طنجة: محمد أبطاش
في إطار استمرار عملية جمع المساعدات، كشكل من أشكال التكافل والتضامن من طرف سكان مدينة طنجة، مع المتضررين من الزلزال الأخير الذي ضرب أقاليم مراكش والحوز وتارودانت وشيشاوة، انطلقت أول أمس الإثنين، أزيد من 60 شاحنة محملة بالمساعدات من أغطية ومواد غذائية وخضروات، حيث انطلقت هذه الشاحنات من عدة أحياء بالمدينة، بعدما قامت السلطات المحلية لطنجة، وبالتنسيق مع نشطاء جمعويين بالإشراف الكلي على عملية التنظيم من الناحية الأمنية لتفادي أية انفلاتات، وهو ما ساهم بشكل كبير في ضبط العملية، فضلا عن فرض رقابة على جميع الشاحنات وتسجيلها في سجل خاص، لتفادي كذلك أية تلاعبات بالمساعدات التي جاءت أغلبها من سكان وتجار المدينة بشكل ذاتي.
وفي هذا الإطار، كشف محمد العربي الدهدوه، رئيس جمعية النخيل بطنجة البالية، في اتصال مع «الأخبار»، لكونه ضمن المشرفين على تتبع وتنظيم هذه القافلة من المساعدات، أن هذا يأتي في إطار الحملات التضامنية مع المتضررين، من كارثة الزلزال في إقليم الحوز، والنواحي الأخرى، مضيفا أن هذا الزلزال زلزل قلوب المغاربة، مما جعل الجميع ينخرط في هذه الحملة، فقراء وأغنياء مثقفون وغير مثقفين، ومن جميع أطياف المجتمع.
وقال الدهدوه، الذي عايش أطوار هذه العملية، إن هناك من ساهم بدراهم وآلاف الدراهم والملايين، مشددا على أن هذه الكارثة أبانت عن معدن المغاربة، الذين إذا ناصروك كان كذلك، وإذا اتفقوا على فعل شيء فعلوه، كما كشف أن العملية انخرطت فيها مجموعة من الجمعيات، والمنتخبين، وكذلك السلطات المحلية، بالمدينة، كما أورد أن الحملة عرفت مشاركة قوية كذلك بالأحياء الشعبية، كحومة الشوك وبني مكادة، ومناطق أخرى، حيث أن قلوب الجميع مع الضحايا.
وكشفت مصادر من النشطاء الذين أشرفوا على هذه العملية، أن الكل انبهر بالمستوى العالي والوطنية العالية التي عبر عنها سكان المدينة، حيث إن ضمنهم من تبرع بملابسه ومواد غذائية من مطبخه لفائدة المتضررين، وهو نفس الأمر الذي عاشت على وقعه مدن وزان والعرائش والحسيمة والقصر الكبير وغيرها من هذه المدن، التي هب سكانها إلى جمع وشحن المساعدات بشكل مكثف.
وأثارت هذه العملية موجة إشادة كبيرة في صفوف سكان المدينة، الذين بادروا كذلك، لتوزيع منشورات وصور على الشبكات الاجتماعية لمناطق تجميع المساعدات لدعوة جميع سكان طنجة، للعمل في هذا الإطار، وهو ما زاد من وصول أطنان أخرى من المواد الغذائية والملابس وغيرها، في أطار هذا التكافل والتضامن الكبير الذي عبر عنه سكان المدينة باتجاه ضحايا الزلزال بأقاليم الحوز ومراكش وغيرها من المناطق المتضررة.