شارك عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، في أشغال قمة «مبادرة الشـرق الأوسط الأخضـر»، التي احتضنتها العاصمة السعودية، الرياض، أول أمس الاثنين، بتكليف من الملك محمد السادس، مرفوقا بكل من ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ومصطفى المنصوري، سفير المغرب بالمملكة العربية السعودية.
وأفاد بلاغ للحكومة، توصلت «الأخبار» بنسخة منه، بأن هذه القمة انكبت على دراسة مجموعة من المحاور التي تبرز الجهود المبذولة للمساهمة في الحفاظ على البيئة، سيما في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، والتحديات التي تطرحها على مختلف المستويات.
وأشاد عزيز أخنوش، يضيف البلاغ، بهذه «المبادرة التي تعكس رؤية المملكة العربية السعودية لمواجهة التحديات الرئيسية المرتبطة بالبيئة وظاهرة التغير المناخي، وتعبر عن التزامها الراسخ بوضع خارطة طريق واضحة وطموحة، تمكن من تعزيز الجهود الرامية إلى حماية الأرض والطبيعة في المنطقة، وتساهم بشكل قوي وفعال في الجهود الدولية التي تبذل من أجل تكريس أسس تنمية مستدامة، تحافظ على البيئة وتضمن مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة».
وأكد أخنوش أن «اتفاق باريس حول المناخ، وأجندة أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030، يعتبران نقطتين مفصليتين لتعزيز العمل المناخي العالمي والتحول نحو تنمية منخفضة الكربون، من جهة، ولتعزيز الوعي البيئي وكذا ترسيخ ثقافة دمج الاستدامة في كل القطاعات الاقتصادية الحيوية، من جهة أخرى».
وأشار رئيس الحكومة إلى أن المملكة المغربية، تطبيقا للإرادة السياسية النابعة من توجيهات الملك محمد السادس «اعتمدت بشكل إرادي، نهجا متكاملا يقوم على مقاربة مندمجة وتشاركية مسؤولة في السياسة المناخية للبلاد، تتلاءم مع رهانات وأهداف الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، والتي تروم الانتقال إلى اقتصاد أخضر، في انسجام مع الجهود الدولية في هذا المجال، ومع تقارير الهيئة الحكومية الدولية لخبراء المناخ، وأهداف التنمية المستدامة».
كما استحضر أخنوش الرهانات المناخية، والانعكاسات السلبية لظاهرة التغير المناخي على مسلسل التنمية المستدامة، وعلى حيوية الأنظمة الإيكولوجية وسلامة الأوساط والثروات الطبيعية، وكذا على الصحة العمومية، مذكرا أن المغرب «وعيا منه بضرورة تعزيز مسلسل تنموي ذي بصمة كربونية منخفضة، بادر إلى إعداد المخطط الوطني للمناخ 2020- 2030، الذي يهدف إلى تقوية القدرة على التكيف، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وتنزيل السياسات الوطنية المتعلقة بالمناخ على المستوى المحلي، وتشجيع الابتكار، ورفع مستوى الوعي للاستجابة لتحديات مكافحة التغير المناخي».
وذكر رئيس الحكومة أن المملكة المغربية قامت، وفقا للرؤية الاستراتيجية والشاملة للملك محمد السادس، بإعداد البرنامج الوطني الأولوي للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027، بكلفة تقدر بحوالي 11 مليار دولار. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير الموارد المائية والاقتصاد في الماء، خاصة في المجال الفلاحي وإعادة استعمال المياه العادمة، إضافة إلى تحلية مياه البحر.
وخلص البلاغ ذاته إلى أن أخنوش أكد على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي بشأن القضايا المتعلقة بالتغير المناخي، وتبني نهج أكثر تناسقا ونجاعة وتكاملا بين مختلف مكونات المجتمع الدولي، كل حسب موقعه وتأثيره، لتوحيد الرؤى والتغلب على الحواجز التي تعترض الولوج إلى التمويل المناخي، ورفع مستوى التفاعل والتكامل بين التمويل متعدد الأطراف، والتمويل الوطني المتعلق بالمناخ.
رئيس الحكومة يسلم محمد بن سلمان رسالة خطية من الملك محمد السادس
سلم عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إلى محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، رسالة خطية من الملك محمد السادس. جاء ذلك خلال لقاء ولي العهد السعودي بأخنوش، على هامش قمة «مبادرة الشـرق الأوسط الأخضـر» التي انعقدت في العاصمة السعودية، الرياض.
وجرى خلال اللقاء، وفق وكالة الأنباء السعودية، استعراض مبادرات المملكة النوعية للمحافظة على البيئة ومكافحة التغير المناخي.
وحضر اللقاء عن الجانب السعودي كل من عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة، وفيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية؛ فيما حضره من الجانب المغربي ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ومصطفى المنصوري، سفير المملكة المغربية بالرياض.