شوف تشوف

صحةن- النسوة

هذا كل ما يتعلق بتكيس االمبايض وعلاقته بتأخر الحمل

مراد يزيد أخصائي في أمراض النساء والتوليد
يبدأ عدد البويضات في الانخفاض ابتداء من سن الخامسة والثلاثين، ويقل بشكل عنيف بعد الأربعين سنة، خاصة في ظل ارتفاع نسبة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، التي تعد اضطرابا لعملية الإباضة الطبيعية بسبب هرموني في الجسم، وهو من الأمراض النسائية الأكثر شيوعا التي قد تتسبب في مشاكل في الحمل. في هذا الحوار مع الدكتور مراد يزيد نتطرق إلى تفاصيل المشكلة.

ماذا يمكن أن تقدم لنا كتعريف لهذه المشكلة؟
تكيس المبايض هو بالأساس عدم انتظام وتيرة الإباضة بشكل شهري ودوري، يترافق مع أعراض سريرية ومخبرية كارتفاع إنتاج الهرمون الذكري بالجسم، حيث تعاني المريضة من دورة شهرية غير منتظمة أو تأخر الطمث، الأمر الذي يسبب مشاكل بالإباضة قد ينتج عنه عند بعض السيدات تأخر في الحمل.

ماهي أعراض تكيس المبيض، وكيف يتم التشخيص؟
أول ما يجب إجراؤه هو الفحص بالأمواج الصوتية للكشف عن تواجد الأجربة الصغيرة على سطح المبيض الذي غالبا ما يكون كبير الحجم نوعا ما، إلى جانب ظهور أعراض أخرى مثل زيادة الوزن، عدم انتظام الدورة الشهرية، ظهور الشعر الزائد والغير مرغوب فيه بشكل غير مبرر خاصة بمنطقة الوسط من الجسم (الذقن، منتصف البطن والعانة) وتأخر الحمل وهذه تعتبر أهم أعراض تكيس المبايض، كما نقوم بالتشخيص المخبري الذي يمكن من الكشف عن ارتفاع إنتاج الهرمونات الذكرية.

كيف تتم عملية تكون التكيس؟
سأحاول شرح الأمر بشكل مبسط لتتمكن جميع السيدات من استيعاب الفكرة، هناك محور نخامي مبيضي، إذ يوجد تنظيم بين الغدة النخامية والمبايض، كلما كان هذا المحور متناغم فالأكيد أنه لن توجد أي مشكلة صحية، لكن عند ظهور خلل أو اضطراب بهذا المحور فهنا تظهر مشاكل اضطراب الدورة الشهرية وتكيس المبايض، وهنا تبدأ الغدة النخامية بإفراز هرمون ال LH الذي يعتبر أساس المشكلة، بحيث يزيد إفراز الهرمون الذكري بالمبيض الأمر الذي يجعل المبيض غير مهيء لإنتاج الجريبات بشكلها الطبيعي المناسب للإباضة، حيث من المفترض أن تكبر البويضة خلال كل شهر لتصل إلى حجم معين ومن ثم تخرج من المبيض ليلتقطها خرطوم فالوب وهذا ما يسمى بالتبويض الطبيعي، لكن في حال وجود خلل هرموني فإن سلوك البويضة يصبح سلوكا غير سوي يتسبب في أحد الأمور التالية:
– إما ألا تكبر البويضة بالشكل الطبيعي
– تكبر البويضة ولكن لا تتمكن من الخروج من المبيض
– جودة البويضة لا ترقى لالتقاط الحيوان المنوي
وكل هذه الأمور التي تتسبب في ما يسمى بتكيس المبايض.

كيف يتم العلاج؟
هناك الكثير من الحالات التي لا تحتاج صاحباتها للعلاج، ففي حال كشف الأخصائي عن تكيس مبيض غير مصاحب بعدم انتظام بالدورة الشهرية، فالأكيد أنه في مثل هذه الحالة يكتفي بمراقبة الحالة من وقت لآخر دون إعطائها أي علاج.
وبخصوص الحالات المصاحبة بعدم انتظام الدورة، فلابد من ألا يتم أخذ منشطات التبويض كخطوة أولى، لأن هذا الأمر يمكن أن يزيد من حدة تكيس المبيض واضطراب الهرمونات. يجب البدء بحل المشكلة من خلال الثلاثي الآتي:
• إعطاء المريضة حبوب منع الحمل التي تساعد على ضبط مستويات الهرمونات بجسمها.
• انضباط المريضة بنظام غذائي صحي يمكنها من التخلص من 10 في المئة من وزنها.
• أخذ بعض الأدوية التي تعمل على مساعدة البويضات لتكبر أولا بأول دون أن تتراكم في المبايض وتسبب في متلازمة تكيس المبايض.
بعد الانتهاء من هذا الثلاثي السابق، هنا تأتي مرحلة أخذ منشطات التبويض التي لا تتجاوز مدة أخذها الستة أشهر في الخطوة العلاجية.

كم نسبة حالات متلازمة تكيس المبايض التي يمكنها الحمل بعد انتهاء العلاج؟
كل أربع نساء تعاني من تكيس المبايض، التزمن بتطبيق العلاج بالشكل الصحيح ستحمل منهن ثلاث، أي نسبة 75 في المئة، وبالنسبة ل 25 في المئة المتبقية فننصحهن باللجوء للحقن المجهري إن كن تجاوزن الأربعين من العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى