النعمان اليعلاوي
استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية، والسلطات المحلية عناصرها، وذلك أياما قليلة قبيل عاشوراء، حيث يعمل الشباب المحتفلون بهذه المناسبة، التي تدخل في إطار العادات والتقاليد والأعراف والطقوس المغربية، في تحد بينهم، على تجميع العجلات المطاطية التي أصبحت غير قابلة للاستعمال، لإضرام النيران فيها للحصول على ما يصطلح عليه بـ«الشعالة»، والعمل على تجاوزها عن طريق القفز، ناهيك باستعمال المتفجرات والمفرقعات التي تخلف صخبا وضوضاء خلال هذه المناسبة. وكشفت مصادر محلية أن السلطات المحلية نفذت حملات تمشيطية من أجل القضاء على أوكار تخزين الإطارات المطاطية والمواد سريعة الاشتعال، التي يستعملها شباب الأحياء لتنظيم طقس «شعالة» الخاصة بالاحتفال.
في السياق ذاته، أوضحت المصادر أن السلطات المحلية بالرباط وتمارة قامت، وبتنسيق مع شركة النظافة بمقاطعات المدينة، بتنفيذ حملات لرصد مناطق تجمع الشباب قبل بداية الاحتفالات، حيث تم حجز عشرات من الإطارات المطاطية التي كانت مخبأة في أقبية ومستودعات وكانت معدة للإحراق، كما تم حجز كميات كبيرة من المفرقعات لدى عدد من الشباب والأطفال القُصَّرِ. وتم إيقاف أحد باعة هذه الأنواع من المتفجرات التي غزت محلات المدينة العتيقة بكل من الرباط وسلا، تشير المصادر، مبينة أن السلطات المحلية قامت بجولات لدى باعة العجلات المطاطية، من أجل التوعية والتنبيه إلى عدم بيع أو منح هذه الإطارات التالفة للشباب، الذين يعمدون إلى تخزينها إلى حين ليلة عاشوراء، مضيفة أن «الحملة شملت أيضا بعض محلات بيع الألعاب، والتي قد تلجأ إلى بيع المفرقعات والألعاب النارية».
وكانت فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن الدار البيضاء، بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد تمكنت من اعتقال شخصين يبلغان من العمر 37 و38 سنة، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بحيازة وترويج شحنة مهمة وصل مجموعها إلى 1.485.340 وحدة من المفرقعات والشهب النارية المهربة، حيث جرى إيقاف المشتبه فيهما خلال عمليات أمنية تم تنفيذها بمنطقتي سيدي البرنوصي ومولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء، مباشرة بعد وصولهما على متن سيارتين نفعيتين قادمتين من إحدى مدن شمال المملكة، قبل أن تسفر عملية التفتيش المنجزة على متن الناقلتين عن حجز 1.485.340 وحدة من المفرقعات والشهب النارية المهربة، بعضها بالغة الخطورة وسبق استخدامها في تنفيذ اعتداءات جسدية خطيرة.
