بعد أربعة أيام من التحقيقات والتحريات المكثفة، أفرج الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط عن بلاغ رسمي أصدره، ليلة أول أمس الأربعاء، يلخص كل التفاصيل المرتبطة بالبحث والتكييف القانوني للتهم المنسوبة للمتهمين في ارتكاب أعمال الشغب الخطيرة التي رافقت نهاية مباراة كأس العرش بين فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي، الأحد الماضي.
الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، أعلن أنه على إثر أحداث الشغب التي أعقبت انتهاء مباراة في كرة القدم احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله يوم الأحد الماضي، والتي خلفت عدة إصابات في صفوف 103 من أفراد القوات العمومية و23 من المواطنين، بالإضافة إلى خسائر مادية في سيارات مملوكة للدولة وأخرى للخواص مع إحراق مركبة وتخريب وتعييب مرافق ومنشآت تابعة للمركب الرياضي المذكور وارتكاب سرقات وعرقلة السير بالطريق العام، مما أحدث هلعا وخوفا لدى المواطنين وتسبب في اضطراب الأمن والنظام العام، فقد تم ضبط وإيقاف مجموعة من الأشخاص المشتبه في ارتكابهم ومشاركتهم في هاته الأفعال بلغ عددهم 70 شخصا ضمنهم 18 حدثا.
وأكد الوكيل العام للملك أنه تم إجراء بحث مع كل المتهمين بتعليمات من النيابة العامة، استمع خلاله بالإضافة إلى المشتبه فيهم لمجموعة من الضحايا بما في ذلك عناصر القوات العمومية الذين تم نقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاجات الضرورية .
وأشار نفس المصدر إلى أن بعد تقديم المشتبه فيهم المذكورين أمام النيابة العامة، تقدمت السلطات القضائية المختصة بملتمس لإجراء تحقيق في حق 42 من الرشداء منهم، من أجل ارتكابهم أفعال تكوين عصابة إجرامية وتخريب تجهيزات في إطار جماعات وباستعمال القوة، والسرقة الموصوفة ومحاولة الاغتصاب وعرقلة سير الناقلات في الطريق العام، وارتكاب العنف العمدي بمناسبة تظاهرة رياضية وإلقاء أحجار داخل الملعب من شأنها إلحاق أضرار بالغير وإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم وارتكاب العنف في حقهم والدخول إلى الملعب حاملين لسلاح وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة، حيث أمر السيد قاضي التحقيق بعد استنطاقهم ابتدائيا بإيداعهم السجن.
كما تم، حسب نفس البلاغ، تقديم ملتمس بإجراء تحقيق للمستشار المكلف بالأحداث في حق عشرة أحداث من أجل ارتكابهم لنفس الأفعال المشار إليها سابقا، والذي أمر بإيداعهم بالجناح المخصص للأحداث بالمؤسسة السجنية.
المصدر ذاته أكد أنه تمت إحالة 18 من المشتبه فيهم من بينهم 8 أحداث على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط للاختصاص، والذي تابع 10 رشداء منهم في حالة اعتقال من أجل ارتكابهم جنح إلقاء أحجار ومواد صلبة عمدا أثناء مباراة رياضية على مكان وجود الجمهور، والمساهمة في أعمال العنف بمناسبة مباراة رياضية ارتكب خلالها عنف وإيذاء وإلحاق أضرار مادية بأملاك منقولة مملوكة للغير، تعييب شيء مخصص للمنفعة العامة، تعييب تجهيزات الملعب، الإهانة والعنف في حق موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم وحيازة واستهلاك المخدرات، فيما أحال الأحداث المشار إليهم على السيد قاضي الأحداث، من أجل نفس الأفعال المذكورة، حيث أمر بإيداعهم بالجناح المخصص للأحداث بالمؤسسة السجنية.
وشددت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط في بلاغها أنها ستحرص على مواكبة إجراءات التحقيق والمحاكمة في حق المعنيين بالأمر وفق القانون، كما ستعمل على القيام بكل الإجراءات اللازمة في مواجهة كل من أقدم على الإخلال بالأمن والنظام العام والاعتداء على الممتلكات والأشخاص وفق ما يفرضه القانون.
ووفق معطيات حصلت عليها «الأخبار» من مصادرها فإن المتهمين الذين ينتمون لمدن مختلفة بالجهة خاصة الرباط وسلا وتامسنا وعين العودة وتمارة ومرس الخير والصخيرات، فقد بلغ عددهم 58 متهما موزعين بين راشدين وقاصرين، فيما بلغ عدد الأشخاص المحسوبين على الجماهير الفاسية الذين جرى اعتقالهم بعين المكان وفي أوقات لاحقة خلال مجريات البحث، 12 متهما، وقد تقرر متابعتهم في حالة اعتقال، مساء أول أمس، بتهم جنائية خطيرة وعلى رأسها محاولة اغتصاب عاملة النظافة بالملعب بالتزامن مع أحداث الشغب الخطيرة التي شهدها المركب الرياضي مولاي عبد الله.
وأفادت نفس المصادر بأن عشرات العائلات من الرباط وفاس والمدن المجاورة لهما، حلت في وقت مبكر من صباح أول أمس الأربعاء، بمحيط قصر العدالة بحي الرياض، من أجل مواكبة مسطرة التقديم التي خضع لها أبناؤهم، كما سجلت حالة إغماء في صفوف أحد المتهمين مباشرة بعد مواجهته بالتهمة المنسوبة إليه وقرار إيداعه السجن، وقد تدخلت السلطات المختصة لنقله إلى مستعجلات السويسي، حيث تلقى العلاجات الضرورية، قبل نقله رفقة 51 متهما إلى المركب السجني العرجات.