شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

موسكو تتبنى استراتيجية جديدة وتتركز في الشرق والجنوب الأوكراني

روسيا تتقدم على أوكرانيا وتقصف مطارات مهمة

بعد التراجع في أدائها العسكري مؤخرا، أعلنت روسيا انسحابها التدريجي من كييف كنقطة لصالحها بعد المفاوضات البناءة التي جرت بين الجارتين. بينما ركزت أهدافها في الجنوب والشرق الأوكراني. وأحرزت تقدما على أوكرانيا وقصفت مطارات مهمة متوقعة النصر في 9 من ماي المقبل.

سهيلة التاور

استراتيجية مختلفة

أكد ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني، أول أمس السبت، أن القوات الروسية «تنسحب بسرعة» من مناطق في محيط العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا. وقال بودولياك على وسائل التواصل الاجتماعي «يتضح تماماً أن روسيا تعطي الأولوية لتكتيك مختلف: الانسحاب إلى الشرق والجنوب».

وفي السياق قالت المخابرات العسكرية البريطانية السبت،إن هناك تقارير تفيد أيضاً بانسحاب القوات الروسية من مطار هوستوميل القريب من العاصمة والذي كان محل قتال منذ اليوم الأول للصراع.

وحذرت الرئاسة الأوكرانية مجددا، أول أمس السبت، من معارك دامية مقبلة في الشرق والجنوب، لاسيما في مدينة ماريوبول المحاصرة منذ أسابيع. فقد نبه مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش من قتال ضارٍ مقبل على البلاد، قائلاً في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، : «دعونا من الأوهام.. فلا تزال هناك معارك ضارية قادمة إلى الشرق والجنوب، خصوصاً في ماريوبول».

إلا أنه أعلن في الوقت نفسه أن القوات الأوكرانية استعادت أكثر من 30 بلدة أو قرية حول كييف.

ورجحت الاستخبارات الأوكرانية والغربية أن يكون إعلان روسيا بخفض التصعيد مجرد مناورة، بغية إفساح المجال لتنظيم القوات الروسية صفوفها، وحذرت الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو على السواء من هجمات مقبلة قد تستهدف العاصمة ومناطق جنوبية وشرقية بشكل أعنف.

استهداف مطارات عسكرية أوكرانية

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها اليومي المتعلق بنتائج العملية العسكرية في أوكرانيا، إن القوات المسلحة “استهدفت المطارات العسكرية الأوكرانية ودمرتها في مدينتي بولتافا ودنيبروبيتروفسك، باستخدام صواريخ عالية الدقة”، كما دمرت مستودعات الوقود في مصفاة كريمنشوك، باستخدام “أسلحة دقيقة بعيدة المدى”.

ولفتت الوزارة إلى أنّ مستودعات الوقود في مصفاة كريمنشوك “كانت تقوم بإمداد القوات الأوكرانية في المناطق الوسطى والشرقية”.

وأضافت أنّ القوات الروسية “أسقطت مروحيتين من طراز Mi-24، ودمرت 24 طائرة من دون طيار، و67 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك 54 منطقة تركزت فيها المعدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية”، مشيرةً إلى تدمير “381 طائرة مسيرة أوكرانية و1882 دبابة منذ بداية العملية الخاصة”.

وبالتزامن مع ذلك، أكّدت وزارة الدفاع الروسية تقدّم قوات دونيتسك في محور نوفوباخموتوفكا.

المزيد من الأسلحة

وطلبت كييف من الولايات المتحدة وحلفائها تزويدها بأسلحة ثقيلة في وقت يغير الجيش الروسي حملته للتركيز على شرقي وجنوبي أوكرانيا.

ودعا ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، السبت، الولايات المتحدة وحلفاء بلاده لتزويدها بأسلحة ثقيلة، بحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وقال بودولياك: “بعد الانسحاب السريع للروس من كييف وتشيرنيهيف، من الواضح أن روسيا أعطت الأولوية لتكتيك آخر، التحرك شرقا وجنوبا، للسيطرة على الأراضي المحتلة الكبيرة (ليس فقط في منطقتي دونيتسك ولوغانسك) والحصول على موطئ قدم قوي هناك”.

وتابع المسؤول الأوكراني “يجب أن يفهم شركاؤنا أخيرا أن الأفغنة التي يريدونها والصراع الطويل الأمد المرهق بالنسبة لروسيا لن يحدث”.

وأضاف أن “روسيا ستغادر جميع الأراضي الأوكرانية باستثناء الجنوب والشرق، وستحاول التموضع هناك ووضع دفاع جوي وتقلل بشكل حاد من خسائرها في المعدات والأفراد”.

وقدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاء آخرون في الناتو أسلحة مضادة للدبابات ودفاعات جوية محمولة، فيما أكد بودولياك أن أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة أثقل.

وقال بودولياك إن “الأفغنة تحدث عندما تكون هناك حرب عصابات قوية ومقاومة في جميع أنحاء البلاد تلحق خسائر فادحة بالمعتدي لعدة أشهر أو حتى سنوات وبالتالي تضعف بشكل كبير من قوة جيش الاحتلال”.

ومضى قائلا: “حدثت مثل هذه الأعمال أثناء محاولة الاتحاد السوفيتي السيطرة على أفغانستان؛ لقد دمر المقاتلون الأفغان وأضعفوا المحتلين السوفييت لسنوات. ونتيجة لذلك، أضعفوا روسيا ككل”.

وتابع “يعتقد بعض شركائنا أن شيئا مشابها يمكن أن يحدث في أوكرانيا اليوم، والروس يفكرون بطريقة أخرى، لقد أقاموا في الشرق والجنوب ويفرضون ظروفًا قاسية”.

وأردف موضحا: “لذلك لا يمكننا بالتأكيد الاستغناء عن الأسلحة الثقيلة إذا أردنا فك الطوق عن الشرق وخيرسون وإعادة الروس إلى أقصى حد ممكن”.

تحقيق النصر

وقال المسؤولون الأمريكيون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعرض لضغوط لإثبات قدرته على تحقيق النصر، وشرق أوكرانيا هو المكان الذي من المرجح أن يكون فيه قادراً على القيام بذلك بسرعة. وبحسب مسؤول أمريكي، فإن تقييم الاستخبارات الأمريكية يشير إلى أن بوتين يركز على 9 ماي 2022، “يوم النصر” لروسيا.

في حين أن يوم 9 ماي هو عطلة بارزة في التقويم الروسي، وهو اليوم الذي تحتفل فيه البلاد باستسلام النازيين في الحرب العالمية الثانية باستعراض ضخم للقوات والأسلحة عبر الميدان الأحمر أمام الكرملين. ويقول المسؤولون إن بوتين يريد أن يكون قادراً على الاحتفال بانتصار- من نوع ما- في حربه في ذلك اليوم.

لكن مسؤولين آخرين لاحظوا أنه حتى لو كان هناك احتفال روسي، فإن النصر الفعلي قد يكون بعيداً.

ومن جانبه، قال مسؤول عسكري أوروبي: “سيقيم بوتين موكب نصر في 9 ماي بغض النظر عن حالة الحرب أو محادثات السلام. ومن ناحية أخرى: موكب نصر بأية قوات وآليات؟”.

مع ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إن أي مواعيد نهائية قد تحددها موسكو خطابياً لا تغير الواقع على أرض الواقع، إذ يبدو أن روسيا تستعد لاحتمال امتداد الصراع في أوكرانيا.

وكذلك فقد قال دبلوماسي أوروبي إنه بينما يتحدث الكرملين بتفاؤل، يستعد بوتين “لحرب طويلة على غرار الشيشان، لأنه، إلى حد ما، ليس لديه مكان آخر يذهب إليه”.

فيما يرى المسؤولون أن هناك عدة أسباب وراء الإطار الزمني لشهر ماي 2022، مع انتهاء جليد الشتاء وخفة الأرض، سيكون من الصعب على الوحدات البرية الروسية الثقيلة المناورة، مما يعني أنه من الضروري لهذه القوات أن تصل إلى مكانها في أقرب وقت ممكن، حسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية.

المفاوضات 

وكشف مفاوض أوكراني، أول أمس السبت، أن روسيا تشير إلى تقدم في المفاوضات مع كييف يسمح بإجراء محادثات مباشرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني زيلينسكي، بحسب ما نقلته وكالة إنترفاكس الأوكرانية.

وقالت الوكالة إن ديفيد أراخاميا أبلغ التلفزيون الأوكراني بأن روسيا قبلت بموقف أوكرانيا في مجمله باستثناء موقفها من شبه جزيرة القرم.

وفي المقابل، أكد الكرملين أن المفاوضات مع الجانب الأوكراني ليست سهلة، مشيراً إلى أنها رغم ذلك مستمرة إلى الآن.

وأضاف الكرملين أن العملية العسكرية في أوكرانيا تهدف لمنع الأفكار القومية هناك، واستعادة اللغة الروسية مكانتها في البلاد.

وكذلك، أوضح أن الهدف هو استعادة استقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك، بحسب اتفاقيات مينسك الموقعة عام 2014.

ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في فبراير الماضي، الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

أما فيما يخص المفاوضات مع الجانب الأوكراني، فقد امتدت جلسات طويلة من المفاوضات لأكثر من أسبوعين عقدت سابقا بين الجانبين عبر الفيديو، سبقتها جلسة مباشرة على الحدود البيلاروسية، وأخرى على حدود بولندا.

إلا أن أيا من تلك المباحثات التي انطلقت بعد 4 أيام على العملية العسكرية الروسية (28 فبراير) والتي وصفت بالصعبة والمعقدة، لم تتوصل حتى الآن إلى تسوية نهائية.

ففيما تتمسك موسكو بـ”حياد” الجارة الغربية، ونزع سلاحها النووي أو الذي يشكل تهديدا لها، فضلا عن عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، تواصل كييف المطالبة بضمانات أمنية دولية تحول دون وقوع نزاع أو هجوم روسي في المستقبل، مقابل أن تتخلى عن طلب الانضمام إلى الناتو، أو نشر أي قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.

كما تطالب كييف بألا يحظر أي اتفاق مستقبلي يصاغ بين الطرفين بضمانة دولية، انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

فيما تؤكد استعدادها لاستبعاد مسألة شبه جزيرة القرم ودونباس الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا “مؤقتاً” من النقاشات أو الاتفاق المرتقب.

فتح 7 ممرات 

 وإنسانيا، أعلنت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني فتح سبع ممرات إنسانية لإجلاء السكان من مناطق محاصرة أمس السبت. وأضافت أن هذه الممرات تشمل واحداً لإجلاء السكان بوسائل نقل خاصة من مدينة ماريوبول وبالحافلات لسكان ماريوبول المغادرين مدينة برديانسك.

وفر أكثر من ثلاثة آلاف شخص من ماريوبول في حافلات وسيارات خاصة على ما أعلنت السلطات الأوكرانية، بينما استعد الصليب الأحمر، أمس السبت، لمحاولة تنفيذ عملية إجلاء جديدة من هذه المدينة الساحلية المحاصرة.

ولا يزال نحو 160 ألف شخص عالقين في المدينة التي من شأن سقوطها أن يؤمن تواصلاً جغرافياً للروس، من شبه جزيرة القرم وصولاً إلى الجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين للروس في منطقة دونباس.وتجري عمليات إجلاء المدنيين بشكل تدريجي بعدما كانت مستحيلة على مدى أسابيع.وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أول أمس الجمعة أن نائبه للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث سيزور موسكو اليوم الأحد لمحاولة تأمين «وقف إطلاق نار إنساني» في أوكرانيا. وأشار إلى أن غريفيث «سيزور كييف أيضاً»، مذكراً بأنه كلفه مؤخراً «بالسعي لوقف إطلاق النار إنساني في أوكرانيا».

وقال نائب رئيس إدارة الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو: إن أوكرانيا وروسيا تبادلتا الأسرى يوم الجمعة في صفقة تم بموجبها الإفراج عن 86 من أفراد الجيش الأوكراني. وقال: إن عملية التبادل كانت نتيجة مفاوضات السلام الجارية بين الجانبين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى