شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

أسرار تكشف الألغام والمكائد التي وضعت أمام زروال وبوتفليقة

يونس جنوحي

«في يوليوز 1993، تم استدعاء اليامين زروال لكي يخلف الجنرال نزار في منصب وزير الدفاع الوطني. هذه الخطوة تم التخطيط لها وتدبيرها بدقة». يشرح هنا هشام عبود أن استدعاء الجنرال اليامين زروال، الذي كان قد بدأ يتقبل وقتها أنه مجرد عسكري أحيل على التقاعد وانتهى طموحه بعد أن وصل إلى رتبة جنرال في الجيش، كان في الحقيقة مجرد بداية لربح سنتين.

الجنرالات الذين يشكلون عصب المافيا خططوا للمجيء بالجنرال اليامين زروال، ووضعه مكان الجنرال نزار لكي يربحوا قرابة سنتين ويضعوا خلالها خطة محكمة لجعل الرأي العام الجزائري يتقبل أولا وجود الجنرال المتقاعد «زروال» وزيرا للدفاع، ومن ثمة فرضه لاحقا رئيسا للجمهورية. ليس هذا وحسب، بل أن يصبح رئيسا يحظى بالمشروعية أمام الرأي العام، ويصبح «موثوقا» بالنسبة للجزائريين. طيلة هذه المدة التي كان مخططا خلالها أن يكون زروال على رأس وزارة الدفاع، كان هناك حرص على أن يتقبله الجزائريون، ومن ثمة يصبح رئيسا للبلاد.

 

فخ..

كان مخططا أن تكون هناك، كما جرت العادة دائما، ترقيات لشخصيات عسكرية في ذكرى 14 يوليوز بالجزائر. حيث يتم الاحتفال بذكرى جيش التحرير الجزائري وجزء من تاريخه الذي عمل الجنرالات بالمناسبة على إقباره وإبعاد صناعه عن الساحة منذ 1979. يقول هشام عبود إن الجنرالات خططوا لإسقاط الجنرال زروال في فخ مدروس بعناية. ويتلخص في حرمانه من الترقية لكي يحمل رتبة عسكرية أرفع، حتى يتسنى لهم تقديمه لاحقا بصفته مدنيا، متقاعدا من الجيش، لكي يكون على مقاس المرحلة المقبلة في الجزائر.

يقول هشام عبود ملخصا الوضع: «مافيا الجنرالات كانت تُريد «شاذلي» آخر في رئاسة الجمهورية».

أي أن الجنرالات كانوا يرغبون في أن تتكرر تجربة الشاذلي، أي أن نرى اليامين زروال بعيدا عن مصالح الجيش، ويكتفي بتدبير الملفات العادية ويترك تدبير ثروات الجزائر، خصوصا عائدات البترول والغاز، للجنرالات، وبالمقابل لا بد أن يستفيد بطريقة أو بأخرى، تماما مثل ما استفادت أسرة الشاذلي بن جديد من امتيازات لا حصر لها.

هذا الفخ سوف يكون مناسبا جدا لليامين زروال، كما لو أنه صُنع أساسا على مقاسه.

 

وهم كبير

يقول هشام عبود متحدثا عن اليامين زروال عندما كان في الوزارة قبل أن يصبح رئيسا بأقل من سنة: «عندما كان زروال في الوزارة، قامت المافيا بكل ما يلزم لترك انطباع لديه، مفاده أنه صار فعلا شريكا في اتخاذ القرارات الكبرى. خصوصا منها التي تتعلق بالمجلس الأعلى للدولة والتي كان يترأسها علي كافي. مهما قلنا عنه، فإن زروال رفيق وطني لديه رغبة في إخراج البلاد من الطريق المسدود الذي حشرها فيه الجنرالات».

حسن النية التي أبان عنها اليامين زروال لم تكن كافية لإخراج بلد مثل الجزائر من قبضة الجنرالات.

أبان زروال عن حس وطني كبير، عندما اجتمع مع عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان وقتها، أي خلال سنة 1994، لا يزال يعيش خارج الجزائر التي تركها منذ وفاة الرئيس بومدين نهاية السبعينيات. حيث كان زروال برفقة الجنرالات باعتباره وزيرا للدفاع، في لقاء مع بوتفليقة للتفاوض معه لكي يصبح رئيسا للجزائر، وهو ما يُحسب لزورال. إذ إن الصحافي هشام عبود حكى عن بعض الكواليس المثيرة للقاء الذي جمعهما، حيث قال إن بوتفليقة اقترح على زروال أن يصبح رئيسا للجمهورية بينما يصبح هو مستشارا له. لكن زروال رد عليه بأن البلاد لا تحتاج إلى مستشارين وإنما إلى قائد. ماذا وقع إذن بين الرجلين لكي يصبح زروال رئيسا للبلاد، سنة 1994 ثم يليه بوتفليقة بعد مدة قصيرة ويصبح بدوره رئيسا سنة 1999.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى