محمد وائل حربول (متدرب)
بعد زواج المصلحة بين حزبي الأصالة والمعاصرة، والعدالة والتنمية، قبل أسبوعين، عندما عقدت الأمانة العامة لـ«المصباح» لقاء مع قادة «الجرار» بمقرها بالرباط، قطر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لـ«البام»، خلال تقديمه لبرنامج حزبه، أول أمس، الشمع على «البيجيدي»، حيث اعتبر أن الحصيلة الحكومية لإخوان بنكيران والعثماني خلال ولايتين متتاليتين، كانت «كارثية للغاية».
وفي هذا الصدد، انتقد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بقوة طريقة تدبير حزب العدالة والتنمية للحكومة خلال الولايتين الأخيرتين، معتبرا أنها «تفتقد للتصور، متوعدا بإنهاء التخبط التدبيري الذي تركته حكومتا بنكيران والعثماني، والذي فوت على المغرب مجموعة من الفرص.
وأضاف وهبي أن السياسة الإصلاحية في المغرب طيلة ترؤس العدالة والتنمية لحكومتين متتاليتين، لم تستند على نموذج تنموي قوي، مؤكدا أن البلاد دخلت في سياسة تدبيرية قطاعية خالية من أي تصور شمولي.
وخلص الأمين العام لـ«الجرار» أن النتائج السياسية للحكومتين المتعاقبتين خلال عشر سنوات بقيادة «البيجيدي»، كانت «كارثية على كل المستويات»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أزمة «كوفيد- 19» أظهرت عمق الاختلالات التي ظل الاقتصاد المغربي يحملها، والتي بقيت أمامها حكومتا بنكيران والعثماني عاجزة عن إصلاحها، ودون ابتكارها لحلول تخرج البلاد من أزمة الجائحة.
وحسب مصادر خاصة بـ«الأخبار»، فإن خرجة عبد اللطيف وهبي هذه، ومهاجمته لحزب العدالة والتنمية لأول مرة بهذه النبرة، منذ تقلده زمام الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، جاءت نتيجة الضغط الكبير الذي تعرض له أخيرا من طرف قياديين بارزين داخل حزبه، انتقدوا خرجاته وتحركاته التي اعتبروها متوددة تجاه «البيجيدي» ومبالغا فيها، حتى وإن كانت براغماتية، لعل آخرها الاجتماع الذي وافق على إجرائه مع عدو الأمس.
وأضافت المصادر ذاتها أن على رأس قائمة الغاضبين من خرجات وهبي المتوددة، كانت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، ومحمد الحموتي، البرلماني عن الحزب، الذين أوضحوا لوهبي وأحمد أخشيشن، عضو المكتب السياسي، الذي كان قد رافقه خلال لقاء الحزب بـالعدالة والتنمية، ضرورة العمل وفق المنهجية والإيديولوجية التي تبناها الحزب منذ انطلاقته الأولى.
وأفادت المصادر نفسها بأنه «لم تكن القيادات فقط من كانت قد عبرت عن امتعاضاها بخصوص التقارب بين الحزبين، إذ تعرض وهبي بهذا الشأن لعدد من الانتقادات من طرف الشبيبة وبعض قواعد الحزب في عدد من مناطق المملكة، حيث تعجبت من مهاجمة وهبي المتكررة لحزب التجمع الوطني للأحرار، في وقت يتعرض فيه الحزب للدغات سامة من طرف قياديين بـ«البيجيدي»، يهاجمون متى سنحت لهم الفرصة لذلك الأصالة والمعاصرة، مثلما فعل أخيرا القيادي بـ«المصباح» عبد العزيز أفتاتي».
جدير بالذكر أن «البام»، والعدالة والتنمية كانا قد عقدا لقاء بين قيادات الحزبين، بمقر حزب «البيجيدي» بالرباط، نهاية الشهر الماضي، وقال وهبي وقتها إنه يأمل في تدارك ما ضاع من الوقت في صراعات جزئية، موضحا أن المواقع في بعض الأحيان كانت تفرض بعض المواقف وفي مرات أخرى تخون اللغة، معتبرا وقتها أن اللقاء سيكون فرصة لتطوير النقاش، وتطوى فيها صفحة الماضي ويبنى المستقبل بشكل مشترك.
وكان العثماني وقتها قد نوه بالعلاقة التي باتت تجمع الحزبين، والتي طويت فيها صفحة الماضي، وهي التي شهدت نوعا من التنافر والصدام نتيجة سياقات خاصة، حسب تعبيره.