طنجة: محمد أبطاش
أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الثلاثاء، الستار على قضية مثيرة للجدل، ويتعلق بالأمر بقيام أفراد من أسرة واحدة بتصفية والدهم خلال الصيف الماضي، حيث أصدرت أحكاما تتجاوز قرنا من السجن، إذ أدانت المحكمة زوجة الهالك بـ25 سنة سجنا، ثم الابن الأكبر بالسجن المؤبد، و20 سنة سجنا للابن الثاني، ثم 20 سنة سجنا للابنة القاصر، في حين وزعت المحكمة أحكاما بثلاث سنوات حبسا نافذا على شقيقين آخرين، وست سنوات سجنا لشخص آخر بالمشاركة في جريمة القتل العمد.
وكانت وقائع هذه الجريمة المروعة قد هزت مدينة طنجة خلال شهر يونيو الماضي، عقب العثور على جثة شخص متحللة داخل جدار شقة سكنية بحي طنجة البالية، بعدما اختفى منذ سنة 2018. وكانت بعض المصادر قد أوردت أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية، اكتشفت أطوار هذه الجريمة التي تورط فيها أبناؤه الأربعة وزوجته بشكل عرضي، أثناء إخضاعهم لتحقيقات مطولة حول قضية متعلقة بالمخدرات، قبل أن ينهار أحد الأبناء أثناء استفساره عن قضية اختفاء رب الأسرة منذ ست سنوات، والحيثيات المرتبطة بها. حيث كانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة قد فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات وفاة شخص عثر على جثته مدفونة بجدار منزله بمنطقة طنجة البالية. وأشارت بعض المعطيات إلى أنه قد جرى اكتشاف جثة الهالك بشكل عرضي أثناء مجريات البحث التمهيدي مع زوجته وأربعة من أبنائه، الذين تم إيقافهم في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث تم تحصيل شكوك قوية حول اختفاء الزوج في ظروف مشبوهة وبخلفيات إجرامية. ومكنت الأبحاث المعمقة والخبرات التقنية المنجزة من التحقق من اختفاء الزوج المتغيب منذ ست سنوات في ظروف مشبوهة، حيث تم العثور على جثته واستخراجها، بعدما تم دفنها من طرف أفراد عائلته في جدار إسمنتي بمنزل يوجد بمنطقة طنجة البالية.
وانهار المتهمون أمام المحكمة، مؤكدين أن أسباب تصفية والدهم متعلقة بما كان يمارسه من سحر وشعوذة، كما ساهموا من جانبهم في إغراق مدينة طنجة بالمخدرات، إذ تم العثور بحوزتهم أثناء التفتيش الذي أجرته المصالح الأمنية وقتها على 4331 قرصا مهلوسا من نوع «إكستازي» و17 جرعة من الكوكايين، علاوة على 290 غراما من الهيروين و52 عبوة من غاز يستعمل في التخدير. كما مكنت عملية التفتيش المنجزة من حجز سيارة و42 قرصا طبيا مخدرا، فضلا عن حجز 700 غرام من مواد كيميائية ملونة ومعدات تستعمل في إعداد مخدر «الإكستازي»، وكذا مبالغ مالية بالعملة الوطنية والأجنبية هي من عائدات هذا النشاط الإجرامي.