وزان: محمد أبطاش
أوردت مصادر مطلعة، أن النيابة العامة المختصة لدى ابتدائية وزان، أمرت بحر الأسبوع المنصرم، بوضع «الحجام» المتسبب في مصرع طفل بدوار الهدارين نتيجة عملية ختان تقليدية، بالسجن المحلي للمدينة، مع متابعته بالمنسوب إليه، في انتظار إحالته على قاضي التحقيق للبت في الملف الذي أثار ضجة واسعة بالإقليم. وذكرت المصادر، أن شقيق الطفل الضحية، غادر المستشفى بمدينة الرباط، بعدما اجتاز مرحلة الخطر، إذ نُقل إليه في حالة جد حرجة، بسبب إصابته في أنسجة عضوه التناسلي، بعد عملية الختان التقليدية التي كان يشرف عليها الشخص المذكور.
وحسب المصادر، فإن السلطات المختصة بعمالة الإقليم، وجهت تعليمات للسلطات الإدارية، لحث السكان على التوجه للمراكز الصحية أو المستشفى المحلي، حيث تجري استعدادات واسعة لتوفير أطباء مختصين بدل هؤلاء الأشخاص التقليديين، الذين باتوا يواجهون صعوبات في فهم بعض الأمراض المستعصية للأطفال، وبالتالي قد يتسببون مستقبلا في مزيد من الضحايا، وهو ما جعل السلطات الوصية تحث هذه المصالح على توفير أطباء مختصين بالمستشفيات المحلية، أو على الأقل تحديد موعد أسبوعي لختان عدد كبير من الأطفال دفعة واحدة. وكان الإقليم قد اهتز مؤخرا على وقع فاجعة متعلقة بوفاة طفل لا يتجاوز السنتين من عمره، ونقل شقيقه على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي، بسبب عملية ختان تقليدية، وقد سجلت الحادثة بدوار الهدارين بجماعة تروال إقليم وزان، حيث تفاجأ الشخص الذي يقوم بهذه العملية، بكون الطفل يحتضر أمامه، مباشرة بعد أن قام بهذه العملية.
وسبق أن نبهت بعض المصادر، إلى أنه أصبح من الضروري التدخل من طرف المصالح الحكومية المختصة لسن قوانين صارمة بخصوص الختان التقليدي، سيما أن الأطفال في الوقت الراهن، ليسوا كما في السابق، حيث كانت تنتشر مثل هذه العمليات العشوائية بالبوادي بل حتى في المدن، وأوردت المصادر نفسها، أن الأطفال غالبا ما يتم القيام بختانهم دون فحوصات طبية قبلية. في حين أعادت هذه الواقعة مسألة غياب مراكز صحية بإقليم وزان، بأكمله، إضافة إلى ضعف التجهيزات بالمستشفى الإقليمي والذي عجز عن التعامل مع حالة الطفل، ليتم تحويله إلى أحد المستشفيات المركزية بالعاصمة الرباط.