هكذا خطط عمدة فاس للإفلات من المحاسبة وتجنب أكبر احتجاج ضده
فاس: لحسن والنيعام
خوفا من أن يطوق باحتجاجات فعاليات المجتمع المدني، كما حدث مع العمدة عبد الله بوانو بمكناس، عندما حاصرته العشرات من عاملات معمل نسيج مغلق إبان استعداده لترؤس دورة جماعية عادية، تهرب العمدة الأزمي من عقد لقاء مفتوح لتقديم حصيلة ثلاث سنوات على رأس المجلس الجماعي لمدينة فاس. وعوض أن يخصص يوم 4 شتنبر الجاري، والذي يؤرخ لمرور ثلاث سنوات على قصة «الاكتساح» في الانتخابات الجماعية الماضية، تكلفت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإطلاق النار على جزء من وسائل الإعلام، حيث تحدث حزب «المصباح» لغة معجم غريب، متهما جزءا من الصحافة بـ«تبخيس» إنجازات المجلس الجماعي، ووصف الصحفيين الذين يتابعون تطورات الشأن العام بـ«الأقلام المأجورة»، مع العلم أن عددا من هذه «الأقلام المأجورة» هي ذاتها الأقلام التي كانت تتهم، من قبل المجلس الجماعي السابق، بأنها أبواق دعاية لحزب العدالة والتنمية عندما كان في خانة معارضة العمدة السابق، حميد شباط.
وكانت أصوات في شبيبة حزب العدالة والتنمية قد دعت العمدة الأزمي إلى تخصيص يوم 4 شتنبر الجاري لتقديم حصيلة تدبير الشأن المحلي، في حين أعلنت فعاليات من المجتمع المدني عن ترتيبات للاحتجاج بـ«تيشورتات» يستغيث أصحابها مما آلت إليه الأوضاع. وعوض عقد لقاء لتقديم الحصيلة، قررت الكتابة الإقليمية لحزب «المصباح» عقد اجتماع في اليوم نفسه (4 شتنبر الجاري)، قالت إنه شكل مناسبة لـ«استعراض برامج العمل الكفيلة بإطلاق حركية حزبية فعالة بمدينة فاس، من شأنها أن تساهم في استعادة ثقة المواطن الفاسي في العملية السياسية، لا سيما مع موجة التيئيس والتبخيس والتضليل التي تمارسها بعض الأقلام والمنابر المأجورة، في استهدافها المتكرر لتجربة حزبنا في تدبير الشأن العام المحلي بالعاصمة العلمية للمملكة». ولم تقدم الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية أي معطيات بشأن هذه البرامج المستقبلية التي تدخل في سياق وعود كبيرة سبق للحملة الانتخابية لـ«المصباح» أن قدمتها للسكان، دون أن يتم إنجازها، يورد العديد من المواطنين في المدينة، وهم ينتقدون أداء العمدة الأزمي على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي مقاربة تسير في التصريحات نفسها التي سبق للعمدة الأزمي أن أكد فيها أن جهة فاس تعيش انتعاشة اقتصادية كبيرة، عبرت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية عن اعتزازها بـ«التطور اللافت الذي تعرفه تجربة تدبير الشأن العام المحلي بمدينة فاس»، وأكدت على «جاهزية كافة هيئات الحزب بالإقليم لإسناد تجربة تدبير الشأن العام المحلي بفاس التي يقودها حزبنا باقتدار، ودعمها بمختلف الوسائل الممكنة، وتنظيم الأنشطة التي تعرف بمنجزاتها وتفضح أساليب التشويش والتبخيس التي تحاول تعطيل قطار الإصلاح بإقليم فاس». في وقت تشير عدد من الفعاليات المحلية إلى أن المدينة تعاني من تدهور كبير للبنيات التحتية، وغياب أي أوراش إصلاح، وانحسار لديناميتها الاقتصادية، في ظل الكساد الذي يعانيه الاستثمار، والإفلاس الذي يهدد ما تبقى من مناطقها الصناعية.