أرسل العريس ووالده إلى المستعجلات واستنفار أمني لإيقافه
الأخبار
اهتزت الصويرة على واقعة خطيرة بطلها أحد أبناء الفشوش الذي قام بعملية دهس جماعية لفعاليات عرس بالقرب من إحدى قاعات الحفلات وسط المدينة.
وأكدت مصادر محلية لـ«الأخبار» أن الواقعة التي رافقتها الألطاف الإلهية خلفت إصابة والد العريس، وهو مراسل صحفي، بجروح بالغة الخطورة استدعت نقله للمستعجلات من أجل إخضاعه لعلاجات طبية خاصة، كما أصيب العريس بجروح خفيفة.
ويروي شهود عيان أن الشاب ولد الفشوش، المعروف بتهوره لدى سكان الصويرة من خلال احترافه السياقة الاستعراضية بشكل دائم بدراجته النارية أو سيارته الفخمة من نوع «مرسيدس»، تسبب بسياقته الجنونية في اصطدام قوي مع السيارة التي كانت تقل العروسين، وهو ما دفع والد العريس إلى الاحتجاج عليه شفهيا، قبل أن يتفاجأ هذا الأخير بولد الفشوش وهو يستدير بسيارته الفارهة بشكل جنوني واستعراضي أمام حشود كبيرة من مرافقي العروسين، ويدهس الجميع، قبل أن يلوذ بالفرار.
وأكدت مصادر الجريدة أن المنطقة الأمنية، بتنسيق مع النيابة العامة، وفي إطار التصدي الاستباقي لكل محاولات التدخل أو التأثير في مجريات التحقيق والبحث، استنفرت كل أطقمها من أجل إيقاف «ولد الفشوش» المتهور، وهو نجل دكتور صاحب مصحة خاصة، حيث تمكنت من حجز السيارة المستعملة في الهجوم، فيما لازال المعني في حالة فرار، وحررت في شأنه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وسيكون المتهم المهدد بجناية محاولة القتل العمد، أمام امتحان عسير بعد إيقافه، وهو يواجه تسجيلات الكاميرات التي وثقت تفاصيل جريمته، فضلا عن إمكانية محاصرته بسيل من الشهادات التي تؤكد تعمده دهس موكب العرس بطريقة جنونية، وينتظر أن يتم إيقافه خلال الساعات القادمة وتقديمه للعدالة، حيث يجري البحث عنه تزامنا مع إخضاع العريس ووالده للعلاجات الخاصة بالمستشفى.
وذكرت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أن الشاب المتهور الذي كاد أن يحول العرس إلى مأتم، سبق أن كان موضوع مؤاخذات عديدة من طرف المواطنين والمسؤولين الأمنيين بسبب تهوره المستمر بسياقته الجنونية والاستعراضية بشوارع الصويرة الضيقة التي لا تصلح لـ«التفحيط»، علما أن المديرية العامة ظلت تحذر من ممارسة هذه الهواية التي خلفت قتلى وجرحى بالعديد من المدن المغربية.
وتزامن الحادث الذي شهدته مدينة الصويرة مع إعلان المديرية العامة للأمن الوطني، الذي أكدت فيه أن مصالحها المكلفة بالأمن الطرقي والسلامة المرورية شرعت في تنزيل مخطط عمل ميداني مندمج يروم مضاعفة عمليات المراقبة والزجر ضد السياقات الاستعراضية والخطيرة التي تهدد سلامة مستعملي الطريق، وتعرض أمن الأشخاص والممتلكات للخطر، وكذا تلك التي تتسبب في إزعاج السكينة العامة في أوقات متأخرة من الليل.
وعبأت مصالح الأمن الوطني جميع فرق شرطة السير والجولان ومصالح الأمن العمومي على الصعيد الوطني، لتكثيف عمليات المراقبة في مختلف المدارات والمسالك الطرقية التي تسجل مثل هذه السياقات الخطيرة والاستعراضية التي تتسبب في حوادث خطيرة بسبب تهور السائقين، وذلك بغرض إيقاف مرتكبيها وإخضاعهم للأبحاث القضائية اللازمة تحت إشراف النيابات العامة المختصة.
كما تم تحسيس الفرق والوحدات الأمنية التي تشتغل بالشارع العام بضرورة الحرص على التطبيق الحازم والسليم للقانون في حق مستعملي الطريق الذين يعمدون لإدخال تغييرات على الخصائص التقنية للمركبة دون إخضاعها للمصادقة وكذا تعديل «عادم المركبات Système d’échappement» بغرض إصدار أصوات مرتفعة تتسبب في إزعاج السكينة العامة.
وبموازاة مع هذه التدابير الوقائية والزجرية التي اتخذتها المديرية العامة للأمن الوطني لمواجهة هذا النوع من السياقات الخطيرة المهددة لأمن وسلامة مستعملي الطريق ولعموم المواطنين، تم اعتماد مقاربة تحسيسية داعمة لهذه الإجراءات، تتمثل في إدراج التوعية بمخاطر هذه السياقات الاستعراضية في الحقيبة البيداغوجية التي يعتمدها نساء ورجال الأمن الوطني في الحملات التحسيسية الموجهة لتلاميذ المؤسسات التعليمية.