شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

نذير شؤم..

 

 

 

 

 

يونس جنوحي

 

تداولت بعض الصحف في «نيبال» أخبارا تتساءل فيها عن العلاقة بين زيارة وزيرين من حكومة بلادها إلى الصين، وتدهور وضعيهما الصحيين مباشرة بعد ذلك.

الخبر الذي قد يبدو في ظاهره طريفا نوعا ما، خصوصا بالنسبة إلى الذين يعارضون الانتشار الصيني في القارة الآسيوية وهيمنته على الاقتصاد، لكنه في طياته يحمل بعض الرسائل.

حسب صحيفة «باردافاس» في نيبال، والتي أثارت الموضوع، فإن الرئيس الروسي بدوره، فلاديمير بوتين، فور عودته الأخيرة من الصين، الأسبوع الماضي، سقط مريضا في غرفة نومه، بسبب مشاكل صحية على مستوى القلب. ونقلت الصحيفة أن الحادث وقع، الأسبوع الماضي، يوم 22 أكتوبر الجاري، بعد عودة الرئيس الروسي من الصين. روسيا من جهتها نفت هذه الأخبار، وأكدت أن الرئيس الروسي في صحة جديدة، وأن كل ما نُشر من أخبار بخصوص وضعه الصحي، وعثور حراسه عليه مغميا عليه فوق أرضية غرفة نومه، كلها أخبار لا أساس لها من الصحة.

لكن المثير أن دولة نيبال أكدت في بلاغ رسمي أن وزير الداخلية، وفي الوقت نفسه نائب رئيس الوزراء أيضا، عانى من سكتة قلبية خفيفة يوم 18 أكتوبر الحالي، مباشرة بعد مشاركته في منتدى التعاون الدولي الذي احتضنته بكين، وأنه نُقل إلى المستشفى في العاصمة الصينية لمدة خمسة أيام.

الصحافة في «نيبال» توجست من هذا الموضوع، خصوصا وأن رئيس وزرائها زار الصين في آخر أيام شتنبر الماضي، بدعوة من نظيره الصيني، لكنه أياما بعد عودته من تلك الزيارة الرسمية إلى الصين، نُقل إلى المستشفى، بسبب آلام مفاجئة في الصدر، وهو ما أثار تكهنات بوجود علاقة بين زيارته إلى الصين وتدهور حالته الصحية.

هذا «التطير»، أو التشاؤم، في نيبال من تداعيات زيارة اثنين من مسؤوليها، وزير الداخلية، ثم رئيس الوزراء إلى الصين وتدهور وضعيهما الصحيين، زادت من تعميقه الأخبار المتداولة عن صحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم النفي الرسمي في روسيا لأي أخبار تتعلق بمشاكل بوتين الصحية.

زيارة بوتين إلى الصين جاءت في إطار قمة «طرق الحرير الجديدة»، والتي نقلت الصحافة الدولية أن أخبار الحرب الإسرائيلية في غزة طغت على أشغالها، إلى جانب المشاكل الاقتصادية العالمية. بيان الكرملين الروسي جاء فيه أن المحادثات ركزت بشكل خاص على القضايا الدولية والإقليمية، دون أن يقدم الروس أي تفاصيل عما جرى في القمة. ووحدها الأخبار التي تسربت إلى الصحافة الدولية، أكدت تناول «موضوع التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط».

المعروف أن الصين كانت ترعى، العام الماضي، مساعي دبلوماسية لعقد اتفاق بين إيران والسعودية، ويُنتظر أن تكون هناك زيارات صينية رسمية إلى عدد من الدول الآسيوية لبحث التطورات.

بالعودة إلى موضوع «نيبال»، حيث لم يستبشر النيباليون في المعارضة خيرا بزيارة وزير الداخلية، ورئيس الوزراء إلى الصين، فإنه إلى حدود الآن لم تقدم نيبال أي أدلة تؤكد مزاعم علاقة تدهور الوضعين الصحيين لمسؤولَيْها بزيارتهما إلى الصين.

ورغم أن خبر نقل وزير داخلية «نيبال» إلى المستشفى في العاصمة «بكين»، بسبب تدهور وضعه الصحي، وهو يحضر أشغال قمة «الحزام والطريق» التي حضرها ممثلون عن أزيد من 130 دولة، استأثر باهتمام الصحافة الدولية، إلا أن حضور الرئيس «بوتين» خطف الأضواء، ليس فقط بكون زيارته إلى الصين هي الظهور الدولي الأبرز له منذ الحرب على أوكرانيا، ولكن أيضا بسبب موقف روسيا من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. ووحده خبر وضعه الصحي بعد عودته إلى موسكو، طغى على حضوره في القمة، في حين أن الحرب على غزة مُستمرة ولم تتوقف.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى