النعمان اليعلاوي
عادت أعمال «التخريب» لتطول السور التاريخي لمدينة سلا، بعد أزيد من عام على انتهاء عملية ترميمه، في أعقاب إقدام عدد من المواطنين من ساكني المدينة العتيقة على إلقاء النفايات والأزبال بجنبات السور، في انتظار تجميعها من طرف شاحنات النظافة التابعة لشركة «ميكومار»، المعنية بالتدبير المفوض للقطاع على مستوى مقاطعات تابريكت والمريسة. وقالت مصادر محلية إن عددا من جنبات السور التاريخي لمدينة سلا تحولت إلى نقط سوداء و«مطارح مؤقتة» لتجميع النفايات، وهو الأمر «الذي يترجم غياب ثقافة العناية بالتراث المادي لدى عدد من المواطنين»، حسب المصادر التي أشارت إلى مسؤولية الشركة الوصية على القطاع في توفير الحاويات لتجميع النفايات، ووضعها في نقاط تجميع بعيدة عن السور، مبينة أن «عمليات التخريب التي تطول السور التاريخي لسلا لا تقتصر على إلقاء النفايات».
من جانب آخر، عاينت «الأخبار» إقدام عدد من المخربين على تلطيخ الأسوار التاريخية لمدينة سلا بكتابات والصباغة السوداء، وهو الحادث الذي تكرر عددا من المرات، في ظل مطالب للجمعيات المحلية بحماية تراث المدينة وسورها التاريخي، الذي يمتد على طول أزيد من عشرة كيلومترات ويحيط بالمباني الداخلية للمدينة العتيقة، وخضع بدوره لترميم في المشروع الذي أشرفت عليه شركة التنمية المحلية الرباط الجهة للتهيئة، واستغرقت الأشغال فيه 15 شهرا بغلاف مالي يبلغ حوالي 10 ملايين درهم.
وأشارت مصادر مطلعة من مجلس مدينة سلا، حينها، إلى إيفاد لجنة للاطلاع على حجم التخريب الذي لحق السور، وتوجيه شكاية إلى السلطات المحلية على اعتبار أن السور تراث وطني، توضح المصادر، مبينة أنه تم فتح تحقيق في الواقعة والاعتماد على كاميرات مراقبة عمومية لتحديد هوية الجناة.
وكانت أمينة المغاري، الخبيرة في التراث المعماري والأستاذة بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، أكدت على أهمية الأسوار التاريخية، مبينة أنها «هي التي ترمز للمدينة الإسلامية وهي الحصن»، مضيفة، في حديث لـ«الأخبار»، أن «مدينة سلا سورت حسب ثلاث فترات» وأن «أسوار مدينة سلا تمت إعادة بنائها في عهد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور، حيث تم بناء سور مدينة سلا على الجانب الشمالي والجنوبي الشرقي عام 1196 لكن الواجهة المواجهة للبحر ظلت مكشوفة، مما أدى إلى حدوث أكبر كارثة في تاريخ المدينة، حين قام القشتاليون بالاستيلاء على سلا سنة 1260» حسب أستاذة التراث المعماري، التي أوضحت أنه في عهد السلطان مولاي يوسف، صُنف سور المدينة العتيقة نصبا تاريخيا بموجب ظهير 10 أكتوبر 1914.