يتم أنثى
وما شكل الرجل في حياتي؟ غير أنه مرادف للقسوة والألم؟ لم يكن أكثر من قنطرة من ضفاف السعادة لتل نسبت إليه عنوة صحاري الألم! الرجال حَولي يتلذذون في صبّ الشقاء على حياتي وتعذيبي، فهنالك رجل لم أره زرع بعينيّ والدتي أنهارا من الحزن الذي لا تستطيع أن تخفيه تلك الخطوط المتوازية التي تجتاح خديها تبعا للزمن العقيم الذي عاشته روحها قبل جسدها، ليتركني بذرة تنمو في أحشائها ويرحل، هكذا دون حتى أن يستأمنها علي أو يوصيها بي خيرا.. ماذا عن قبيلة من الأعمام والأخوال؟ يفرضون عليك سياجا يحسبونه من نور، ليحافظوا على الصورة الحقيقية لمفهوم «الرجولة» و«الشرف»؟ امرأة وحيدة وابنتها، كان لابد أن يحموهما من غدر الزمن، لكن من منهم أوقف والدتي عن العمل في مصانع النسيج؟ من منهم قال لها ابقي في بيتك ونحن نوفر لكِ همّ قوت يومك؟ من منهم كان ينتظرني أمام المدرسة بعدَ الدوام أيامَ المطر والثلج؟ كما يفعل كل الآباء مع أبنائهم؟ أمي وحدها فعلت، وتبللنا بالمطر معا، ومرضت أمي بعدها أسبوعا، وطُردت من العمل وبقينا دون زاد.. كانت أياما قاسية لن أنسى فيها صورة الرجال الذين طوقوا أنفسهم بلقب رجولي ضاع في معناه كل شيء. لا أقول إن كل الرجال شياطين وكل النساء ملائكة، ولكن لم يكن لي أنا فقط الحظ برجل أقول عنه: «جاء أبي، أهداني والدي، اشتقت لأبي..».