شوف تشوف

دين و فكر

أبو عبد الله المتنبىء الكويتي أبطل صلاة الجمعة والجماعة وصلاة العيدين

في بداية أمره ادعى التقوى والورع، ثم تدرج به الأمر إلى أن زعم فساد المجتمع بأسره.. الأمر الذي دعاه إلى اعتزال الناس وصلاة الجماعة بالمساجد، ثم وصل به الحال إلى أن ادعى أنه هو قرين المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر بأن نصب نفسه المهدي بشحمه ولحمه.. ولم يقف به الأمر عند ذلك، بل زعم عودة الرسول من موته إلى الحياة بالدنيا! ولم تتوقف سخافاته حتى زعم أنه هو الرسول الكريم، وقد تبعه رعاع الناس وضعافهم مستدلين بأدلة يسخر منها جاهل الصبيان. بدأ حياته عسكريا في الجيش، ثم تدين والتحق بجماعة التكفير في الثمانينات. شكك في أوقات الصلاة وأصول الدين وهاجم العلماء، وأقرَّ بأنه «المهدي المنتظر». تورط في عمليات تعذيب بحجة العلاج بالقرآن الكريم من خلال ضرب المرضى بالعصي. له أتباع في السعودية واليمن ودول أخرى، وقال إنه ينشر فكره عن طريق موقعه على الأنترنت الذي يحمل اسم «المهدي»، وأشار إلى أن له ما يقارب 22 كتاباً تحمل فكره واعتقاده. اشتهر في أواسط التسعينات بحادثة التشكيك في أوقات الصلاة، ثم بدأ بالتكفير بعد أن تبعته جماعة تؤمن بدعوته حتى أعلن نفسه نبيا تحت اسم خليفة الله ورسوله المهدي أبو عبد الله، وقد تم سجنه في السعودية في أعقاب ظهور بوادر دعوته إلى النبوة، بعد تشكيكه بأصول الدين وأوقات الصلاة ومهاجمته العلماء. ثم عاد إلى الكويت، أخيرا، بعد إطلاق سراحه ليعود إلى ممارسة نشاطه في الكويت. وقد قام مدعي النبوة بتأسيس موقع له على الأنترنت باسم «المهدي»، يتضح من خلاله الحجم الكبير لأتباعه الذين يمجدونه ويتعاملون معه بأدب التعامل مع الأنبياء، فيما يوغل هو في النيل من سمعة العلماء المعاصرين ويقلل من شأنهم ومن علمهم، علما بأنه يدعم خطبه بلغة عربية بليغة بأسانيد من الأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، وأمهات الكتب الإسلامية. وتشير مصادر خاصة إلى أنه كان يعمل في بدايات الثمانينات عسكريا في الجيش الكويتي، ثم بدت عليه بوادر التدين، ثم انضم إلى جماعة التكفير ما أدى به إلى الاستقالة من العمل العسكري، ليتفرغ للدعوة والتبليغ حتى صار من مشاهير الرقاة، ليتحول به الأمر بعد ذلك إلى ادعاء النبوة.
دجال الكويت
اسمه الكامل الحسين بن موسى بن الحسين اللحيدي من الكويت، كنيته أبو عبد الله، ولو وقفت على حاله تجد كثيرا من الناس يقولون عنه إنه مجنون وآخر يصفه بأنه كاهن وساحر، والبعض يؤكد بأن شيطانا تلبسه فهو يتحدث باسمه. ورغم كل هذا وذاك فكل من قابله يعلم بأنه رجل يحمل في خباياه سرا يخفيه، يعيش في عزلة عمن حوله، ولا يعترف بأقرب قريب إلا إذا كان ممن يواليه، بل إن كثيرا من أقاربه تبرؤوا منه ومن أفكاره، وله أتباع قلة صدقوا مقولته وبايعوه على ذلك. ولم تقتصر البيعة على أنفسهم فقط، بل وقعت أيضا على زوجاتهم وأطفالهم، ونجد أن أتباعه الذين بايعوه وعلى نشر دعوته اللحيدية قد اغتروا به، بما يتمتع به اللحيدي الدجال من تلاعب في الألفاظ وتأويل للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توافق هواه وتؤيد أباطيله. كان في مرحلة شبابه يعيش مرحلة فسق وفجور، كما يصفه أحد أتباعه، ثم توارى عن الأنظار لفترة، ثم ظهر فجأة وعليه سمات الصالحين.. ولا أحد يعلم أين كان لمدة خمس سنوات سابقة.. ثم أخذ في إلقاء الدروس الدينية في بيته، ثم بدأ بعض الناس يفدون إليه ليقفوا على ما يقوله، محبة في استطلاع أمره والوقوف على حاله. ويصف من حضر مجلسه بأنه مجلس ضلالة لا مجلس هداية، حيث إن هذا الداعية لا يحسن النطق ببعض الآيات القرآنية ولا يخرجها من مخارجها سليمة، وأنه يهذي بما لا يعلم ويفسر كيفما شاء، وهو مع كل هذا لم يكشف عن حقيقة ما يدعيه، وكان هذا قبل أزمة الخليج الثانية.
مشاهدات اللحيدي المنتظر
لما حملت زوجة اللحيدي رأى في المنام من يخبره بأن زوجته سوف تضع مولودا ذكرا، وأنه سوف يكون اسمه عبد الله فكان له ذلك. ويزعم أن في ابنه عبد الله صفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن نظر في وجه ابنه عرف مدى كذب والده وخلاله. لكن تلك الأحداث لم تكن لتمر بسلام حتى أعلن بعد أزمة الخليج الثانية أنه هو قرين المهدي. ثم أخذت أطروحاته تتطور شيئا فشيئا، إذ ادعى بعدها بأنه هو المهدي نفسه وخليفة الله في أرضه وأنه السفاح وأنه مرسل إلى هذه الأمة جميعا، وأن ابنه من بعده سيكون تبعا له (رغم أن ابنه لم يبلغ الحلم). وما برح اللحيدي الدجال يكذب حتى يخبرنا بأن الله عز وجل يوحي إليه عن طريق الرؤى، وأن ذلك إلهام من الله عز وجل له. وما زال يخبر مريديه بأنه قد شاهد الله جلت عظمته في المنام، وأنه شاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم كذلك في المنام وأنه بشره بالرسالة والمهدية. ويزعم اللحيدي بأن غمامة في السماء قد أظلته من حرارة الشمس، وهذا ما جعل كثيرا من مريديه يطرب بها، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أظلته غمامة وهو في طريقة إلى الشام. وقد بدأ اللحيدي الدجال دعوته تلك في الكويت أولا، ثم أخذ يوسع من دعوته هو ومريديه لتشمل الجزيرة العربية، وكل ذلك وهو لا يظهر حقيقة ما وصلت إليه اليوم من تبنيه للرسالة والمهدية، فقد اقتصرت دعوته على مسائل الحاكمية وتطبيق القوانين الوضعية، وله في ذلك مآرب أخرى. وقد قبض على اللحيدي وأتباعه وأودعوا السجن لبضع سنوات، وهم ما زالوا على أفكارهم متمسكين بها، ويؤكد من عاصرهم في السجن في تلك الأيام بأن أمرهم غريب، فهم يعيشون لوحدهم ولا يختلطون بالآخرين. وما زال اللحيدي الدجال يعد أصحابه بالنصر والتمكين، إذ إنهم يعيشون في مرحلة استضعاف هو وأتباعه، وأن مرحلة النصر لا محالة قادمة. وبعد أن قضى مدة محكوميته في السجن، خرج اللحيدي الدجال ومن معه من السجن، ورجع إلى بلده وأخذ يوسع من نشاطاته الهدامة في من حوله، حيث أخذ بالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وبث سمومه فيها، ولا يكشف عن قناعه الذي تستر به، ولعل أعظم مثال على ذلك ما أحدثه ذلك الدجال من بلبلة وهلع للناس حين أورد حديثا ضعيفا يذكر فيه بأن صيحة من السماء تأتي في يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان لعام 1422هـ، وأنها دليل على خروج المهدي الذي يعني به نفسه، ولكن الله خيب رجاه وخذله. ولا ندري ماذا قال لأتباعه عن عدم حدوثها، ولا يستغرب منه أنه قد أجلها إلى وقت آخر (أي بعد عشر سنوات، حيث يوافق يوم الجمعة منتصف الشهر الكريم)، فذلك هو ديدن أهل الضلالة حين ينكشف أمرهم لا يجدون مخرجا لهم إلا بالتأويل والتحريف والتلاعب بالألفاظ.
أهم أفكاره ومعتقداته
يدعي أنه (رسول الله) وخليفته في الأرض، وأنه (مهدي) هذه الأمة جميعًا وقال في (ص 3): (عجبًا لأهل الجزيرة أتيناهم بالمهدية الحقة فتلقونا بماذا؟ أمبالغ أنا إذا قلت عجيبة الدهر). وقوله برجعة النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى الحياة الدنيا مرة أخرى، وذلك ليقتل المنافقين ومن يرد دعوته، وأنه – صلى الله عليه وسلم- سيعلي رايته، وأن المهدي المسمى في الحديث بـ(محمد بن عبد الله) هو بعينه صلى الله عليه وسلم، وقد حاول إثبات هذا في كتابه «رفع الالتباس»، حيث قال في (ص 5 ): (والحاصل أن عودة الرسول- صلى الله عليه وسلم- ما هي إلا آية يجريها الله- عز وجل- به إظهارًا لدينه كما وعد، ونصرة لنبيه- يعني نفسه- على جميع الكافرين والمشركين بجميع مللهم). كما قال في آخر رسالته «رفع الالتباس» (ص 41 ): (فأنا أصيح بكم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- سيعود، وإن رغمت أنوف المنافقين).
كما يزعم أنه يوحى إليه عن طريق الرؤى، وما ذاك إلا إلهام يسره الله-عز وجل- له.
قال في كتابه «فتح المنان»: (ص 36): (والله عليم بالحال سبحانه، وما كنت وقت ابتداء تحقق التأويل بالكشف عن ذاتي مدركًا لكل ما تقرر على لساني في ما بعد ومستدلاً به، وما كان ممكنًا لي بأي حال من الأحوال إحاطتي بالعلم في ذلك، ومع هذا كان ابتداء الكشف عن ذات المهدي، وكان الأمر مرهونًا بابتداء برؤية رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالمنام). من شذوذه: إبطال صلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، وصلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء، وأن من يؤمن بمشروعية هذه الصلوات هم من الجهلة، وأنها لا تقام إلا بأمر رباني وتصلى خلفه فقط. ومنها تكفيره علماء الحنابلة قاطبةً، ولعنه الأئمة الكبار. ويزعم أن له كرامات ومنها: قوله إن الدخان الذي يظهر آخر الزمان ويغشى الناس هي: أدخنة آبار النفط الكويتية التي أشعلها نظام صدام إبان احتلاله لدولة الكويت، وإنه أوحي إليه بذلك. ومن كراماته أيضا: أن زلزال «تسونامي» ما هو إلا صيحة غضب ودعاء منه على رجل من أندونيسيا، كان قد اتصل به وأنكر دعوته واستهزأ به وشتمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى