في بعض الحالات الكثيرة للحمل، قد تحتاج المرأة الحامل للقيام بواحد من أصعب الفحوصات في الحمل على الإطلاق والذي قد تكون نتائجه جد وخيمة وقد تؤدي إلى فقدان الحمل.
وهذا الفحص يسمى ببزل السلى، ويعرف على أنه إدخال إبرة بداخل الكيس الذي يحمل الجنين في جوف رحم أمه، وذلك بغية أخذ عينة من السائل الأمينوسي الذي يسبح فيه الجنين طوال تسعة أشهر كاملة.
تلجأ العديد من الأمهات لهذا الإجراء الخطر من أجل القيام بفحوصات أدق للجنين باعتبار أن السائل الأمينوسي يحمل الخلايا الجينية للجنين ومواد كيماوية ينتجها الجنين، الغرض من أخذ العينة هو الحصول على نتائج أكثر دقة تتعلق بالأمراض المحتملة التي قد يولد بها الجنين.
قبل البدء بالعملية تشرح الطبيبة للحامل ما الذي ستقوم به خلال مدة خمسة وأربعين دقيقة كاملة، بحيث تقوم الطبيب بإدخال إبرة من بطن المرأة نحو الغشاء الذي يحيط بالجمين باستعمال الفحص بالصدى لتحديد الموقع الأنسب لغرس الإبرة، خلال هذا الوقت تقوم الطبيبة بأخذ عينة من السائل الأمينوسي للجنين وإرساله للمختبر من أجل معرفة بالضبط ما يعاني منه الجنين.
وهذا الفحص لا تقوم به الطبيبة إلا في حالة كان هناك شك كبير في وجود أمراض جينية كبعض أنواع المتلازمات كمتلازمة داون أو فقر الدم المنجلي أو تشوهات معينة كعدم اكتمال نمو الدماغ أو الجهاز العصبي عند الجنين، من أجل تحديد العلاج مبكرا.
تكمن خطورة بزل السلى في أنها قد تؤدي إلى حدوث الإجهاض ومن أجل تقليص المخاطر تتم العملية بعد الأسبوع الرابع عشر من الحمل، ويتم متابعة الحامل بعد الانتهاء من العملية، بحيث من الضروري تتبع نبضات قلب الجنين، كما ينصح الحامل بمراجعة الطبيبة على الفور في حالة حدوث أية مضاعفات، كاستمرار انقباضات الرحم أو حدوث نزيف مهبلي، أو خروج إفرازات مهبلية وربما ارتفاع درجة الحرارة للاطمئنان على صحة الجنين.
لهذه العملية أضرار كبيرة على الجنين وأخطرها هو حدوث الإجهاض، لهذا فالطبيب دائما ما يقدم للحامل المضاعفات المحتملة الوجود قبل إجراء الفحص، ويجب أخذ موافقة الزوجين قبل إجراء العملية، وفي حالة ما كان الشك في وجود مشاكل خلقية وصحية كبيرة للجنين بعد الولادة، فعادة ما يتشبث الأبوان بقرارهما في القيام بالعملية ليكونا على علم مسبق بأية خطورة سيتخذانها مستقبلا.