نظم معهد مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، الخميس الماضي، ندوة رقمية تحت عنوان «من أجل شباب مقاول». سارة شريف دوزان، مسؤولة عن سطارگيت بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وحسب بلاغ للمجموعة، قدمت هذه الندوة عبر الإنترنت لمحة عامة عن النظام البيئي للشركات الناشئة في المغرب: بناؤه، وأشكال الدعم والإشراف والمساندة المختلفة التي يقدمها، بالإضافة إلى بعض النجاحات الملحوظة. وكانت مسألة خلق بيئة مواتية لظهور عقلية ريادة الأعمال بين الشباب، والتي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء نظام بيئي حقيقي للشركات الناشئة، في قلب المناقشات. وأشار ماجد قيصر الغايب، الرئيس التنفيذي لشركة أوميغا القابضة ورئيس إناكتوس، إلى أن النظام البيئي لريادة الأعمال في المغرب تم بناؤه على مدى السنوات العشرين الماضية، أولا من خلال المبادرات الحكومية لتسهيل الوصول إلى التمويل. إنه نظام بيئي ديناميكي ولكنه في طور البناء، وهو اليوم في حاجة ماسة إلى رؤية تدعمها أعلى السلطات في الدولة، مع إدارة حكومية مخصصة من أجل الجمع بين جميع الاستراتيجيات الحكومية.
ومن جانبها، عادت سارة شريف دوزان، مسؤولة عن سطارگيت بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إلى التحديات المتعددة التي يواجهها رواد الأعمال الشباب: القيود الإدارية، وصعوبات التوظيف، والمنافسة الدولية وما إلى ذلك. وأصرت على ضرورة معالجة هذه القيود بشكل جماعي من خلال إشراك مختلف أصحاب المصلحة، بمن في ذلك رواد الأعمال.
من جانبه، ميز عثمان المريني، أحد مؤسسي كيوي كوليكت، بين ثلاثة أنواع من ريادة الأعمال: ريادة الأعمال التلقائية التي تخلق فرص العمل، وريادة الأعمال المبتكرة ذات الآفاق المتوسطة والطويلة الأجل ولكنها مستهلكة لرأس المال، وريادة الأعمال «ذات التأثير» والتي تهتم بمعالجة مشكلة معينة وتخلق فرص عمل دون أن تستهلك الكثير من رأس المال. كما تناول موضوع التمويل الجماعي كأداة تمويل بديلة قادرة على دعم تنمية الشركات الناشئة المغربية، من خلال التماس المدخرات من عامة الناس.
وأخيرا، عاد نوفل الفاسي الفهري، نائب مدير صندوق الإيداع والتدبير للاستثمار المسؤول عن 212 فاوندرز، إلى معايير اختيار المشاريع من قبل صناديق رأس المال الاستثماري، سيما الجوانب المرتبطة بشخصية المقاول وكذلك بمتانة مشروعه وآفاق نموه. وشدد على أن جمع الأموال لا ينبغي اعتباره غاية في حد ذاته، بل نقطة البداية التي ستسمح للشركة الناشئة بالانطلاق. وفي هذا الصدد، تتمتع صناديق رأس المال الاستثماري بوضع جيد يمكنها من مساعدة الشركات الناشئة على النمو على نطاق واسع.