شوف تشوف

الرئيسيةصحة نفسيةن- النسوة

أسباب عدم الشعور بالراحة عند تغيير منزلك

 

هل انتقلت، أخيرا، إلى منزل جديد، ولديك مشكلة، بحيث يلازمك ذلك الشعور الغريب والمستمر بأنك لست في مكانك.. إذن كيف يمكنك عكس هذا الشعور السيئ؟

منزل الإنسان هو ذلك المكان الذي يشعر فيه بالراحة والهدوء والسكينة، فالشخص لا يرتاح في أي مكان إلا في منزله، لهذا من المهم جدا أن يشعر المرء بالراحة في منزله، خصوصا إذا تعلق الأمر بتغيير المدينة أو البلد،  يمكن أن يستغرق هذا التعديل بعض الوقت. أمر طبيعي، في البداية، أن لا يشعر المرء بالراحة والألفة مع المكان، لكن بعض الناس قد لا يكونون بصحة جيدة منذ اللحظة الأولى. وفي غضون ذلك، تتداخل أحاسيس أخرى وتتغير نظرة الشخص للمكان.

تقول أنوك شوجر، عالمة الاجتماع ومؤلفة كتاب Losing the House، إن الشعور بالرضا في منزل جديد عمل بطيء وشاق. كانت هي نفسها تواجه مشكلة في “إنشاء قصة مع موطنها الجديد”. تشرح بأنها عندما وصلت إلى شقتها القديمة لأول مرة، أصيبت بصدمة، ولم تعرف كيف ستتكيف مع الأمر ومع هذا المكان الغريب عنها. استغرقت أنوك شوجر وقتا للتكيف مع منزلها الجديد والتخلص من الصورة التي صنعتها عنه.

يبدأ الناس بوضع مخططات لمنزلهم الجديد وأفكار عما سيقومون به داخل هذا المنزل، ولكن بمجرد الدخول يمكن أن تحدث خيبة الأمل، بحيث يأخذ الشخص وقتا للتجول في المكان بهدوء والتعرف عليه أكثر وخلق علاقة معه، ويحدث أنه يوما بعد يوم ينفتح على المكان أكثر وتصبح لديه أفكار عنه. لكن إذا استمر ذلك الشعور بعدم الراحة بعد بضعة أسابيع على الرغم من كل الجهود المبذولة، فهنا يجب طرح تساؤلات.

تمر الأسابيع، لكن الشخص لا يزال يشعر بأنه ليس في منزله، يمكن أن يكون سبب هذا الشعور بالضيق أعمق بكثير ومسألة شخصية. لهذا على المرء، بعد ذلك، أن يذهب أبعد من ذلك بطرح عدة أسئلة على نفسه، هل يشعر بالرضا في حياته الشخصية؟ هل هو في مكانه مهنيا؟ نفس السؤال للعائلة.

وتقول ماريون لوكلير إن المنزل هو تمثيل لما نحن عليه. يتوافق الشعور الذي نشعر به تجاه منازلنا مع الشعور الذي نشعر به تجاه أنفسنا. إنه مرتبط ارتباطًا مباشرا بعلم نفس الشخص. من خلال استجواب أنفسنا، ربما نلمس خطأ أو نقطة حساسة يمكن أن تفسر غياب “الشعور” بالموطن. مثلا عندما يجبر الناس على مغادرة منازلهم في أعقاب كارثة طبيعية. ثم هناك عواقب نفسية جسدية مرتبطة بخسارة المنزل. يمكنهم شرح الشعور بالضيق وصعوبات العيش في منزل جديد. للتعامل مع هذه الحالة من الممكن استشارة طبيب نفساني لمحاولة فهم أسباب هذا الشعور بالضيق.

في بعض الأحيان يكون على الشخص أن يواجه الأمر، فرغم كل المجهودات المبذولة والصبر والمثابرة، لا زال لا يشعر  بالراحة داخل المنزل الجديد، لا جدوى من الإصرار. هذا الموطن ليس موطنه. من الأفضل التحرك لإيجاد الطاقات الجيدة. إذا كان يعيش بمفرده، يكون قرار المغادرة أبسط، فهو لا يعتمد على أحد. لكن إذا كان في علاقة أو لديه عائلة، فيجب بالطبع أن يأخذ الوقت الكافي للتحدث عن ذلك مع الأشخاص المعنيين، وشرح لهم أسباب هذه التعاسة بوضوح وهدوء، دون الوقوع في إيذاء الآخرين. ومن الأفضل الوصول إلى صلب الموضوع والتحلي بالشفافية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى