رغم وجود شركة متخصصة للتعاطي مع مشاكل الشأن البيئي بالدار البيضاء، إلا أن اجتياح الحشرات والقوارض ما زال مستمرا في عدد من الأحياء الشعبية، يوازي ذلك تأخر في إنجاز أوراش في المجال البيئي بالعاصمة الاقتصادية يمكنها التصدي لهذه الإشكاليات.
حمزة سعود
اجتاحت الجرذان والقوارض أحياء متعددة بالدار البيضاء، وسط تزايد حدة شكايات السكان من الأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال جراء الانتشار المهول لهذه الحيوانات بمناطق سيدي مومن وأناسي والمدينة القديمة بالعاصمة الاقتصادية، رغم تخصيص مجلس المدينة أزيد من ملياري سنتيم لمحاربتها.
وعادت هذه القوارض إلى الظهور والانتشار بهذه الأحياء بوتيرة مضاعفة، خلال الشهر الجاري، في عدد من الأزقة بالمدينة القديمة والأحياء السكنية القريبة من أوراش البناء بسيدي مومن، رغم وجود وحدات محاربة الحشرات والقوارض ومكافحة الحيوانات الضالة، يديرها أزيد من 100 عون وتقني، يعملون لصالح شركة التنمية المحلية «كازا بيئة».
ويرافق التأخر عملية إطلاق دراسة حول انتشار الفصائل المضرة بسكان الدار البيضاء، من الفئران والقوارض وتأثيرها على حفظ الصحة بالمدينة، من أجل إحداث مرصد وشبكة لمراقبة الحشرات بالعاصمة الاقتصادية، رغم الإعلان عن المشروع منذ أزيد من 3 سنوات.
ورغم الأرقام التي تعلن عنها شركة التنمية المحلية «الدار البيضاء بيئة»، كحصيلة سنوية لمعالجتها المستمر لمياه المجاري ومعالجة شبكات الصرف الصحي باستمرار، إلا أن شكايات الساكنة تتقاطع مع نجاعة هذه المجهودات.
وتشير شركة التنمية المحلية «كازا بيئة»، بلغة الأرقام، وفق ما توصلت إليه «الأخبار»، إلى أنها تعالج سنويا أزيد من 120 ألف فوهة من مجاري الصرف الصحي ضد الفئران والقوارض، وأزيد من 5 آلاف كيلومتر ضمن شبكة الصرف الصحي ضد انتشار هذه الأصناف من الحيوانات، و800 هكتار من المساحات غير المبنية ضد القوارض سنويا، و5 آلاف كيلومتر من شبكة الطرق الحضرية و80 هكتارا من البرك المائية والبحيرات ضد يرقات البعوض وحشرات أخرى تقتات عليها هذه القوارض. وجل هذه الأرقام لا تعكس الوضعية التي يعيشها سكان عدد من الأحياء التي تتسلل إلى بيوتها السكنية الحشرات والقوارض.
ويجد المواطنون الرقم الأخضر الذي تخصصه شركة «كازا بيئة» لوضع الشكايات، خارج الخدمة في عدد من المناسبات، كما أن حملات التعقيم السنوية التي تنظمها شركة «الدار البيضاء بيئة» تتم مع بداية كل صيف، إلا أن سرعة تكاثر هذه الجرذان والقوارض تجعلها تجتاح أحياء العاصمة الاقتصادية في غضون أسابيع قليلة، بعد حملات التعقيم.
وتحتاج مجموعة من هذه البالوعات إلى ضخ التدخين لقتل وتسميم القوارض، في مجاري المياه بالدار البيضاء، من أجل تقليص عدد القوارض المنتشرة بشكل واسع في عدد من الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة، وحيي سيدي مومن وأناسي. كما تساهم الحشرات التي تقتات من بقايا القوارض في نقل الأمراض المعدية، أبرزها الملاريا والكوليرا.
وفي ظل وجود أزيد من 16 مقاطعة، تحتاج العاصمة الاقتصادية إلى آليات وفرق عالية التخصص، لمحاصرة انتشار القوارض بشكل سريع فور ظهورها بالأحياء، للحد من انتشار البعوض والفئران التي تقض مضجع السكان.
وتخصص جماعة الدار البيضاء، عبر شركة «كازا بيئة»، 10 سيارات لمحاربة الحشرات والقوارض بالعاصمة الاقتصادية، ودراجات نارية للتدخل السريع داخل الأزقة الضيقة، في انتظار حملات للتعقيم بالأحياء المعنية.