شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

أزمة خانقة تضرب القطاع السياحي بمراكش  

محمد وائل حربول

يعيش القطاع السياحي بمدينة مراكش على وقع أزمة خانقة، عصفت بآلاف المشتغلين بالقطاع، خاصة بعد التدابير الاحترازية الجديدة التي تم اتخاذها مؤخرا تزامنا مع حلول نهاية السنة، التي كانت تنتعش فيها المدينة الحمراء على مدار شهر كامل، وهو ما جعل مهنيي السياحة نهاية الأسبوع الماضي، يعبرون عن تشاؤمهم بخصوص المستقبل القريب، في ظل تملص مجلسي الجماعة والجهة من الأدوار المنوطة بهما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد سنتين عجاف.

وحسب مصدر خاص، فإن المجلس الجماعي لمراكش، سواء إبان عهد حزب العدالة والتنمية في نهاية ولايته، أو خلال المرحلة الجديدة لفاطمة الزهراء المنصوري، كان ينتظر منهما إعطاء دفعة قوية للقطاع من خلال إبرام شراكات ثنائية، ومنح دعم مالي مهم له، إلا أن لا شيء من هذا حدث، مضيفا أن مدينة من حجم مراكش بثقلها السياحي العالمي، ف «إن المجلس الجماعي بها لم يخصص لجنة خاصة تعنى بالقطاع السياحي ضمن لجانه، ولم يبتكر حلولا في هذا الصدد».

وفي هذا السياق، وبعد التضرر الكبير الذي عرفته فنادق المدينة التي باتت مخصصة فقط للحجر الصحي، إضافة إلى التضرر الكبير الذي لحق بمطاعم المدينة المصنفة، وبالنقل السياحي، طالب مهنيو القطاع، نهاية الأسبوع الماضي، بتأجيل الالتزامات الضريبية وإعادة وضع جدولة للقروض البنكية، كما طالبوا بتدخل وزارة السياحة ومجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي للمدينة، من أجل تقديم دعمهم الكامل للقطاع، المتضرر الأكبر من الجائحة.

وخرج مصطفى أمليك، الكاتب العام الجديد للجمعية الجهوية للصناعة الفندقية مراكش- آسفي، في تصريحات متتالية له نهاية الأسبوع الماضي، بالقول إن كل العاملين بالقطاع السياحي كان يحدوهم الأمل في أن تكون سنة 2021 بداية لتعاف وإقلاع، طال انتظاره، لقطاع السياحة والفندقة، الذي تضرر كثيرا، بعد 15 شهرا من توقف النشاط،إلا أن هذه الآمال سرعان ما تلاشت، جراء حزمة من القرارات التي فرضتها ظرفية عالمية صعبة، حيث لم يتم استئناف النشاط، بسبب الإغلاق المتواتر للحدود، في حين أن مجموعة من القطاعات تعتمد على النقل الجوي ضمنها قطاع الفنادق الذي تضرر كثيرا.

واعتبر الكاتب العام للجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بمراكش، أنه في ظل هذه الظرفية العسيرة، يجد المهنيون أنفسهم مجبرين على تبني تدبير معقد، قصير النظر، بالرغم من أنه يجب عليهم التعود على العيش في عالم يسوده عدم اليقين، ليوضح أن جميع المهنين بالقطاع، لا يملكون رؤية واضحة، في الوقت الذي اعتبروا فيه أن موسم الخريف سيحمل أمالا جد إيجابية، قبل أن يتفاجؤوا بتعليق الرحلات الدولية والإغلاق التام متم نونبر الماضي.

وجاءت مطالب مهنيي القطاع السياحي بمدينة مراكش نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن تعهدت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بإطلاق خطة شاملة، في أقرب وقت ممكن، لدعم الفاعلين السياحيين، وذلك بعد جلسة العمل التي عقدتها فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة، مع رئيس وممثلي الكونفدرالية الوطنية للسياحة، حيث أكدت من خلالها على أن الوزارة وكافة مكونات الحكومة ستباشر تنفيذ تدابير أكثر استعجالا وإجراءات مهيكلة مثل إنشاء صندوق قطاعي بدعم من صندوق محمد السادس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى