محمد اليوبي
تزامنا مع تداعيات الأزمة بين المغرب وفرنسا، قرر المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب تجميد عضويته بالجمعية الفرنكوفونية للتوثيق حتى إشعار آخر، كما قرر تعليق جميع أنشطته المبرمجة بفرنسا، وذلك احتجاجا على اعتماد الجمعية لخريطة تظهر المغرب مفصولا عن أقاليمه الجنوبية.
وأوضح المجلس في بيان له، أن هذا الموقف يأتي تكريسا لتوجيهات الملك محمد السادس بخصوص الصحراء المغربية، باعتبارها من الثوابت العليا للمملكة المغربية والقضية الوطنية الأولى التي لا نقاش فيها، ووعيا من المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب بدوره في ترسيخ مبادئ السيادة واحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية كقاعدة قانونية في العلاقات التي تربط التوثيق المغربي بهيئات التوثيق الدولي، وانطلاقا من الانخراط اللامشروط للمجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب من أجل دعم الموقف الثابت للمملكة المغربية بخصوص مغربية الصحراء.
وأكد هشام الصابري، رئيس المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب، بصفته عضوا بالجمعية الفرنكوفونية للتوثيق، أنه قام بمراسلة رئيسها عدة مرات، عبر من خلالها عن موقفه الرافض بشدة لنشر خريطة المملكة المغربية على الموقع الإلكتروني للجمعية، بوضع خط فاصل بين الصحراء وباقي جهات المملكة، مطالبا الجمعية باتخاذ التدابير اللازمة بشكل مستعجل من أجل تدارك هذا الخطأ الجسيم.
وفي ظل غياب موقف واضح للجمعية، يضيف البيان، قام المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب بتوجيه كتاب تذكيري، عبر فيه عن استيائه العميق من استمرار نشر الخريطة المغلوطة على الموقع الإلكتروني للجمعية، وأن عدم استجابة الجمعية المذكورة للمطلب المشروع للمجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب، يستشف منه موقف انحيازي إزاء قضية الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي يرفضه المجلس الوطني جملة وتفصيلا.
واحتجاجا على هذا الموقف غير المسؤول، عقد المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب اجتماعا طارئا، يوم الأربعاء الماضي، ندد فيه باستمرار نشر الخريطة المغلوطة للمملكة المغربية على الموقع الإلكتروني للجمعية الفرنكوفونية للتوثيق، وقرر تجميد عضوية المجلس بالجمعية الفرنكوفونية للتوثيق حتى إشعار آخر، كما قرر تعليق مشاركة المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب في أشغال الجمع العام العادي والاستثنائي، وكذا اجتماع مجلس إدارة الجمعية الفرنكوفونية للتوثيق المزمع عقدها بتاريخ 29 شتنبر الجاري بمدينة دوفيل الفرنسية على هامش المؤتمر السنوي للموثقين بفرنسا، وقرر أيضا تعليق مشاركة المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب في النسخة 119 للمؤتمر السنوي للموثقين بفرنسا التي ستقام بمدينة دوفيل الفرنسية أيام 27، 28 و29 شتنبر الحالي، ودعوة جميع الموثقات والموثقين بالمغرب إلى إلغاء مشاركتهم عند الاقتضاء.