طنجة: محمد أبطاش
وجهت أسرة منعش عقاري، على مستوى مدينة طنجة، شكاية إلى الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، للمطالبة بالتدخل لوقف عملية بيع ممتلكات هذا المنعش العقاري الذي تم العثور على جثته بضواحي طنجة منذ أربع سنوات، دون أثر للمتهمين المفترضين في قتله ورميه وسط الغابة لحدود اليوم.
وقالت الأسرة إنه في الوقت الذي يبدو أن المصالح الأمنية للفرقة الوطنية للدرك الملكي بالرباط وصلت إلى الباب المسدود في فك لغز هذه الجريمة، رغم حنكتها في حل ألغاز مثل هذه الجرائم، تفاجأ الكل بكون المتابعين في القضية نفسها، والذين سبق أن تم الاستماع لهم كمشتبه بهم، شرعوا في بيع ممتلكات الهالك دون احترام المساطر القضائية المتعلقة بكون الملف لم يغلق بعد، حيث سبق أن كانت تربط الضحية شراكات ومساهمات عقارية مع بعض هؤلاء، إذ هناك من يستفيد من أموال وعقارات الهالك عبر وثائق كالاعتراف بدين تتجاوز مبالغها 80 مليون سنتيم، ناهيك عن استغلال عقاراته على مستوى طنجة البالية وبوحوت، والتي كانت موضوع مسطرة قضائية للتحقيق في مصدرها، وفرضيات حول علاقة بعض المساهمين معه، في هذه الجريمة، قبل أن يتم إطلاق سراح بعض هؤلاء المساهمين ومتابعتهم في حالة سراح لحين ظهور معطيات جديدة بخصوص هذه الجريمة التي لا تزال مفتوحة على كل السيناريوهات، في ظل غياب العنصر الرئيسي والخيط الذي يقود الأمنيين للوصول إلى الفاعل أو الفاعلين وراء الجريمة.
ودخلت هذه القضية عامها الرابع، وتحولت إلى ما يشبه لغزا محيرا لدى الفرقة الوطنية للدرك الملكي، والتي لاتزال تبحث في خيوط هذه القضية طيلة هذه المدة، دون أن تصل للمشتبه بهم المفترض أنهم وراء مقتل الضحية. واستنادا للمعطيات المتوفرة، فإن كل الخيوط التي تتبعتها مصالح الدرك الملكي سرعان ما تعيدها إلى الصفر، مع العلم أن هناك عددا من الأشخاص تحوم حولهم الشبهات، غير أن الاستماع لهم وإخضاع هواتفهم للخبرة لم يجديا بعد نفعا، وسط استمرار استفسارات عائلة الضحية التي تطالب بالإسراع في فك لغز القضية.
وتجدر الإشارة إلى أن المنعش العقاري الهالك، الذي يبلغ من عمره 62 سنة، عثر عليه من قبل السلطات المحلية لعمالة إقليم فحص أنجرة خلال سنة 2018، وهو في حالة غيبوبة بغابة ضواحي مدينة طنجة، وآثار الضرب والتعنيف بادية عليه، الأمر الذي حذا بها لنقله صوب المستشفى المحلي لمدينة الفنيدق، قبل أن يتم تحويله في اتجاه مستشفى سانية الرمل بتطوان، حيث تم وضعه تحت العناية المركزة قبل أن يتم الإعلان عن وفاته. في حين سبق أن اختفى عن منزله لما يربو عن أربعة أيام، فيما كانت زوجته في فترة نقاهة إثر عملية جراحية قامت بها، حيث كان يملك شركة عقارية، قبل أن يحال على التقاعد، وينشط بين الفينة والأخرى في بيع بعض العقارات التي ورثها.