تواصل مصالح الفرقة الجنائية الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء تحقيقاتها الماراثونية، بتنسيق مع مصالح «الديستي»، لفك لغز جريمة القتل التي راح ضحيتها شرطي مرور وإحراق جثته بدوار الخدادرة بتراب إقليم برشيد، حيث تتعقب المصالح الأمنية مسار عشرات الأرقام الهاتفية، خاصة منها تلك التي تزامن وجود أصحابها بمكان عمل شرطي المرور على مستوى الطريق الساحلية قبل اختطافه، بحيث استمعت عناصر الأمن إلى عدد من الأشخاص، ضمنهم فتاة.
كما انتقلت المصالح الأمنية، أول أمس السبت، إلى مدينة الدروة بإقليم برشيد، حيث أوقفت عناصر الدرك الملكي سيارة من نوع «كليو» على متنها مجموعة من الأشخاص تنطبق عليها أوصاف السيارة التي استعملها المتهمون انطلاقا من مكان اختطاف الشرطي وكذا وجودها بمكان إحراق سيارة الضحية، وبعد البحث الدقيق الذي باشرته الفرقة الجنائية والعلمية، تبين أن السيارة لا علاقة لها بأي شبهة جنائية موضوع التحقيق.
وكانت منطقة بوسكورة بضواحي الدار البيضاء قد شهدت استنفارا أمنيا، ليلة الجمعة الماضي، بعد إقدام الأظناء على إضرام النيران في سيارة الشرطي الضحية «هشام»، حيث التهمتها النيران بالقرب من سوق الأحد بالمنطقة. كما بذلت فرق الوقاية المدنية مجهودات كبيرة من أجل إخماد النيران، إلا أن المواد المستعملة في إضرام النار حولت السيارة إلى هيكل.
وكشف التحقيق الميداني النقاب عن كون عملية إضرام النار في السيارة تمت من طرف أربعة أشخاص، في حدود الساعة التاسعة مساء، كانت المصالح الأمنية تتعقب أحد هواتفهم قبل أن يلوذوا بالفرار، وهو ما يرجح وقوف عصابة مكونة على الأقل من 4 أشخاص وراء هذه الجريمة ويستعملون سيارة من نوع «كليو»، بحيث واصلت الفرقة الجنائية أبحاثها من مكان إحراق السيارة لتتمكن من العثور على هاتف نقال تم نقله إلى المختبر العلمي قصد إجراء خبرة عليه.
وكانت المصالح الأمنية والسلطات المحلية بتراب إقليم برشيد قد عثرت، يوم الخميس الماضي، على جثة متفحمة داخل قناة للمياه تعود إلى موظف شرطة كان يعمل قيد حياته بفرقة المرور بمنطقة الرحمة بالدار البيضاء، وهو الحادث الذي خلف حالة استنفار قصوى لدى مختلف الفرق الأمنية بكل من ولاية الأمن بالدار البيضاء وعناصر الدرك الملكي بسرية برشيد، حيث عاينت السلطات الأمنية الجثة في حالة تفحم وكذلك الزي الرسمي الذي كان يرتديه الضحية الذي كان موضوع اختفاء منذ مساء الأربعاء الماضي، بعد مغادرته مكان عمله في ظروف ما زالت مجهولة، حيث تم العثور غير بعيد عن المكان الذي كان يعمل به الشرطي على نظارته الخاصة وهي ملطخة بالدماء، وبجانبها كاميرا وظيفية تحملها عناصر الأمن أثناء تدخلاتها.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن الحادث يعود إلى مساء الأربعاء الماضي، بعد اختفاء الضحية الذي كان يعمل بالطريق الساحلية بنفوذ مفوضية الشرطة الرحمة، في ظروف غامضة ولم يعد إلى منزله، الأمر الذي آثار شكوك عائلته وزملائه في العمل، خاصة بعدما عثر بمكان عمله على نظارات خاصة به ملطخة بالدماء وبجانبها كاميرا وظيفية كانت في عهدة الشرطي، الأمر الذي أدى إلى حالة استنفار، ليبقى الجميع في حالة ترقب لمعرفة ظروف اختفاء رجل الأمن، حيث ظل البحث عنه إلى صباح الخميس الماضي، حيث عثر على جثة متفحمة بداخل قناة للمياه بدوار الخدادرة جماعة الساحل ببرشيد من طرف راعي غنم، الذي بادر إلى إشعار السلطات المحلية التي هرعت إلى عين المكان، وبعد المعاينة الأولية تبين أن صاحب الجثة يرتدي زيا رسميا لموظفي الأمن، ليتم إخبار عناصر الدرك الملكي بمركز حد السوالم والتي حلت بعين المكان، حيث باشرت فرقة خاصة منها تحقيقاتها انطلاقا من مكان اختفاء الشرطي من خلال تمشيط المنطقة معززة بالكلاب المدربة، مرجحة أن يكون الجناة المفترضون قد عمدوا إلى تصفية الضحية بمكان عمله، والتخلص من الجثة عبر نقلها بواسطة ناقلة ليتم رميها بالقناة المذكورة، مستغلين الليل وغياب المارة وإضرام النار فيها، بعدما استولوا على مسدسه الوظيفي وأصفاده.
وما زالت كل الفرق الأمنية المشاركة في التحقيق تعكف على تتبع كل الخيوط للوصول إلى منفذي هذا الفعل الإجرامي، من خلال الاستعانة بالمعطيات التقنية للشبكات الهاتفية وعملية الرصد.
الدار البيضاء: مصطفى عفيف