شوف تشوف

الرئيسيةبانوراماصحة وتغذيةمجتمع

هذه حقيقة صناعة “الشيبس”تحتوي على مواد مسرطنة تسبب مشاكل صحية ونفسية

تعتبر الشيبس (رقائق البطاطس) من الوجبات الخفيفة المالحة الأكثر مبيعا في العالم. وبالنسبة للعديد من الناس تعد وجبة أساسية في اليوم كونيس في ساعات العمل أو أمام التلفاز. لكن، في الحقيقة، صناعة “الشيبس” خدعة كبيرة. فمعظم أنواع هذه الرقائق لا تصنع من البطاطس وكل أنواع الشيبس تحتوي على مواد مسرطنة وضارة تتسبب في مشاكل صحية ونفسية.

مقالات ذات صلة

 

سهيلة التاور

 

 

 

تبدأ عملية صناعة الشيبس بصناعة عجينة من الأرز، القمح، الذرة والبطاطا التي يتم ضغطها على شكل رقائق رفيعة كما هو شكلها الحالي. ويتم ضغط الرقائق عبر وضع العجينة المكونة على حزام ناقل يعطي شكل منحني للرقائق حتى يمكن تخزينها مع بعضها البعض. تلك الرقائق تتحرك عبر زيت القلي ثم تعرض لظروف تجفيف مع رش مسحوق النكهات، وأخيرا يتحرك الحزام الناقل بطريقة أبطأ لتتكوم رقائق الشيبس ثم تُوضع في علب أو أكياس ثم إلى محلات التوزيع للمستهلكين.

 

دراسة 

أجرى الاتحاد الأوروبي دراسة لمدة ثلاث سنوات هدفها اكتشاف السموم الغذائية الناتجة عن الحرارة، وخلصت الدراسة إلى أن هناك أكثر من 800 مركب ينتج بفعل الحرارة، من بينها 52 مادة مسرطنة محتملة. إحدى هذه المواد مادة كيميائية خطرة، “الأكريلاميد”، قد تكون مسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بالسرطان وربما تُؤدي إلى اضطرابات عصبية. وفي عام 2003، حثت هيئة الغذاء والدواء (FDA) المستهلكين على الحد من استهلاك المصادر الغذائية التي تحتوي على الأكريلاميد.

وأحدثت وكالة معايير الأغذية (FSA) جدلا واسعا مع نشر تحذيرات حول تناول رقائق البطاطا المطهية والمقلية، بسبب نسب الأكريلاميد. وحددت عددا من المنتجات، بما في ذلك حبوب الإفطار والخبز والبسكويت وحتى أغذية الأطفال، على أنها خطيرة على الصحة بسبب التحذير الأخير.

ووجدت الدراسة أن 16 نوعا من أصل 92 صنفا من رقائق البطاطا، تحتوي على مستويات عالية من الأكريلاميد، الذي حددته منظمة الصحة العالمية على أنه من المركبات المسببة للسرطان.

وقالت نوسا أوربانسيك، المتحدثة باسم Changing Markets : “تكشف النتائج المنشورة أن العديد من الشركات المصنعة لرقائق البطاطا تجاوزت الحدود الطبيعية لوجود مستويات عالية من مركب الأكريلاميد الخطر على الصحة”. وهذا يشير إلى فشل في التنظيم الذاتي من جانب الصناعة، وضعف تطبيق القانون من قبل وكالة معايير الأغذية.

 

الأكريلاميد

يمكن تحديد أحد مسببات السرطان الموجودة في رقائق الشيبس في الأكريلاميد، وهي مادة عصبية سامة وتصنف على أنها من أهم مسببات السرطان، حيث يتم إنتاجها عند طهي الأغذية الغنية بالكربوهيدرات وتعريضها لدرجات حرارة مرتفعة سواء بالقلي، أو الخبز أو التحميص، حيث تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة قد تصل حتى 100 درجة مئوية، كما تتكون مادة الأكريلاميد السامة عند تسخين الطعام لدرجات حرارة مرتفعة بغرض الحصول على طبقة جافة ذات لون بني أو محمر .

وعلى الرغم من الطعم اللذيذ لرقائق الشيبس التي يستمتع بها الجميع، فإن الحقيقة المرة أن عملية المعالجة التي تخضع لها تجعلها سامة حتى لو صنعت من البطاطس فقط. فرقائق البطاطس المصنعة محملة بكمية كبيرة من مسببات السرطان. فعلى الرغم من أن المواد المسببة للسرطان لم تضف بطريقة مباشرة إلى مكونات الرقائق، إلا أن مكونات ثانوية تُضاف أثناء المعالجة هي ما تسبب الخطر.

 

الشركات بريئة 

قد تكون الشركات المُصنعة لرقائق البطاطس المقرمشة بريئة من إضافة الأكريلاميد، حيث إنه يتكون ذاتيا أثناء الطهي، لكن ذلك لا يعني أن هذه الشركات غير مذنبة تجاه صحتنا تماما. ففي المقابل، تقوم الشركات بإضافة مستحلب دهني باسم الأوليسترا، وهو مادة لا تتمكَّن معدة الإنسان من امتصاصها ولذلك تخرج عن طريق البراز مُسبِّبة الإسهال وعدم ارتياح معدي ومشكلات هضمية قد تُعرِّض الأطفال في النهاية إلى خطر الإصابة بسوء التغذية. ويتعدى الأمر ذلك لينال من الفيتامينات الموجودة في الدهون، حيث تقوم هذه المادة بإذابتها وإخراجها عن طريق البراز مُسبِّبة نقص الفيتامينات الذي يسبب مشكلات صحية مختلفة عند الأطفال والكبار أيضا.

 

انخفاض مستوى الذكاء

حذر العلماء في مختبرات الفسيولوجيا الجامعية بمدينة أكسفورد البريطانية من الوجبات السريعة المقلية على صحة الأطفال العقلية وتطور أدمغتهم لأنها تتعرض لتلف نتيجة الإفراط في تناول الشيبس والأطعمة السريعة. وهكذا تحل الدهون الانتقالية محل الدهون الصحية في الدماغ، وتؤثر على وظائف المخ وأنظمة الإشارات العصبية بين الخلايا، لأنها تصبح جزءا من تركيب المخ. كما أن الدهون السيئة تؤدي إلى انسداد شرايين الدماغ فيؤدي ذلك إلى ضعف ذكاء الأطفال ومهاراتهم الذهنية. وأثبتت دراسات لسادم وهامليت أن العديد من المخبوزات التي تباع بها نسبة عالية من مادة الأكريلاميد، وخاصة تلك التي تحتوي على ألوان ونكهات.

 

الإدمان 

وجدت إحدى الدراسات أن المشاركين ربطوا صوت القرمشة العالي بنضارة الطعام، ما يجعله مرغوبا فيه أكثر، ووجدت مجموعة أخرى من الدراسات المنشورة في مجلة Appetite أن المشاركين كانوا أكثر عرضة لاستهلاك المزيد من الرقائق إذا تم تصنيف الكيس على أنه “مقرمش” وكانوا يأكلون المزيد من الرقائق عندما يمكنهم سماع صوت القرمشة، مقارنةً بالوقت الذي كانوا يستخدمون فيه سماعات الرأس، وتم حجب الصوت.

فالطعام عندما يكون طازجا، يكون مرغوبا فيه أكثر، وهذا يقود إلى تناول كيس كامل من رقائق البطاطس في جلسة واحدة، وهذا يفسر سبب استمرار حدوث ذلك في كل مرة يتم فيها تناول رقائق البطاطس أيضا، ما يتسبب في الإدمان بشكل خطير.

 

خطر الإصابة بأمراض القلب

تحتوي الشيبس على كمية عالية من الدهون، إذ تحتوي الحصة الواحدة منها على نسبة 16% من الكمية الموصى بتناولها يوميًا من الدهون، و15% من هذه النسبة هي دهون مُشبعة، وتناولها بنسب عالية يزيد خطر انسداد الشرايين، وإعاقة تدفق الدم المُحمّل بالأكسجين إلى القلب، ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ونوبات القلب والوفاة. وفي هذا الصدد توصي منظمة الصحة الأمريكية بالحدّ من تناول الدهون المتحوّلة إلى أقل من 1% من مجموع السعرات الحرارية المُتناولة يوميًا.

 

ارتفاع ضغط الدم

تحتوي رقائق البطاطا عموما على حوالي 120 إلى 180 ملغراما من الصوديوم لكل 28 غراما. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يتسبب هذا في ارتفاع ضغط الدم. ولسوء الحظ، لا يعاني معظم الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم من أعراض مصاحبة، وقد يكون ذلك خطيرا لأنه قد لا يتم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح. وإذا تهاون الشخص في علاج ارتفاع ضغط الدم، فإنه يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية وقصور القلب وأمراض القلب التاجية وأمراض الكلى.

 

الإصابة بالاكتئاب 

لا تؤثر الآثار الجانبية التي تترتب على تناول رقائق البطاطس على الصحة الجسدية للإنسان، فقط، وعن طريق تناول الكميات الكبيرة من أكياس رقائق البطاطس، فإن من يقوم بذلك يعرض صحته العقلية للخطر على المدى البعيد، وهو ما يعود بشكل رئيسي إلى الكميات الكبيرة من الدهون المتحولة التي تحتوي عليها الشيبس حين يتم تصنيعها.

ووفقا لما ذكرته دراسة تم إجراؤها في عام 2016، ونشرت بالمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، فإن الاستهلاك المتزايد للدهون المتحولة قد تترتب عليه زيادة فرص الإصابة بمرض وحالات الاكتئاب، ولمن كان يظن أن تناول وجبة إضافية خفيفة من رقائق البطاطس الشيبس يمكن أن يرفع معنوياته ويساعد في الحفاظ على صحته العقلية، عليه الاستعداد لتقييم ذلك التأثير الجانبي الرهيب الذي من غير الممكن إلا أن يلحق ضرراً حقيقياً وجسيما بالحياة، فلا يساعد إلا على الشعور بالسعادة الوهمية المؤقتة والتي سرعان ما ستنقلب إلى أضرار نفسية وصحية يصعب علاجها أو تفادي أثرها.

 

نافذة

يمكن تحديد أحد مسببات السرطان الموجودة في رقائق الشيبس في الأكريلاميد وهي مادة عصبية سامة وتصنف على أنها من أهم مسببات السرطان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى