أب الأمة
تلوح في الأفق بوادر أمل للخروج من النفق المظلم الذي فرضته جائحة كورونا على بلدنا، والمؤكد أن ترؤس الملك محمد السادس أول أمس بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل مصغرة حضرها كبار رجال الدولة على المستويين المدني والأمني وخصصت لاستراتيجية التلقيح ضد فيروس كوفيد-19 تؤشر على تحول إيجابي من شأنه أن ينقذ بلدنا من مخالب عدو فتاك لا يرى بالعين المجردة.
لقد ظلت هاته الجائحة منذ أن طرقت باب المغرب بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في قلب الاهتمامات الملكية سواء على مستوى التوجيهات اليومية أو الخطابات الدستورية أو المجالس الوزارية أو جلسات العمل الملكية التي ارتفعت وتيرتها مؤخرا لاتخاذ ما يلزم لمواجهة الوباء.
فأن يعقد الملك محمد السادس في حيز من الزمن محدود، ما بين مارس ونونبر جلستي عمل ومجلسا وزاريا ويخصص خطابين متتاليين لتتبع تفاصيل تدبير وباء فيروس كورونا والحد من آثاره الاقتصادية والاجتماعية، ومواصلة اتخاذ مزيد من الإجراءات لمواجهة أي تطور، فهذا الحضور الملكي المكثف يعني شيئا واحدا، أن الملك أب الأمة الحريص على سلامة أبنائه وبلده لن يغمض له جفن ولن يهدأ له بال، حتى يعبر ببلدنا نحو بر الأمان ونتخلص من هذا الكابوس المرعب. فجلستا العمل اللتان ترأسهما الملك في قضية الوباء ليستا عملا بروتوكوليا، أو لقاء شكليا، بل هي اجتماعات تقريرية حاسمة تشكل مناسبة للحضور الملكي الفعال في تفاصيل القرار العمومي، ويؤشر بالـملموس على أنه الـماسك بزمام الأمور في مواجهة مباشرة مع أحد أخطر الأعداء الذين واجهتهم المملكة والعالم بأسره.
لذلك فالجميع يعلق آمالا كبيرة على جلسة العمل الأخيرة لتكون مخرجا ومنفذا للنجاة، فأن تضع الجلسة الملكية على رأس جدول أعمالها الشروع في تلقيح كافة المواطنين المغاربة بلقاح فعال حسب نتائج التجارب السريرية الأخيرة، فهذا في حد ذاته رسالة مطمئنة لكل المغاربة وبداية الطريق نحو التعافي التدريجي للمواطن والاقتصاد على حد سواء.