الدكتورة أسماء الزناتي- استشارية نفسية وتربوية
أهلا دكتورة، أتمنى أن تساعديني لدي ابنان في عمر المراهقة، أحدهما في الخامسة عشرة وأخته في الثانية عشرة من العمر، علاقتهما سيئة جدا ودائما ما يتشاجران. كما أن الأخ يضرب أخته كثيرا، وأنا تعبت من هذا الوضع ولم أعد قادرة على التحمل، فكيف أتصرف؟
من الطبيعي في مرحلة المراهقة أن تكون هناك مشاجرات، خصوصا وأن لديك ابنين في عمر المراهقة، وأيضا من جنسين مختلفين، فيكون الولد أقوى من البنت، عنيفا وعنيدا أكثر من البنت، فضلا عن أنه يمارس السلطة، ولأنه يشعر بأنه أصبح كبيرا فأول من يمارس عليه السلطة هو أخته، فهي تكون عنيدة أيضا بما أنها بدورها في عمر المراهقة، فهي ليست طفلة صغيرة حتى تطيعه وتسمع كلامه، هي أيضا تريد أن تثبت شخصيتها فتكون عنيدة. الأكيد أن هذه مرحلة صعبة وأن هناك الكثير من الخلافات والمشاكل في بيتك، والأغلب أن الابن هو من يبدأ المشاكل لأنه كثير العصبية على أخته.. لهذا امسكي الولد وحاولي أن تشغليه بأشياء مفيدة، فالطاقة التي يملكها من الأحسن أن يفرغها في الرياضة، فالرياضة مفيدة جدا للشباب، تفرغ طاقتهم الجسدية وحتى طاقة العنف فيهم، أو غل أو نرفزة، وحتى إن كانت هناك طاقة هرمونات للنمو، كما أنها تشغل باله وتفكيره وتنمي فيه الطموح والثقة بالنفس..، عندما يشترك في رياضة معينة ويأخذ فيها بطولات، فهي جدا مفيدة خصوصا للأولاد. الرياضة تنفس عن ضيق ابنك النفسي وعوض أن يفرغ ذلك في أخته يفرغه في الرياضة، ويأتي مكانها ثقة بالنفس وطموح وثقة بالذات، وهدف بأن يصل لمستويات أعلى، لهذا أشركيه في ناد عوض أن يبقى في البيت يتشاجر مع أخته، وحاولي أن تشركيه في أنواع كثيرة من الرياضة وليس رياضة واحدة.
لا تنسي أن هناك رحلات للشباب جميلة، كالكشافة مثلا، وهكذا سينشغل في الرحلات، أشركيه في حفظ القرآن الكريم أو في العمل التطوعي، وهكذا يتعلم حب العطاء والعطف، ويهذب من شخصيته، ولن يكون لديه وقت للخطأ وستعصمينه من الوقوع في الخطأ الذي يقع فيه الشباب، لأنه لن يكون لديه الوقت لذلك، وسيكون لديه هدف وطموح وتكون لديه رحمة وستصبح شخصيته سوية تماما.
ابني ذو التسع سنوات يبلل فراشه
أهلا دكتورة، مشكلتي تتعلق بابني الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، والذي ما زال لحد اليوم يبلل فراشه، مع العلم أنه طفل طبيعي جدا.. فهل علي عرضه على طبيب مختص؟
بالطبع عليك عرضه على طبيب مختص حتى يبحث هل هناك سبب صحي، مثلا كوجود مشكلة في المسالك البولية، وإذا أخبرك الطبيب أن حالته الصحية جيدة، فحينها يمكنك أخذه إلى مختص نفسي، حتى يبحث هل هناك سبب نفسي. وعليك أن تعلمي أن الأطفال يخفون أكثر مما يظهرون، فقد تكون هناك مضايقات نفسية وضغوط نفسية على الطفل ويكبتها وتظهر على شكل تبول لاإرادي، ويجب أن تعلمي أنه لا يمكن أن يكون هناك تبول لاإرادي عند طفل في عمر طفلك ولا يعاني من أية مشكلة سواء نفسية أو عضوية، فقد يكون ذلك لأحد سببين لا ثالث لهما، قد يكون السبب مشكلا عضويا والطبيب قادر على كشفه وعلاجه، كما قد يكون بسبب مشكل نفسي قد يكتشفه الطبيب أيضا.
وأنت كأم عليك أن تعرفي السبب، حاولي أن تبحثي في محيط ابنك، هل يتعرض للتنمر في المدرسة؟ وهل هناك مدرسة تتعامل معه بعنف؟ حاولي أن تبحثي في علاقاته، وإذا كانت هناك مشكلة حاولي أن تعالجيها، وإذا كان ثمة مشكل في التأخر الدراسي، حاولي حل المشكلة، وبعدها ابحثي في المنزل، وكيف هي علاقته بإخوانه، خصوصا إخوانه الصبيان، وكيف هي علاقته بوالده وكيف هي علاقتك به، وكيف هي شخصيته، وهل هو من النوع الخجول، فلا يظهر مشاعره، وهل هو شخصية عصبية.. لهذا عليك التقرب من ابنك والتعرف عليه، حاولي أن تسأليه هل هناك شيء يضايقه، وهل هناك شيء يشعره بالسوء، وبعدها حاولي، قبل أن ينام، أن يدخل الحمام، وبعد ساعتين أو ثلاث ساعات أيقظيه حتى يدخل للحمام، وهكذا تعودينه على التحكم في ذاته.
وحتى قبل النوم، امنعي عنه السوائل بساعتين تقريبا، لا تجعليه ينام وهو حزين، وهذه أشياء تساعده على التحكم في نفسه.