آسفي…العطش يضرب 22 جماعة قروية بعد فشل مشروع موله البنك الدولي
المهدي الكراوي
تعيش 22 جماعة قروية بإقليم آسفي على وقع أزمة عطش غير مسبوقة، وهو ما يدفع يوميا السكان القرويين إلى قطع العشرات من الكيلومترات للتزود بالمياه عن طريق شراء الصهاريج من السوق السوداء، في حين يساهم انعدام البنية التحتية وصعوبة المسالك الطرقية في ارتفاع تكاليف نقل الصهاريج المائية التي وصل ثمنها إلى 500 درهم للصهريج الواحد، في حين أن ثمنها العادي لا يتجاوز 150 درهما.
وساهم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، خلال موسم الصيف، في ارتفاع الطلب على مياه الشرب في الوسط القروي، ووصلت أزمة العطش وندرة مياه الشرب في إقليم آسفي إلى مستويات قياسية، حيث تعيش العشرات من الدواوير القروية منذ عدة أشهر محاصرة بانعدام المياه الجوفية وجفاف الخزانات المائية التقليدية التي تجمع مياه الأمطار، الى جانب معاناة آلاف الأسر من التزود بالمياه، مما ألهب أسعار الصهاريج المائية التي وصلت في السوق السوداء إلى 500 درهم للصهريج الواحد من سعة 4 أطنان.
ويسود غموض كبير مشروع أشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء بتمويل من البنك الدولي وخاص بإقليم آسفي فاقت ميزانيته 536 مليون درهم، والذي يهم ربط وتزويد الدواوير القروية بالماء الصالح للشرب، خاصة في جماعات احرارة والغياث والكرعاني والمصابيح والبخاتي ولحضر ومول البركي، وهي نفسها الجماعات القروية التي ما زالت إلى اليوم تعيش محاصرة بانعدام المياه وافتقارها للفرشة المائية للآبار، بعد فشل هذا المشروع الضخم الخاص بتزويد قرى إقليم آسفي بالماء الصالح للشرب.
وعلى مستوى دوار الهمامدة بجماعة الغياث القروية، لم يستفد السكان القرويون من مشروع ربط الدوار بمياه الشرب، رغم أن السكان كانوا قد أدوا مساهمات مالية حددت في 500 درهم لكل أسرة منذ سنة 2004، وإلى اليوم يعيش دوار الهمامدة بدون نقطة ماء، وكل منابع المياه التي تم تشييدها معطلة ولا يستفيد منها السكان، الذين يعيشون محاصرة في جبال وعرة تنعدم فيها المسالك الطرقية.