شوف تشوف

الرئيسيةخاص

أخبار سارة… عجائز في سن المائة هزموا كورونا

قصصهم ألهمت العالم وعائلاتهم لم تصدق

يونس جنوحي
نحتاج في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها العالم اليوم إلى جرعات من الأخبار المتفائلة. منذ نهاية دجنبر الماضي وبداية يناير من السنة الحالية، والاكتشافات المتواترة بخصوص فيروس كورونا تؤكد أن أعراضه تكون وخيمة على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية إما بالتقدم في السن أو المعاناة من الأمراض المزمنة.
إلا أن نماذج من كبار السن حول العالم استطاعوا الخروج من معركة البقاء مع فيروس كورونا منتصرين، واستطاعوا لفت انتباه العالم، بل واحتضنتهم الصفحات الأولى لكبريات المجلات والصحف العالمية.

«كورسيني».. إيطالية أبهرت العالم
رغم أن إيطاليا كانت على رأس قائمة الدول المتضررة جدا من فيروس كورونا بعدد وفيات مأساوي، أثار تعاطف العالم أجمع. إلا أن سيدة إيطالية بعمر الـ95 سنة استطاعت التغلب على «كورونا» وتعود إلى الحياة بقصة إصرار مثيرة كتبت عنها الصحافة الإيطالية والعالمية.
ألما كورسيني احتلت صورتها جل الصفحات الأولى لصحف الإيطالية، وكتب عنها أكثر من منبر دولي. ليس فقط لأنها أول مريضة ولجت مشفى مقاطعة «مودينا» الإيطالية، ولكن لأنها كانت تبلغ من العمر 95 سنة وكانت حالتها ميؤوسا منها تماما، حتى أن الأطباء كانوا يفكرون في نقلها إلى جناح آخر لكي يضعوا مريضا آخر مكانها استغلالا للموارد المحلية. لكنها أثارت استغراب الأطباء ودهشتهم عندما سجلت تطورا إيجابيا لحالتها الصحية دون الحصول على مضادات الالتهاب. كتبت صحيفة «غازيتا دي مودينا» المحلية، التي استأثرت بالسبق الصحفي الأول للسيدة «كورسيني»، أن حالتها كانت هي الأسوأ من بين كل الحالات التي جاءت لمشفى المقاطعة. حتى أن الأطباء كانوا يخشون على حياتها وترددوا كثيرا قبل منحها دواء مضادا للالتهاب، والذي يُمنح عادة للمرضى بفيروس كورونا في بداية العلاج لتخفيف آلام الجهاز التنفسي. لكنه كان خطيرا جدا على حياة الكبار في السن وقرروا في الأخير ألا يمنحوها المضاد خوفا من مضاعفاته على حياتها. تواصل الصحيفة: «لكنها فاجأت الجميع وتعافت تماما لوحدها حتى أنها لم تكن في حاجة إلى أجهزة التنفس التي توضع عادة رهن إشارة المرضى بفيروس كورونا لمساعدتهم على تدفق الأوكسيجين».

ملحمة «زانغغوانفن»
هذه قصة سيدة صينية تبلغ من العمر 103 سنوات بالضبط. اسمها «زانغغوانفن». أصيبت بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، معقل الوباء وبؤرته الأولى المميتة. في فاتح مارس بالضبط، حسب ما كتبته صحيفة «شوتيانميتروبوليس» اليومية التي تصدر في الصين، أحست السيدة «زانغ» بآلام وأعراض فيروس كورونا وتم نقلها فورا إلى المشفى ليتم تشخيص إصابتها بالفيروس. تقول الصحيفة إن السيدة «زانغ» لم تحتج إلى إلا ستة أيام بالضبط لكي تغادر المشفى صوب منزلها بعد أن تجاوزت الحالة الحرجة، ليسجل رسميا تعافيها من الفيروس، وتم تصنيفها كأكبر حالة ناجية من الفيروس في الصين، والعالم.
كتبت حفيدتها «زانغ»، التي سميت على اسمها تيمنا بها سنة 1989، على منصة «تويتر» تقول: «جدتي تعافت من المرض في ستة أيام فقط، وكنا قبل ذلك قد احتفلنا بعيد ميلادها الـ103. وقامت بنفسها بإطفاء الشموع. عندما أخبرنا الطبيب أنها تماثلت للشفاء بعد مغادرة المصحة، لم أستغرب. عرفتها قوية جدا، وسوف تبقى كذلك. أحبك جدتي».

قصة انتصار مريض بالزهايمر وضعف القلب
ذكر موقع «شينهوا» الصيني، أن رجلا يبلغ من العمر مائة سنة، كان يعاني من ضعف بالقلب، بالإضافة إلى داء «الزهايمر»، تعافى من كورونا بعد أن تم تشخيص إصابته بها في 24 فبراير، وسجل رسميا تعافيه منها في السابع من مارس، بعد تدخل طبي في المستشفى العسكري بإشراف وعناية طبية مركزة. وكانت حالة هذا الرجل من الحالات النادرة التي تحدثت عنها مدينة «ووهان» وتم تقديمه للإعلام كأحد أكثر الحالات بعثا على التفاؤل كونه كان يعاني من أمراض التقدم في السن، ويتلقى العلاج والأدوية الخاصة بمرضى القلب، وهو ما يقلص فرص نجاته وتجاوب جسده مع الدواء، لكنه استطاع التغلب على الفيروس.

خوسيه بينيا الذي أضحك العالم: هزمت الفيروس مرتين!
وسط الأخبار المُحزنة، استطاع المواطن الإسباني «خوسيه بينيا» أن يُبهر العالم ويلفت الأنظار إليه لتهتم الصحافة الدولية بقصته، وهو الذي نجا عندما كان طفلا في الرابعة من عمره، من الإنفلونزا الإسبانية التي حصدت عددا كبيرا من الأرواح في إسبانيا خلال العشرية الأولى من بداية القرن الماضي. هو اليوم تجاوز عمره 105 أعوام. كتبت صحيفة «إلموندو» الإسبانية عن قصته، ونقلت تصريحه: «لا أريد أن يتكرر هذا الفيروس اللعين. لقد أزهقت الإنفلونزا الإسبانية أرواح ملايين الإسبانيين. وقد كنتُ الوحيد من بين أشقائي السبعة الذي أصيب بالفيروس ونجوت منه في خريف 1918. لقد تشافيت بفضل الأعشاب». وبعد قرن من الزمن، يعود بينيا لينتصر على فيروس كورونا، بعد أن تم تشخيص إصابته وإخضاعه للحجر الصحي. ورغم أنه كان متقدما في السن، إلا أنه استطاع النجاة بأعجوبة أثارت إعجاب الأطر الطبية.
ورغم أن الأوضاع في إسبانيا كانت مُقلقة جدا، بخصوص وضعية المستشفيات وعدم قدرتها على تحمل العدد الكبير للحالات الوافدة والأنباء عن صرف المشافي والمصحات لعدد كبير من المُسنين بحجة أن أمل علاجهم ضعيف مقارنة مع الفئات العمرية الأخرى، إلا أن قصة السيد بينيا كانت مُلهمة لكل المسنين في العالم. فهو لا يزال يذكر كيف أن مدينة «خوسيه لوركا» كانت تشيع الجنائز بالمئات خلال فترة الإنفلونزا الإسبانية، حتى أنها كانت تجد صعوبات في المرور عبر الشارع الرئيسي للمدينة نحو المدافن.

البروفيسور كريسوايتي.. صديق المُسنين
«يقال إنه من السهل الإصابة بالفيروس إن كنت مُسنا، وبالتالي تصبح هالكا بسهولة. على العكس تماما. أغلب المصابين بالفيروس بإمكانهم التعافي، حتى لو كان عمرهم يتجاوز 80 سنة».
هذا التصريح أدلى به البروفيسور كريس لصحيفة «الأندبندنت» البريطانية، وقد خلف ارتياحا كبيرا في صفوف المسنين بالمملكة المتحدة، خصوصا مع تداول أنباء عن إصابة أشخاص مسنين في إحدى دور الرعاية بالعاصمة لندن الأسبوع الماضي. تناقلت وسائل إعلام دولية كثيرة تصريح البروفيسور كريس الذي بدا مُطمئنا، لكنه في الوقت نفسه يستند على أساس علمي. وقد جاء هذا التصريح في سياق عرض الحالات المتماثلة للشفاء لدى عدد من المُسنين حول العالم، خصوصا في الصين، البؤرة الأولى للداء، حيث أضاف: «الحالات التي تماثلت للشفاء في الصين أكبر دليل على أن المُسنين يمكنهم التجاوب مع الدواء واجتياز الحالة الحرجة، حتى لو كانوا يتلقون علاجا لأمراض أخرى. إذا كانت هناك إرادة ورعاية في الوقت المناسب تماما، يمكن النجاة».

«كامبل».. عانى من الخرف وهزم كورونا في سن الـ89
كتبت صحيفة «أمريكا اليوم» عن قصة مواطن أمريكي يبلغ من العمر 89 سنة، استطاع هزيمة فيروس كورونا بعد أن كانت حالته الصحية حرجة للغاية. اسمه «إيغوين كامبل». تقول ابنته شارلي كامبل التي كانت ترافقه وتتابع حالته الصحية خلال فترة الحجر الصحي لمدة 14 يوما كاملة: «كنا نعرف أين تقع النافذة المطلة على مكان قضائه فترة الحجر. توجهنا إليها وقمنا بقرع زجاج النافذة لكي نثير انتباهه. ولأنه يعاني من مرض الخرف العقلي، فإنه لم يستجب ولم يكن يدرك أبدا ما يجري حوله. وقتها اتخذنا قرارا عائليا ألا نخبره بحقيقة الوضع. كنا نريده أن يبقى هادئا وسعيدا. كان هذا هو الهدف الأهم». لم يكن السيد كامبل يُدرك إذن أنه مصاب بفيروس كورونا طيلة الفترة التي قضاها في الحجر الصحي، ولم يُبد في البداية أي تجاوب مع الدواء، وهو ما جعل المشفى يقرر في حالة بقاء وضعه حرجا، أن يُحيله على مشفى محلي حتى يصبح مكانه شاغرا لاستقبال حالات أخرى داخل الولايات المتحدة لكي تخضع للحجر الصحي. لكن المفاجأة وقعت قبل اتخاذ قرار نقله، إذ سجل الأطباء أنه بدأ فعلا يتعافى من أعراض فيروس كورونا ليتم تسجيل شفائه رسميا. صرحت ابنته لصحيفة «أمريكا توداي» بالقول إنها سعيدة جدا لأن والدها خلق المعجزة، وأنها متأكدة أنه ربما يكون أكبر المتعافين الأمريكيين سنا من الفيروس.

المعمرة الإيرانية السيدة أحمدي تحمد الله على النجاة من كورونا

مُسنون إيرانيون وُلدوا من جديد
سُجلت حالتا شفاء في إيران لشخصين تجاوز عمرهما الـ100 سنة خلقا الحدث في إيران. إحدى الحالتين، اسمها السيدة أحمدي، وتبلغ من العمر 103 سنوات، وقد شفيت تماما من فيروس كورونا المستجد covid-19. والتقطت الوكالة الرسمية الإيرانية صورة للسيدة أحمدي وهي تحمل ورقة بيدها محتفلة بخبر نجاتها من الفيروس، جاء فيها: «الحمد لله فقد هزمت كورونا».
ونقلت الوكالة الإيرانية يوم 21 مارس أن البلاد سجلت واحدة من أكثر قصص النجاة من فيروس كورونا غرابة وطرافة أيضا. الطرافة هنا تكمن في الطريقة التي واجهت بها السيدة الوباء وجو المرح الذي خلقته في المستشفى حيث كانت تتبادل القفشات مع الفريق الطبي الذي كان يتابع حالتها وحالات كثيرة، وكانت تحاول أن تبدد عنهم الضغط والإرهاق وجو التوتر السائد في جناح الحجر الصحي. لذلك صرح رئيس الجناح للوكالة الإيرانية بقوله: «سعيدون جدا لشفائها وقصتها درس لنا جميعا. سوف نفتقدها، لكننا لا نريدها هنا على كل حال».
النجاة من الوباء ولادة جديدة، حسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية، وفي حالة المُسنين الإيرانيين الذين نجوا من «كورونا»، فإنهم فعلا وُلدوا من جديد بعد أن عاشوا قرنا كاملا في السابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى