السمارة: محمد سليماني
لم يكن يدر بخلد أستاذ مكلف بمراقبة امتحانات البكالوريا بثانوية الساقية الحمراء التأهيلية بمدينة السمارة، أن قيامه بمهمة الحراسة ستتسبب له في اعتداء شنيع حاط من الكرامة.
وبحسب المعطيات، فإن أستاذا كان مكلفا بحراسة المترشحين خلال اجتياز مادة الرياضيات في اليوم الثاني من الامتحان الوطني للقطب العلمي، تعرض للضرب والتعنيف والسحل أمام مرأى عدد من المترشحين والأساتذة والعموم.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة، إلى قيام الأستاذ بتحرير محضر حالة غش في حق تلميذة مترشحة، بعدما ضبطها تقوم بالغش في الحصة التي يحرسها باستعمال هاتفها النقال، وتسليم المحضر لرئيس المركز لتحرير محضر بدوره في الواقعة طبقا لدفتر المساطر الخاص بامتحان البكالوريا، الأمر الذي لم تستسغه المترشحة، معتبرة أن ما تقوم به حقا من حقوقها. وبعد مغادرتها لمركز الامتحان، أفصحت لأسرتها عما وقع لها، وبأن أستاذا حرر في حقها مخالفة غش، الأمر الذي يمنعها من مواصلة اجتياز باقي مواد الامتحان الأخرى.
وفي اليوم الموالي، اعترض إخوة المترشحة الأستاذ الضحية أمام باب المؤسسة، التي ضبطت فيها حالة الغش، حيث أشبعوه ضربا، وسحلا وأسقطوه أرضا، انتقاما لشقيقتهم التي حرر محضر مخالفة في حقها، حيث أصيب الأستاذ بإصابات مختلفة الخطورة، تطلبت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
إلى ذلك، فقد أثار ما تعرض له الأستاذ من تعنيف لفظي وجسدي، حفيظة باقي أساتذة الثانوية والمكلفين بمراقبة الامتحان، حيث إن قيامهم بواجبهم في ضمان تكافؤ الفرص، أضحى يشكل لهم مصدر رعب وخوف من اعتداءات قد تطالهم، في غياب أي حماية. وقد نظم مجموعة من الأساتذة وقفة احتجاجية داخل مركز الامتحان، تنديدا بما تعرض له زميلهم، خصوصا وأن ذلك العنف، قد يدفع عددا من الأساتذة إلى التراجع عن تحرير مخالفات الغش في حق المترشحين الغاشين، خوفا على أنفسهم، الأمر الذي سيؤدي إلى اختلال مبدأ تكافؤ الفرص. وقد تدخلت المديرية الإقليمية، حيث طلبت من الأساتذة المحتجين الالتحاق بفصول المراقبة وسلك المساطر القانونية ضد المعتدين بعد ذلك.
وأثناء مباشرة الأستاذ وضع شكاية لدى النيابة العامة بالضرب والسحل الذي تعرض له، فوجئ بالتلميذة التي حرر مخالفة ضدها تضع هي الأخرى شكاية ضده بتهمة التحرش.
وكشف مصدر محلي أن وضع المترشحة لشكاية بالتحرش ضد الأستاذ، ما هي إلا وسيلة تم اللجوء إليها من قبل أسرتها من أجل لي ذراع الأستاذ، والضغط عليه للتنازل وسحب شكايته ضد المعتدين، خصوصا يضيف المتحدث أن المترشحة أثناء وجودها بمركز الامتحان وأثناء تحرير المخالفة لم تذكر أبدا مسألة التحرش، إذ لم يبدأ تداوله، إلا بعد تأكد أسرتها من وضع الأستاذ لشكاية ضدها.
في المقابل، التزمت كل من المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالسمارة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالعيون الصمت حيال هذا الاعتداء الذي تعرض له أستاذ أثناء أداء عمله.