حسن أنفلوس
يناقش أزيد من 300 مشارك ينتمون إلى 36 دولة من مختلف أرجاء العالم، أهمية القطاني في ضمان الأمن الغذائي على مدى ثلاثة أيام، وذلك خلال الندوة الدولية حول القطاني الغذائية، التي ينظمها المعهد الوطني للبحث الزراعي، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، والصندوق العالمي للتنمية الزراعية.
وحسب بلاغ لوزارة الفلاحة، فإن هذه الندوة تعتبر فرصة للحكومات والمنظمات غير الحكومية وجميع الفاعلين في ميدان القطاني من خبراء، وباحثين، وصانعي السياسات، والعاملين في مجال الإرشاد، والتجار، والمصنعين، لمناقشة مختلف إسهامات القطاني في الأمن الغذائي والتغذية وصحة نظم الإنتاج خصوصا الجانب الإيكولوجي، مع التركيز بشكل خاص، على شمال إفريقيا وآسيا الوسطى والغربية. كما تشكل فرصة لوضع خارطة طريق من أجل زيادة إنتاج ومردودية محاصيل القطاني الغذائية وذلك من خلال تنويع وتكثيف نظم إنتاجها.
وأكد الكاتب العام لقطاع الفلاحة، بوزارة الفلاحة والصيد البحري، محمد صديقي، أول أمس (الاثنين)، بمراكش، أن المغرب تبنى اختيارا استراتيجيا بتحويل الفلاحين الصغار إلى مقاولين، والرهان عليهم من أجل الأمن الغذائي الوطني.
وأضاف صديقي في افتتاح أشغال الندوة الدولية حول القطاني الغذائية، أن الهدف من هذا الاختيار يمكن في تطوير الأنظمة المحلية لروح المقاولة الديناميكية التي تثمن المؤهلات المحلية، والتي من شأنها تحسين الولوج إلى الأسواق وإدراجها ضمن الفروع المدرة للدخل وذات الجودة العالية.
وأشار صديقي إلى أن ضمان الأمن الغذائي للجميع ومواجهة التغيرات المناخية هما تحديان لا يمكن للمجتمع الدولي رفعهما إلا بالتعاون الدولي المكثف، والتعاون شمال – جنوب الأكثر توازنا، بالإضافة إلى التعاون جنوب- جنوب الأكثر دينامية ونجاعة.
وأوضح المسؤول بوزارة الفلاحة، أن المغرب لم يدخر أي جهد لتنمية والمحافظة على دينامية التعاون سواء الثنائية أو متعددة الأطراف، وعلى الخصوص التعاون جنوب- جنوب، مضيفا أن المملكة تبقى ملتزمة بتقاسم تجربتها ومعرفتها في تعزيز تعاون طموح شمال- جنوب، وجنوب-جنوب في المجال الفلاحي، والهادف إلى ضمان أمن غذائي مستدام. وأكد أن المغرب مقتنع بشكل قوي على أن تبادل الممارسات الجيدة والخبرات هو السبيل لخلق الثروة الجماعية، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة، للاحتفال بسنة 2016 كسنة دولية للقطاني التي أعلنت عنها الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشكل مناسبة للتذكير بالأهمية الغذائية للقطاني في إطار إنتاج غذائي مستدام يدعم الأمن الغذائي.
من جانبه أوضح ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ميكايل جورج هادج، أن زراعة القطاني تشكل أحد المكونات الغنية بالبروتيين، والفيتامين والأملاح، والتي تعد قادرة على استعمال النيتروجين (الأزوت) في الهواء لإنتاج البروتينات الخاصة بها بدون الحاجة إلى استعمال الأسمدة النيتروجينية. ومن جانبه، محمود الصلح، أشار المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، إلى أن هذا اللقاء، الذي يلتئم فيه ثلة من الخبراء والباحثين في مجال زراعة القطاني، يعد مناسبة لإبراز أهمية القطاني في التغذية، والمحافظة على خصوبة التربة، معربا عن أمله في إعادة تجديد الشراكة مع مختلف مراكز البحث. أما محمد بدراوي، مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، فأكد أن هذه الندوة تشكل مناسبة لتقديم مختلف الدراسات التي تم إنجازها في مجال القطاني ودورها الأساسي في تخصيب التربة، والتخفيف من أثر تغير المناخ والمحافظة على صحة الإنسان، علاوة على أهم نتائج البحث المنجزة بالمغرب في إطار مخطط المغرب الأخضر، الذي أعطى أهمية كبرى للقطاني باعتبارها سلسلة مكملة ومواكبة لزراعة الحبوب.
وسيتناول المشاركون في هذه التظاهرة، مواضيع تهم «الإنتاج العالمي والاستهلاك وتجارة القطاني الغذائية» و«التقنيات المبتكرة لتحسين وملاءمة هذه الزراعات للتغيرات المناخية» و«التنويع والتكثيف المستدام للنظم البيئية والزراعية من خلال إدخال زراعة القطاني الغذائية في الدورة الزراعية» و«نظم إنتاج البذور وأسواق المدخلات الزراعية ومكننة زراعة القطاني» و«التغذية والإغناء والصحة» و«المعطيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسات الفلاحية المرتبطة بسلسلة إنتاج القطاني الغذائية».