شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

هذه قصة إسقاط الجزائر من أغنية «بساط الريح» وطبيعة علاقة بلمحجوب بالوزير العسكي

مانسيناكش ليلى الجزائرية (أرملة اللاعب الدولي عبد الرحمان بلمحجوب)

حسن البصري

انتزعك اللاعب من الفنان، هل عاتبك أحد على هذا الاختيار؟

عاتبني أفراد عائلة فريد الأطرش أثناء زيارتي للدروز، كما استغرب الصحافيون لإصراري على الزواج من لاعب مغربي، بينما تتمنى آلاف الفتيات، وخاصة الفنانات، الزواج من أشهر المطربين العرب، سيما وأنه سليل عائلة راسخة في المجد والجاه، لكني أنصت لعقلي وتزوجت لاعبا فنانا، لعب لمنتخب فرنسا سبع مرات ليطلقه عند استقلال المغرب، رافضا حمل الجنسية الفرنسية، قبل أن يقرر العودة إلى المغرب حيث تم الاستقرار نهائيا في الدار البيضاء.

ما حقيقة اتهامك بالجاسوسية؟

حين أقنعني الفنان فريد الأطرش بالسفر إلى العاصمة المصرية، وبعد أن وافقت على الذهاب معه إلى القاهرة لتصوير فيلم «عايزة أتجوز»، كان لابد من الحصول على تأشيرة تخول لي حق الإقامة لمدة ثلاثة أشهر، فعلا حصلت عليها، ولكن الأشهر الثلاثة مرت والفيلم لم ينته بعد، واكتشفت بعد ذلك، أثناء التصوير، أن السلطات المصرية كلفت شرطيا بمراقبتي طيلة النهار بالأستوديو إلى أن أنهي عملي لاعتقادهم بأنني جاسوسة، وحين تطرقت مجلة «الشبكة» اللبنانية، التي كانت متخصصة في الفن والفنانين، إلى هذا الموضوع زاد الغموض وظن الناس أنني جاسوسة فعلا، سيما وأن فريد اقترح علي استبدال اسمي وهو ما زاد من شك السلطات المصرية، وكنت حينها أقيم مع فريد الأطرش وأسرته المكونة من شقيقه فؤاد وأخته غير الشقيقة، تحديدا بشقة تقع في الزمالك.

هل يمكن القول إن مشوارك الفني شبيه بمشوار وردة الجزائرية؟

من غريب الصدف أن وردة عاشت مثلي في باريس، كان والدها يملك ملهى يسمى «تام تام»، وكان كثير من الموسيقيين يترددون على ملاهي باريس، من بينهم فريد ومحمد عبد الوهاب. باريس كانت ملهمة لكثير من الفنانين، يقال إن فريد ارتبط وجدانيا بوردة وهذا كلام تداولته الصحف الفنية فقط، وقرأت وسمعت أن فريد تفاوض مع والدها على أخذها لتكون بطلة لأحد أفلامه، ورحبت كثيرا بالفكرة، خاصة أن السينما الغنائية كانت موضة الأفلام العربية، غير أن الاتفاق لم يتم لأن فريد الأطرش، حسب ما تداولته الصحافة، اشترط على والد وردة أن تستقر في مصر بمفردها دون أن تصطحب أحدا من إخوتها أو حتى والديها، لكن، بعد ثلاثة أعوام تقريبا، أحضرها المخرج حلمي رفلة لبطولة فيلمها الأول.

على ذكر الجزائر، ما حقيقة طرد فريد الأطرش من أحد مسارح عنابة؟

علينا أن نصحح المعطيات، تأكد أنه لا يوجد مطرب كان يحب الجزائر مثل فريد الذي زارها قبل الثورة فحط رحاله بكل مدنها الكبرى، مثل وهران والعاصمة، وقسنطينة وعنابة، هذا قبل أن يؤدي أغنيته الشهيرة «بساط الريح» التي ذكر فيها عددا من الدول ولم يذكر الجزائر في أواخر الخمسينيات، وجاءت زيارة فريد سنة 1952 لتمثل حدثا عظيما لأنه كان الفنان المعشوق من الجزائريين، إلا أنه تعرض للرشق بالطماطم من محسوبين على الجمهور الجزائري، لأن الحفل الذي أحياه بالجزائر تم تحت إشراف متعهد حفلات يهودي، ولم تكن مضت على نكبة 1948 بفلسطين سوى بضع سنوات، حينها قرر فريد إسقاط الجزائر من رائعته «بساط الريح»، وليس العكس كما يظن الكثيرون لأن فريد زار فعلا الجزائر قبل أغنيته المذكورة. وقال فريد الأطرش، في آخر كتبه، إنه يحلم بالعودة للجزائر المستقلة وأداء أغنية على شرف المجاهدين، وللأسف توفي، ولم توجه له الدعوة مع العلم أن «بساط الريح» لم يذكر فيها عدة دول عربية، مثل دول الخليج العربي واليمن والسودان وليبيا، وذكر فيها سوريا ولبنان، ومصر وتونس، والمغرب والعراق فقط.

كيف كانت علاقة اللاعب عبد الرحمان بلمحجوب بالمجتمع الفني؟

لم تكن لعبد الرحمان صداقات من المجتمع الفني مع استثناءات قليلة، أبرز أصدقائه الفنان المغربي محمد فويتح الذي حل بفرنسا سنة 1951، واشتغل في أحد المطاعم، حيث أتيحت له الفرصة للالتقاء بمجموعة من الفنانين المغاربة، كالحسين السلاوي والحاجة الحمداوية وبعض المطربين الجزائريين، وكان يعشق قصائد أحمد البيضاوي. لكن علاقاته كانت مع اللاعبين المغاربة والجزائريين والتونسيين الذين كانوا يمارسون كرة القدم في باريس ونيس أو مونبوليي. كان معجبا بالعربي بن مبارك وقد حملا قميص فرنسا اضطراريا بسبب الاستعمار، وغياب فريق وطني مغربي آنذاك، وطبعا كان على اتصال شبه يومي مع شقيقه الأكبر محمد بلمحجوب الذي لعب إلى جانبه في فريق اليوسا بالدار البيضاء، قبل أن يشقا طريقهما إلى الاحتراف، محمد، الذي احترف بسانطاندير بإسبانيا، التحق بالوداد في أول موسم رياضي، أما عبد الرحمن فحمل قميص الوداد الرياضي منتصف الستينات لاعبا ومدربا في الوقت نفسه.

هل كانت لعبد الرحمان علاقة بالمجتمع الطلابي؟

كان مجموعة من الطلاب المغاربة في فرنسا يترددون على بلمحجوب، أبرزهم أحمد العسكي الذي تعهد زوجي بدعمه ماديا خلال فترة دراسته، وكان أحمد عاشقا للوداد حريصا على متابعة المباريات التي يلعبها عبد الرحمان، وحين أنهى العسكي مساره الدراسي وحمل شهادة عليا عينه الملك الحسن الثاني مديرا عاما لميناء الدار البيضاء، فتذكر صديقه عبد الرحمن بلمحجوب فساعده على امتلاك المطعم الشهير الذي يحمل اسم «الميناء». سيتقلد أحمد مناصب وزارية وسيرأس شركة الخطوط الملكية الجوية في بدايتها وكان واحدا من كبار السياسيين في المغرب دون أن ينسى فضل بلمحجوب الذي لم يدخل عالم السياسة وظل حريصا على لعب الكرة فقط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى