آثار نفسية سلبية للحجر الصحي
بينما اتخذت إيطاليا تدابير صارمة لاحتواء سكانها في 9 مارس الحالي، تستعد الحكومة الفرنسية بدورها لجميع الاحتمالات لمحاربة انتشار وباء كوفيد-19 في فرنسا. في ظل هذه المستجدات، تسلط دراسة نشرت في مجلة The Lancet الطبية الضوء على الآثار النفسية للحجر الصحي، وهو حل جذري تم تطبيقه محليا في فرنسا.
قال باحثون في كلية «كينجز كوليدج» في لندن، الذين درسوا العواقب النفسية لهذا الإجراء على الأفراد الذين يخضعون له، «إن الحجر الصحي غالبا ما يكون تجربة غير سارة لأولئك الذين يخضعون لها». «الانفصال عن الأحباء، وفقدان الحرية، وعدم اليقين بشأن المرض والملل يمكن، في بعض الأحيان، أن يخلق تأثيرات دراماتيكية».
اعتمد استعراض التحليلات الذي نشر في المجلة الطبية The Lancet على نتائج 24 دراسة أجريت على الحجر الصحي بعد أوبئة السارس والإيبولا وإتش وان إن وان والميرس وأنفلونزا الخيول في السنوات الأخيرة.
يظهر فريق سامانثا بروكس أن الأفراد المعنيين بالحجر يعانون من العديد من الاضطرابات النفسية على المدى الطويل، مثل أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة، والاكتئاب، والقلق، والتهيج، أو حتى الأرق.
تعلم تحمل العزلة
العزلة القسرية هي سبب أساسي للتوتر. يؤدي فقدان المعالم المعتادة وتقليل الاتصال البشري إلى الشعور بالملل والإحباط والقلق. لذلك من المهم الحفاظ على إيقاع يومي على الرغم من كل شيء، لتنظيم روتين جديد في المنزل والحفاظ على الاتصالات مع أحبائهم عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية ولكن أيضا مكالمات هاتفية مباشرة.
في غياب الأقارب من أجل التواصل، يلعب الانضمام إلى مجموعة دعم محلية تشارك الفرد نفس المشكلة دورا مشابها. ويبقى الشيء الرئيسي هو الشعور بالاتصال بالآخرين حتى لو كنت وحيدا في المنزل وحرمت من عائلتك المعتادة أو جهات الاتصال الودية أو المهنية. يلاحظ الباحثون أن الأشخاص غير القادرين على تنشيط شبكتهم يكونون أكثر قلقا أثناء الحجر الصحي وتستمر محنتهم على المدى الطويل.
تدبير يجب الحد منه وتنظيمه
توجد ضغوطات أخرى، تبدأ ببدء الحجر الصحي: كلما طالت فترة العزلة، زاد احتمال تأثيرها على الصحة العقلية للأشخاص المعنيين. يبدو أن الدراسات تظهر أنه بعد 10 أيام، تتفاقم الآثار النفسية السلبية. لذلك من المهم أن تقصر السلطات التي تفرض الحجر الصحي «على ما هو معقول علميا مع مراعاة المدة المعروفة لفترات الحضانة» التي يؤكد عليها الباحثون.
وبالمثل، يذكرنا الوضع في الحجر الصحي باستمرار بوجود خطر مميت. يلاحظ فريق «كينغز كوليدج» أن الأشخاص المنعزلين يخشون أكثر على صحتهم وصحة أحبائهم، الذين يخافون عليهم من العدوى، من أولئك الذين لديهم حرية التنقل.
وأخيرا، يعد الافتقار إلى الاتصال والتنسيق من جانب سلطات الصحة العامة عاملا مهما من عوامل الإجهاد. إذا كانت المعلومات الواردة متناقضة أو غير واضحة، فقد يغيب الهدف من الحجر الصحي عن المصابين ويخاطرون بتخيل سيناريوهات أسوأ في الحالات غير المبررة.
آثار طويلة الأمد
تستمر آثار الحجر الصحي بعد رفع الحظر المفروض على حركة التنقل. ويرجع ذلك من ناحية إلى تأثير الحجر الصحي على الموارد المالية الشخصية للأشخاص المعنيين والنقص الذي يولده (في فرنسا، يتم التخطيط للتدابير في سياق وباء كوفيد-19 ومن ناحية أخرى إلى الوصم الذي يعانيه الأشخاص الذين وضعوا في العزلة المفروضة.
وقد أظهرت العديد من الدراسات حول إدارة الإيبولا أن مجتمعهم رفض هؤلاء الأشخاص، غالبا بسبب نقص المعلومات حول الأسباب التي أدت إلى دخولهم الحجر الصحي.
وخلص الباحثون إلى أن «الفوائد المحتملة للحجر الجماعي الإلزامي يجب موازنتها بعناية مع التكاليف النفسية المحتملة». على الرغم من التأثير النفسي السلبي الشامل، إلا أنه يظل إجراء مبررا في بعض الحالات الوبائية: «إن التأثير النفسي للحجر الصحي واسع النطاق، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة. هذا لا يعني أنه لا ينبغي استخدام الحجر الصحي، يمكن أن تكون الآثار النفسية لعدم العمل به وانتشار المرض أسوأ».
هكذا يؤدي الخوف من العدوى إلى تعطيل علاقاتنا الاجتماعية
نلتقي في كثير من الأحيان بالمرضى، سواء أكان المرض معديا أم لا، دون أن ندرك ذلك. ولكن اليوم، يفرض ارتداء الكمامات على خطر العدوى أن يصبح «ظاهرا». بما أن نمط حياتنا يتسم بالتواصل مع الآخرين، فإن الخوف من العدوى يؤثر على علاقاتنا.
تخيل أنك، على غرار كل صباح، تركب عربة القطار، وتتمكن من الحصول على مقعد قبل الانغماس في روايتك أو جريدتك. أثناء ذلك، يرتدي الشخص الذي يجلس أمامك كمامة، يسعل ويعطس بشكل متقطع. كيف تتفاعل؟ هل تغير مكانك أو تحاول حماية وجهك لضمان عدم وصول الرذاذ إلى وجهك؟
الخطر على الجميع
مما لا شك فيه أن خطر الجائحة يولد شعورا بعدم الثقة تجاه الآخرين. بادئ ذي بدء لأنه أمام شخص مريض، يولد بداخلنا شكل من التماهي، فنسأل أنفسنا «لماذا لا أنا؟» وبما أن الخوف من العدوى يغذي مخاوفنا، فإن النتيجة تكون عبارة عن الشعور بالإصابة المحتملة.
يؤكد الطبيب النفسي ميشيل ليجويو أن «يمكن أن يصل القلق إلى حد تبني سياسة «كل لنفسه» وهذا هو السبب نسبيا وراء توعية الناس عن طريق حملات تحسيسية بهدف الحد من انتقال الجراثيم من أجل تفادي الارتياب.
شهادة آن (عانت من أنفلونزا الخنازير)
أصبت بالأنفلونزا أ أثناء سفري للخارج في سنة 2009. في البداية كنت أعاني من صداع شديد ليلا ونهارا وأوجاعا كانت تمنعني أحيانا من النهوض. ومع ذلك، لم أقلق كثيرا وقللت من التعب.
عندما عدت إلى فرنسا، قررت أن أستشير طبيبا. اعتقد أنني مصابة بعدوى، فأمر بنقلي إلى المستشفى. هناك أجريت فحوصات لأعراض الإنفلونزا ولكن لم أقم بفحوصات معقمة أكثر. لقد فرضوا علي وضع كمامة في الحال! كانت الأجواء مأساوية لدرجة أنه عندما قيل لي إنني مصابة بأنفلونزا الخنازير، شعرت بالاطمئنان. اعتقدت أن الأمر كان أسوأ بكثير!
« كنت أميل إلى خلع الكمامة»
مكثت في المستشفى لمدة يوم قبل العودة إلى المنزل. في الخارج، كان يتوجب علي مواجهة نظرات الآخرين. شعرت وكأنني ضحية طاعون. بينما كنت أنتظر أن تقلني سيارة الأجرة إلى المنزل، انتظرت في غرفة انتظار المستشفى. نظر إلى البعض في الزاوية. قام الشخص الذي كنت أجلس بجواره بتغيير مكانه، «لم يكن هناك داع … كان الموقف محرجا للغاية بل مهينا تقريبا».
شعرت لأول مرة بما قد يختبره الناس الذين يتم الحكم عليهم ورفضهم فقط من أجل مظهرهم. يكفي أن تضع كمامة بيضاء على وجهك لتشكل تهديدا!
كنت أميل إلى خلع الكمامة، حتى أتفادى هذه النظرات، لكن بالتأكيد لن يزيد ذلك سوى الطين بلة: كنت سأصبح «خطيرة» بشكل رهيب في أعين الآخرين، ومن يدري كيف سيكون رد فعلهم؟ بالفرار؟ أم بأمري بوضع الكمامة على الفور مرة أخرى، تماما كما فعل الطبيب، عندما أردت التحدث إليه قبل بضع دقائق وأردت أن أزيل هذه القطعة من الورق التي أزعجتني؟
«بموافقة أقاربي.. أزلت الكمامة»
وصل سائق التاكسي. لم يقم بأي رد فعل عندما رآني أضع الكمامة. مع أن هناك اختلاطا في السيارة أكثر من غرفة الانتظار الضخمة! وعندما وصلت أمام منزلي، قال لي: «حظا طيبا، شفاء عاجلا!»، تأثرت كثيرا بهذا اللطف، فجأة … ولكن ربما لأن الخوف من المرض يكون أعلى في المستشفى. ومع ذلك: لم أحاول اختبار ردود فعل الآخرين، خارج المستشفى، وبموافقة أقاربي، قمت بإزالة الكمامة. ثم عدت إلى العمل بشكل طبيعي. أصبحت «أول من شخص يعرفونه يصاب بأنفلونزا الخنازير!»
أزمة كوفيد-19 تذكرنا بعدم سيطرتنا على كل شيء
نعيش حاليا في نوع من الصدمة تتجلى مع ظهور وباء كورونا فيروس، ذلك لأنه عدا خطره صحتنا، فإن هذا الفيروس وضع فجأة كل شيء موضع التساؤل… اعتقاد تم تعزيزه في السنوات الأخيرة: الاعتقاد بأننا نستطيع السيطرة على كل شيء في حياتنا.
بين إنكار الخطر ونوبات الهلع
بين أولئك الذين لا يريدون تغيير أي شيء في طريقة عملهم، يرفضون الامتثال إلى القواعد الصحية المعمول بها وأولئك الذين يسطون على رفوف المعكرونة والأرز وورق المرحاض، هناك بالتأكيد فروق دقيقة يجب وضعها في الاعتبار. كل بلد يكافح وفقا لاستراتيجياته الخاصة ضد فيروس، عدو غير ظاهر، يجب محاربته على أي حال.
نداء إلى العقل
في هذه الفترة يبرز أصحاب «هناك فقط، يجب علينا»، الذين يمتلكون نوعا من المعرفة في جميع المجالات الذين يغرقون الوسط بموجات سخطهم، وعدم فهمهم، واقتراحاتهم المتنوعة و»الضارة» أحيانا.
يشتعل عالم شبكات التواصل الاجتماعي، الذي يجب أن يكون له غرض معلوماتي أساسي، ويولد مخاوف من خلال التزويد بأخبار مزيفة أحيانا أو مشاهد ذعر تولد المزيد من الارتباك والتوتر وتكمن خطورة الأمر في أننا لا نعرف، في الوقت الراهن، مدى هذا الوباء لأنه من الضروري استخدام الكلمات التي تتوافق مع واقع الفيروس المنتشر في كل مكان. وهنا يستقر الخوف، في هذا الوضع غير المعتاد الذي لا يمكن التنبؤ به والناجم عن حدث معين: فيروس، غير ظاهر ويصعب اكتشافه.
ما نعرفه هو أنه، كما هو الحال في العديد من الأوبئة (وخاصة الأنفلونزا)، فإن كبار السن، وضعاف المناعة الذين يعانون من بعض الأمراض سيكونون أكثر تأثرا بهذا الفيروس وأنه من الضروري حمايتهم بشكل أفضل، وذلك من خلال تجنب الاتصالات المباشرة معهم. بالنسبة لباقي السكان، يبدو خطر هذا الفيروس أقل بكثير. لذلك من المهم تبني سلوكيات منطقية، تحمي أولئك الذين يحتاجون إليها دون الذهاب إلى أقصى الحدود مثل الاستحمام بمحلول مطهر عشر مرات في اليوم. لقد أصبح الوضع أكثر تعقيدا من حقيقة أن هذا العدو غير الظاهر، يجبرنا على التكيف، وإغلاق الحضانات والمدارس، وما إلى ذلك… وقد كان له بالفعل تأثير اقتصادي كبير على كل منا.
يثير هذا الوضع الحالي أحيانا سلوكيات جماعية مثيرة للدهشة مع أنها شائعة جدا في كوننا بشر وتتعلق بغريزتنا للبقاء.
على أي حال! يمكن أن يكون القتال في المتاجر من أجل الحصول على كيلوغرام من السكر أو محلول مطهر أو عبوة من الماء مغريا.. إذ يكفي أن يبدأ شخصان أو ثلاثة حتى يتم جذب الآخرين، نحن الآخرين، فجأة في نفس التيار وإبداء نفس رد الفعل من القلق غير المعقول من الخوف من عدم وجود ما يكفي من المؤونة في حالة عزل المنطقة، أو المدينة، أو حتى البلد.
على الرغم من أننا ندرك السخافة التي تمثلها هذه السلوكيات، إلا أنه من الصعب التوقف على الاستيلاء على آخر عبوة من الأرز المعروضة على الرف. لأنه يجب أن نجرؤ على قول ذلك، إن هذا الفيروس يخيفنا، سواء أردنا أن نضحك أو نعبث أم لا!
هذا الوضع غير الطبيعي، دون معالم عن تطوره المستقبلي وعواقبه الحقيقية، يدفعنا نحو المجهول في المستقبل، ونحن الذين نحاول السيطرة على كل شيء، إدراك ذلك قاس!
ما الذي يخفيه هذا الهلع؟
إذا كانت البرامج الخاصة على الراديو والتليفزيون عن الفيروس التاجي تحظى بشعبية واسعة، فهذا يعود بلا شك إلى أن هذا الفيروس يشكل تحديا في موضوع يحاول مجتمعنا الحالي تعزيزه: الانطباع عن «شبه خلودنا»، عن قدرتنا على التحكم في كل شيء في حياتنا (التجاعيد، ولكن أيضا وزننا، معنوياتنا، عملنا، عائلتنا، حياتنا الاجتماعية، مستقبلنا…)
يستنكر الكثيرون ويشوهون، ويحرضون في جميع الاتجاهات ويتساءلون كيف من الممكن أن الحكومة، والسياسيين ومقدمي الرعاية عجزوا عن منع الفيروس من دخول بلدنا. أمام الكاميرات والميكروفونات، ينتصب خبراء لا شيء ليحكموا على كل شيء، وهم ساخطون على عدم الاستجابة أو فرط الاستجابة من المسؤولين في بلدنا. كل يحمل رأيه عن كل شيء… لماذا لا يعطيه!
ولكن بعيدا عن الخطر المحتمل الحقيقي لـكوفيد-19 على الأشخاص الأكثر وهنا، والذي يزعجنا أيضا
ليس علينا، نحن البشر، إلا أن نقبل حقيقة أننا لا نستطيع السيطرة على كل شيء حتى لو حاولنا إقناع أنفسنا بذلك؟ منذ عقود، قمنا بتطوير منتجات مكافحة الشيخوخة والكريمات، والحقن، والليزر وعمليات التجميل «الذكية»، إننا نريد السيطرة على الطقس، والمال، والعمل، والحياة العاطفية، والإنجاب، ونطلب توقعات الطقس المضمونة من أجل توافقها مع عطلاتنا، وحفلات الزفاف… حتى أن البعض يذهب إلى حد ملء منازلهم بالكاميرات، حتى أن هناك أجهزة «تتبع» للسيارات والهواتف أيضا، لهواتف الزوج والأطفال. نريد أن نعرف كل شيء في الوقت الحقيقي بفضل تطبيقات المعلومات حول العالم، وحول صحتنا، وأنشطتنا مع مقاييس بالتوقيت.
أصبحت كلماتنا المفضلة، تلك التي تشعرنا بالاطمئنان كثير من الأحيان: تحكم، سيطرة، توقيت، التخطيط مع القلق من إضاعة الوقت، تفويت الحدث، عدم كونك «ابن هذا العصر» أو تفويت «سيلفي عطلات نهاية الأسبوع «، في حين يناضل البعض من أجل الظهور بمظهر «الإثارة» و»الانشغال»، وابتسامة دائمة على شفاههم، مع أنشطة «مذهلة»، في أماكن «باهظة»، محاطين بـ «أفضل الأصدقاء».
يتعين عليك «إظهار نفسك في أفضل صورة لك، وإظهار نفسك بأناقة، وإدراج نجاحاتك، وتنظيم كل شيء. والأسوأ من ذلك أننا نوقن بأننا نتحكم في حياتنا.
آسفة، ولكن فكروا في الأمر، لا نسيطر على الشيء الكثير في حياتنا، إننا نهوهم أنفسنا بهذه القوة ونرفض قبول لحظاتنا وفتراتنا التي نشعر فيها بالعجز. وهذا بلا شك ما يزيد من حركات الذعر المرتبطة بفيروس كورونا، وهذا الإدراك بأن بعض الأشياء قد تفلت منا مهما كانت إرادتنا ودوافعنا ورغباتنا وتطبيقنا.
في بعض الأحيان، أجل، هناك أحداث لا تعتمد علينا ولا يمكننا مواجهتها، ليس هناك داع للبحث عن الجناة. ربما حان الوقت لننبذ هذا الاعتقاد في قوتنا المطلقة. هذا لا يعني أنه يجب علينا التخلي عن كل شيء، والتخلي عن المعركة، والقتال، أبدا. بالطبع يجب علينا بالنسبة لفيروس كورونا كما في حياتنا، أن نطور نقاط قوتنا ونستفيد منها ولكن أن نتذكر أيضا أن تجربة العجز، حتى لو كانت غير سارة، هي أيضا جزء منا وما علينا سوى تقبلها. لا يمكننا السيطرة على كل شيء، حتى في بعض الأحيان يكون من المحبذ أن نتعلم التخلي، وفوق كل شيء، ومن دون شك، أن نثق في أنفسنا بقولنا إنه بعد هذه العاصفة أو غيرها، سيكون هناك هدوء وحتى ذلك الحين، دعونا نبذل قصارى جهدنا يدا في يد لحماية ودعم من يحتاجون لذلك!