شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

أبناء طانطان يتطوعون لحراسة المنافذ البرية المحيطة بالمدينة خوفا من تهريب البشر

طانطان: محمد سليماني

باشر مجموعة من الشباب من أبناء مدينة طانطان عمليات تطوعية لحراسة كل المنافذ الصحراوية البرية المؤدية إلى المدينة من جهة الشمال خصوصا، والتي يستعملها بعض المهربين الذين أصبحوا ينقلون عددا من المسافرين من مدن الداخل إلى المدن الجنوبية. وبحسب المصادر، فإن هؤلاء الشباب الذين يتوفرون على مجموعة من سيارات الدفع الرباعي، يقومون بدوريات عبر كل المنافذ الصحراوية المطلة على مدينة طانطان، والمعروفة لدى سكان المنطقة، حيث يراقبون الوضع عن كثب، من أجل التصدي لكل سيارة رباعية الدفع مشتبه في نقلها مسافرين من مدن الداخل نحو الصحراء، ووضعوا مجموعة من سدود المراقبة ببعض المنافذ، حيث تتم مراقبة الوضع باستعمال المنظار الخاص بتقريب المسافات لرصد كل التحركات من مسافات بعيدة.
وتأتي هذه المبادرة، بحسب مصادر متطابقة، من أجل التعاون مع السلطات العمومية والأجهزة الأمنية التي تراقب الوضع عند مداخل المدينة، فيما بدأت بعض الفئات قبل أسابيع باستغلال الوضع والاشتغال في تهريب البشر، مستعينة في ذلك بمعرفتها بالمسارات والمنافذ الصحراوية غير المعبدة وغير المراقبة.
واستحسن البعض مبادرة هؤلاء الشباب من أجل تأمين المدينة من أي دخلاء قد يدخلون إليها خلسة، قادمين من مدن سجلت فيها حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وبالتالي، فهذه المبادرة الشبابية، بحسب هؤلاء، تبقى محمودة لأنها ستقطع الطريق على بعض تجار تهريب البشر حماية للمدينة. في المقابل، يتخوف البعض من أن تنزاح هذه المبادرة عن هدفها النبيل، أو تتحول إلى بؤرة صراع خارج المدينة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنه في الوقت الذي تنشغل السلطات والقوات العمومية بمختلف تشكيلاتها بتنزيل إجراءات حالة الطوارئ الصحية، وضبط تحركات المواطنين في الشارع العام بالمدينة، وتقييد حركة السفر ما بين المدن، فإن هناك فئة أخرى ابتكرت طرقا جديدة للوصول إلى مدن الأقاليم الجنوبية، حيث حوّل عدد من المهربين عرباتهم ومركباتهم رباعية الدفع إلى وسائل للنقل السري للأشخاص.
ويُتداول بين سكان أقاليم الصحراء، أن ثمن الرحلة لدى بعض المهربين ما بين مدينتي تيزنيت والعيون، وصل إلى 5000 درهم للرحلة، حيث ينقلون دفعة واحدة عددا من الأشخاص الراغبين في الوصول إلى العيون، ويسلكون بهم طرقا غير معبدة وسط الصحراء وبين الجبال والهضاب، بعيدا عن أعين رجال الدرك والأمن والسلطات، فيما وصل ثمن نقل شخص واحد فقط ما بين طانطان والعيون، قبل أيام، 500 درهم. وتسود مخاوف بين سكان مدن الصحراء من أن ينقل إليهم هؤلاء القادمون من مدن الداخل عدوى الوباء المستجد. ومن أجل التصدي لهذه الآفة، باشرت السلطات المحلية بمدينة طانطان إجراءات، منها إقامة حواجز ترابية وسواتر رميلة في المنافذ البرية غير المعبدة لمنع مرور السيارات رباعية الدفع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى