محمد سليماني
أفادت مصادر مطلعة من داخل قطاع الصحة بكلميم بأن المستشفى الجهوي بالمدينة يعيش هذه الأيام على وقع حالة استنفار كبيرة، وذلك قبيل زيارة مقررة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى المدينة.
وكشفت المصادر أن هذه التحركات غير المسبوقة تتعلق بطلاء بعض جوانب المستشفى، وإعادة إصلاح المعدات المعطوبة، وتوفير معدات طبية وأخرى بيوطبية لم تكن موجودة من قبل، كما حضر جميع الأطباء المعينين بهذا المرفق الصحي، وانطلقوا في القيام بأعمالهم، من فحوصات وعمليات جراحية وغيرها.
وعلّق أحد أطر الصحة على هذا الوضع ساخرا، حيث قال «زيارة مرتقبة لوزير الصحة للمركز الاستشفائي الجهوي لكلميم تخلق نوعا ملحوظا من الدينامية والرواج»، كما علق أحد المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة قائلا «كلشي غيكون زوين، المهم اللي عندو شي مرض يقضي غرض، هاد الأسبوع وزير الصحة في زيارة مرتقبة لكلميم»، وذلك في إشارة إلى العمل الكبير الذي انطلق فجأة بالمركز الاستشفائي الجهوي.
وكانت تحركات مماثلة انطلقت، خلال شهر مارس الماضي، مباشرة بعدما أعلن الوزير الوصي عن نيته القيام بزيارة رفقة طاقم الوزارة إلى مدينة كلميم من أجل عقد لقاءات مع أعضاء مجلس الجهة والولاية والمديرية الجهوية للصحة والمندوبين الإقليميين، لإيجاد صيغ تشاركية قصد معالجة الإكراهات التي يعرفها قطاع الصحة.
وجاء إعلان الوزير نيته زيارة الجهة خلال لقاء جمعه مع برلمانيين عن حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم كلميم، بحضور الكاتب العام للوزارة ومدير التجهيزات واللوجستيك، حيث تم تدارس الوضعية الصحية بجهة كلميم– واد نون، سواء بالمراكز الاستشفائية الإقليمية أو بالمراكز الصحية القروية. وخلال هذا اللقاء تم استعراض الخصاص المهول في الموارد البشرية من أطباء اختصاصيين وعامين وممرضين وسوء توزيع هذه الموارد وانتشارها بأقاليم الجهة، كما تم استعراض الوضعية المزرية للعديد من التجهيزات البيوطبية بالمستشفى الجهوي، وبالمستشفيات الإقليمية والمراكز الصحية، حيث أسفر اللقاء عن برمجة زيارة للوزير وطاقم الوزارة لجهة كلميم وادنون، ثم تنظيم قوافل طبية بكافة الجماعات والمراكز لتقديم الإسعافات والخدمات الطبية في انتظار إيجاد حل شامل للخصاص المهول في العنصر البشري، كما تم التعهد بتوفير كافة التجهيزات والمعدات والأدوية بجميع المرافق الطبية بالجهة.
يذكر أن تواضع الخدمات الصحية المقدمة بالمركز الاستشفائي الجهوي لكلميم شكل محور شكايات للسكان والمنتخبين على حد سواء، حيث توصل والي الجهة بشكاية من أعضاء فريق المعارضة بمجلس جماعة كلميم بخصوص ما أسموه «تردي أوضاع الاستقبال وغياب التوجيه والعناية الصحية بالمستشفى الجهوي بكلميم»، كما عقدوا لقاء مع الكاتب العام لولاية كلميم وادنون بخصوص المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة بجهة كلميم وادنون عموما، وبمدينة كلميم بشكل خاص.
وفي سياق دعم قطاع الصحة، صادق مجلس الجهة على اتفاقية تتعلق بتنفيذ مشروع تحسين العرض الصحي بالجهة عبر بناء سكن وظيفي وإداري بالمستشفى الجهوي بكلميم بمبلغ إجمالي يقل عن 16 مليون درهم؛ منها 8 ملايين درهم مساهمة من مجلس الجهة، ووافقوا على اتفاقية أخرى لتنفيذ مشروع يتعلق بتأطير وتأهيل المراكز الصحية والمستشفيات بأقاليم الجهة، وذلك بكلفة إجمالية تقدر ب90 مليون درهم؛ منها 18 مليون درهم مساهمة من مجلس الجهة.