، ثم كذبت لتبرير هذه السياسة.
هي قالت يوما إنها لا تعرف إذا كانت النرويج بلدا غالبية سكانه من البيض، وهذا الرأي وحده يكفي لتفوز بالسبق في المنافسة على أسوأ عضو في إدارة ترامب.
هناك أيضا وزيرة التعليم بيتسي دي فوس، التي تريد تخصيص المدارس الثانوية في الولايات المتحدة، وقد قال عنها رئيس نقابة المعلمين راندي واينغاردن إنها تصرف وقتها في الوزارة في خدمة كل الناس ما عدا الطلاب. وزير الطاقة ريك بيري منافس آخر، فقد كان الرئيس السابق باراك أوباما عيّن عالما نوويا لوظيفة أعطاها ترامب لرجل شهرته الظهور في البرنامج التلفزيوني «الرقص مع النجوم». سكوت برويت لم يكن أفضل منه فهو ضد البيئة مع أنه رأس وكالة البيئة الفيديرالية.
هناك عدد من الوزراء بالوكالة في حكومة ترامب، ووجدت منهم أربعة كلهم يستحقون المنافسة على لقب أسوأ عضو في إدارة ترامب.
ماذا أزيد؟ هناك وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس أزار، الذي عمل يوما في شركة أدوية وكان من رجال اللوبي لشركة صيدلة. يفترض أنه عيّن وزيرا للسيطرة على أسعار الأدوية، إلا أنه قضى وقته في الوزارة حتى الآن في محاربة حبوب منع الحمل والإجهاض، وهذا موقف دونالد ترامب أيضا.
طبعا في هذه العجالة لا أنسى وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي ينتقل من خطأ إلى خطأ أكبر منه في السياسة الخارجية، وما فعل حتى الآن هو ترديد مواقف الرئيس ربما للمحافظة على منصبه. هو قال يوما إن الوزارة تعمل على أساس شيء يشبه التمايل، وديفيد ويد الذي عمل رئيسا للموظفين في وزارة الخارجية أيام باراك أوباما قال إنه اعتقد أن الوزير كان يمزح، ثم اكتشف أنه لم يكن يمزح أبدا.
ما سبق هو لاختيار أسوأ مسؤول في إدارة دونالد ترامب، وأرى أن الرئيس يستحق اللقب بسبب موقفه من اللاجئين وإنكاره تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة سنة 2016، ثم قرب اجتماعه مرة أخرى مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أون، وأيضا ما يبدو من عدائه للاتحاد الأوربي، وإرساله تغريدات كاذبة يوما بعد يوم.
دونالد ترامب يظل أكثر معرفة بأمور الدنيا من أعضاء أساسيين في حكومته فأتجاوزه وأرشح ويلبور روس لقيادة مسيرة الجاهلين في الإدارة.