شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

مغاربة حكموا «المونديال»

حكامنا الذين قادوا مباريات كأس العالم

حين تغيب منتخباتنا عن «المونديال» ينوب عنهم الحكام

مقالات ذات صلة

 

حين يقترب موعد «المونديال»، تسلط الأضواء على اللاعبين وبدرجة أقل على المدربين، ونادرا ما تتعقب وسائل الإعلام فئة الحكام والمراقبين، وإذا كان عبور منتخب وطني لهذه التظاهرة الكونية يمر عبر مراحل إقصائية عسيرة تتوج بالحصول على تذكرة تتيح له المشاركة في نهائيات كأس العالم، فإن الأمر مختلف عند الحكام، فليس الحكم المشارك في أكبر عدد من المباريات في التصفيات الإقصائية هو الذي سيحصل على تأشيرة السفر للنهائيات.

لهذا فإن اختيار الحكام الدوليين لقيادة مباريات كأس العالم، باعتبارها أقوى وأشهر بطولة في كرة القدم، يخضع للكثير من الاعتبارات والمعايير، وربما هي أشد وأقسى من تلك المعمول بها في البطولات الأخرى. وتقع مسؤولية اختيار حكام بطولات كأس العالم، على عاتق لجنة الحكام التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي لجنة مستقلة بذاتها عن باقي لجان الاتحاد، وتتمتع بصلاحيات واسعة جدا.

يعد معيار الجودة أول المعايير التي تأخذها لجنة الحكام بعين الاعتبار، لأن نجاح «المونديال» رهين باختيار حكام من أعلى المستويات في التحكيم الدولي. ومن أجل ترشيح حكم ما لإدارة مباريات كأس العالم، يجب أن يكون حاصلا على الشارة الدولية من «فيفا»، وهو لقب تمنحه المؤسسة الدولية سنويا، للحكام الذين تم ترشيحهم من قبل اتحاداتهم الوطنية، في حال تحققت فيهم عدة شروط قبل إخضاعهم لاختبارات تقنية وبدنية وطبية. ومع توالي محطات كؤوس العالم ارتفع عدد المنتخبات وارتفع معها عدد الحكام قبل أن تساهم تقنية «الفار» في رفع عدد قضاة الملاعب.

في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار» وقفة مع حكام دخلوا قبو النسيان بعد أن حضروا «المونديال» بحضور أو غياب المنتخب.

سعيد بلقولة.. جمركي حكم نهائي كأس العالم 1998

قبل «المونديال» الفرنسي لسنة 1998 ببضعة أشهر، كان سعيد بلقولة قد أدار المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم ببوركينافاسو، والتي جمعت بين المنتخبين المصري والجنوب إفريقي. من هناك بدأت أولى بوادر التألق القادم من المغرب.

كتب الحكم المغربي سعيد بلقولة سطور المجد للأفارقة والعرب بإدارته بهدوء واقتدار، وتألق بشكل ملفت في المباراة النهائية لكأس العالم، يوم 12 يوليوز 1998 بملعب سان دوني بباريس بين المنتخبين الفرنسي والبرازيلي، وانتهت بثلاثية للفرنسيين.

مثل الحكم المغربي العرب والأفارقة في هذا المحفل الكروي، بعدما حظي بثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، رغم وجود قضاة ملاعب عالميين أكفاء، وفي مقدمتهم الحكم الإيطالي الشهير بييرلويجي كولينا. وضعت فيه الثقة رغم أنه كان منتوج بطولة هاوية، إلا أن أداءه في التصفيات وفي النهائيات كان يشفع له، خاصة وأنه تلقى تنقيطا عاليا في مباراتين في دور المجموعات، الأولى جمعت بباريس ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والثانية ببوردو بين الأرجنتين وكرواتيا قبل أن يتم اختياره لإدارة النهائي الحارق.

وحسب الصحافة الفرنسية، فإن تعيين بلقولة نال اعتراضا من طرف البرازيليين، «خوفا من انتقامه من البرازيل التي تواطأت لإخراج المنتخب المغربي من الدور الأول». خاف البرازيليون من تحيز بلقولة للمنتخب الفرنسي، لكن الوقائع على أرضية الميدان أظهرت عكس ذلك.

ومن طرائف النهائي التي رواها بلقولة، كونه فقد التركيز في الدقائق الأولى من النهائي: «مع إطلاق صافرة البداية اعتقدت أن عدد اللاعبين البرازيليين يتجاوز 11 لاعبا فوق أرضية الملعب، كانت قامتهم طويلة واستغرق مني الأمر دقائق معدودة للتأكد من أنهم فعلا 11 لاعبا فقط».

في تلك السنة نال بلقولة مجموعة من الجوائز الفردية، إذ منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم الميدالية الذهبية كأفضل حكم في «المونديال» وجائزة «الصافرة الذهبية» كأفضل حكم عربي وأحسن حكم إفريقي، فضلا عن توشيحه من قبل الملك الحسن الثاني بوسام ملكي.

دخل سعيد عالم التحكيم سنة 1983 بصفته حكما في طور التأهيل، تمرس الفتى وفتح له باب التألق في مجال التحكيم، وكان أول اختبار حقيقي لهذا الحكم الواعد، في مباراة السد للبطولة الشرفية بالعصبة الجهوية جمعت وفاء فاس بفريق فندق فاس، حيث تألق بلقولة بشكل ملفت، وفي بداية عام 1993 حصل على الشارة الدولية، وكانت أول مباراة يقودها على المستوى القاري، في نطاق بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس.

تعرض بلقولة لسرطان في الرئة، نقل على إثره إلى مصحة متخصصة في فرنسا، بأوامر من الملك محمد السادس. ومن المفارقات الغريبة أن المصحة التي كان يقيم فيها لم تكن تبعد إلا بأمتار قليلة عن الملعب الذي قاد فيه سعيد نهائي كأس العالم سنة 1998، وحين توفي في 15 يونيو 2002 بالرباط، وبأمر من الملك محمد السادس، تمت ترقية الراحل بشكل استثنائي من السلم العاشر إلى خارج السلم الإداري، وتم إطلاق اسمه على ملعب سوسيو رياضي بتيفلت، اعترافا بالخدمات التي أسداها الفقيد للوطن.

الجيلالي غريب.. أول صافرة مغربية في مونديال أمريكا

من الصعب حصر نجوم التحكيم المغربي من أبناء المنطقة الشرقية للمملكة، لكن البعد عن دائرة القرار الرياضي لم يحل دون تألق التحكيم الشرقي. وطول المسافات بين الملاعب لم تكن يوما عائقا ضد تألق الصفارة الشرقية، رغم أن أقرب مدينة يمكن لحكم من وجدة أو بركان قيادة مباراة بملعبها في الدوري الوطني تبعد بحوالي 300 كيلومتر. ورغم كل هذه المعيقات، برزت أسماء عديدة أضاءت سماء ميدان تحكيم كرة القدم محليا وجهويا ووطنيا ودوليا.

شاءت الصدف أن يخرج الجيلالي غريب إلى الوجود، في يوم عاصف كانت فيه مدينة وجدة تعيش غليانا كبيرا، في يونيو 1952، وفي طفولته مارس الجيلالي لعبة كرة القدم ضمن شباب مولودية وجدة، كما لعب للاتحاد الإسلامي الوجدي، لكنه اكتشف نفسه أكثر كحكم، فقرر ولوج مدرسة التحكيم وعمره 26 سنة. نال الشارة الدولية، وبعد مسار حافل بالمواجهات على المستوى الوطني والقاري اختار اعتزال الصفارة سنة 1997 وقد سجل اسمه كأول حكم مغربي يشارك في نهائيات كأس العالم.

نجح الجيلالي في الاختبارات التي نظمتها «فيفا» استعدادا للمونديال، وكان تنقيطه من بين الأوائل، بل إن المغاربة وجدوا في تألقه عزاء لهم من منتخب طاردته الخيبات. كانت أول مباراة له جمعت بين منتخب البرازيل ونظيره الروسي والتي انتهت نتيجتها بفوز ممثل أمريكا الجنوبية بهدفين لصفر، وكان خلالها الجيلالي مساعدا أول للحكم الموريسي ليم كي تشونغ.

بعد يومين فقط سيعود الجيلالي للظهور من جديد، وسيتابعه المغاربة حين عينته «فيفا» كمساعد ثان للحكم الإيطالي فابيو بالداس لقيادة مباراة المنتخب المضيف الولايات المتحدة الأمريكية ونظيره الكولومبي، لكن التجربة الثالثة كانت مع حكم مغاربي في شخص الحكم التونسي ناجي الجويني في مباراة جمعت الأرجنتين ببلغاريا انتهت بفوز المنتخب البلغاري.

ولأن الانسجام مع حكم عربي كان حاضرا في مباراة غريب الثالثة، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم اختاره لمجاورة الحكم الإماراتي علي بوجسيم إلى جانب الحكم الأرجنتيني إرنيستو طايبي كمساعد ثان والحكم التونسي ناجي الجويني كحكم رابع، هذا الطاقم المكون من ثلاثة عرب وأرجنتيني قاد بتقدير مبهر جدا مباراة تحديد الرتبة الثالثة التي جمعت بين المنتخب السويدي ونظيره البلغاري.

عاد المنتخب المغربي إلى أرض الوطن مكسور الوجدان، فسارع ملك البلاد إلى إقالة المدرب عبد الله بليندة ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وانشغل المغاربة في صيف 1994 بالخروج المذل للمنتخب المغربي، فيما كان ممثل الكرة المغربية الحكم الدولي غريب يرمم معنويات الغاضبين بتألقه في ما تبقى من مباريات «المونديال»، والإشادة التي لقيها من طرف لجنة التحكيم ومن الجمهور ومن الصحافة الأمريكية التي وصفته بـ «الرادار الآدمي».

يعتقد الكثيرون أن «المونديال» هو كل ما في رصيد هذا الحكم الوجدي، والحال أنه أول حكم مغربي لنهائيات الألعاب الأولمبية سنة 1992 ببرشلونة قبل أن يعبر نحو مونديال الولايات المتحدة الأمريكية.

اعتزل غريب وفي رصيده التحكيمي أزيد من 100 مباراة في مختلف المنافسات الإقصائية والنهائية للفرق والمنتخبات على المستوى الدولي، ناهيك عن مباريات لا تحصى على المستوى الوطني.

 

محمد الكزاز.. الحكم الحاضر حين يغيب المنتخب

من المصادفات الغريبة أن يعيش الحكم الدولي المغربي محمد الكزاز لحظة مؤثرة في حياته، خلال نهائيات كأس العالم 2002 التي نظمت مناصفة بين كوريا واليابان، فقد قدر له أن يحضر مراسيم دقيقة صمت ترحما على روح رفيق دربه الحكم الدولي سعيد بلقولة الذي توفي مع انطلاقة مونديال 2002. حضر الكزاز هذه النهائيات وساهم في قيادة مباراة جمعت إسبانيا وسلوفينيا، لكنه تمنى لو كان حاضرا في جنازة صديقه بلقولة.

ولد الكزاز في مدينة القنيطرة في فاتح أكتوبر 1962. بدأ مشواره في التحكيم سنة 1985، وخلال مساره المهني في التحكيم في المغرب قاد العديد من مباريات البطولة الوطنية وكأس العرش. وفي سنة 1997 حمل الشارة الدولية حيث أدار العديد من المباريات القارية والدولية، حيث شارك في نهائيات كاس العالم للشباب سنة 1999، وفي نهائيات كأس العالم خلال دورة كوريا واليابان سنة 2002، وكأس العالم للأندية 2005 باليابان، كما شارك في نهائيات كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات، وقاد العديد من مباريات تصفيات كأس العالم وتصفيات كأس إفريقيا للأمم.

يعد الكزاز أول حكم مغربي يشارك في دورتين لكأس العالم 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية مناصفة، وفي مونديال 2006 بألمانيا كمراقب للحكام، وفي الدورتين معا غاب المنتخب المغربي وحضرت الصفارة المغربية.

لم يكن الحكم المصري عصام عبد الفتاح هو الحكم العربي الوحيد في نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها ألمانيا 2006، بل كان في معسكر الحكام بفرانكفورت الذي ضم 46 حكما، مغربي اسمه الكزاز، لكن هذا الأخير لم يقد أي مباراة بل ظل في لجنة الإشراف والمراقبة والتقييم. ولم يخف عبد الفتاح عصام قلقه لغياب الحكم المغربي عن ساحة التباري.

سيقدم الحكم الدولي السابق محمد الكزاز استقالته للجنة التحكيم المغربي بسبب الأوضاع غير الآمنة التي حصلت في الملاعب المغربية، لكن هذه الاستقالة رفضت من قبل مديرية التحكيم وطلب منه الاستمرار حتى نهاية مساره التحكيمي، وكان أول حكم مغربي يقدم على هذه الخطوة بعد أن أصبح الحكام مستهدفون من طرف الجمهور، انتظر محمد إلى غاية 2012 ليقدم استقالته، لكن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ظلت متمسكة به حيث شغل منصب مدير التكوين بقطاع التحكيم المغربي وأشرف على مجموعة من الدورات التكوينية للحكام.

عشيق في مونديال البرازيل 2010 نيابة عن «أسود الأطلس»

حين حل الحكم الدولي رضوان عشيق بالبرازيل عبر عن سعادته وهو ينوب عن المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال 2014. شارك الحكم المغربي كمساعد أول للحكم الجزائري جمال حيمودي، إلى جانب المساعد الثاني عبد الحق أيت شعلي، ويعد حضوره ودوره في قيادة أربع مباريات في نهائيات كأس العالم مفخرة للتحكيم المغربي والقاري والعربي، إذ ليس من السهل الظهور بمظهر مشرف سيما وأن طاقم التحكيم شارك في معسكرات خاصة في الجزائر وأخرى من تنظيم الاتحاد الدولي لكرة القدم في سويسرا، لتحضير أصحاب الحكام لمونديال البرازيل.

حظي الحكم المغربي بتنويه من طرف الاتحاد الدولي للعبة، خاصة في اجتماعات تقييم أداء الحكام، ما مكنه من الحضور على أعلى الدرجات كأفضل حكم مساعد إفريقي وعربي، إثر تقييمه بشكل جيد من طرف مراقبي «فيفا» بعد مباراتي الدور الأول، حيث حصل في المباراتين الأولى والثانية على تنقيط ما بين ثمانية إلى عشرة نقط في سلم التقييم.

وفور عودته من البرازيل، خصصت مديرية التحكيم المغربي التابعة لاتحاد الكرة المغربي حفلا على شرف الحكم المغربي الذي شرف الكرة المغربية في البرازيل، كما أقيم حفل على شرفه في مدينة الدار البيضاء من طرف جمعية حكام الدار البيضاء، لكن رغم غياب ممثلي اتحاد الكرة المغربي عن الحفل، فإن المحتفى به عبر عن سعادته لالتفاف زملائه الحكام حوله، وفخره بقيادة مباريات تاريخية أبرزها مباراة الترتيب وهو شرف لا يقل عن تشريف المرحوم سعيد بلقولة حين قاد نهائي مونديال 1998 بين البرازيل وفرنسا. ووجه الحكم الدولي شكره الخاص لمديرية التحكيم المغربي التي مكنته من الاستعداد مبكرا للمونديال، كي تكون المشاركة في مستوى انتظارات الشعب المغربي، لاسيما في ظل غياب المنتخب الوطني عن الحدث الكروي.

انضم رضوان إلى الجيلالي غريب الذي شارك في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، وبلقولة الذي قاد نهائي مونديال فرنسا 1998، إضافة إلى الحكم المغربي محمد الكزاز في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية سنة 2002.

وكان الحكم المغربي عشيق قد نال جائزة «الراية الذهبية» لأفضل حكم مساعد، قبل أن ينتهي به المطاف في المديرية الجهوية للتحكيم على مستوى عصبة الدار البيضاء.

 

رضوان وعادل.. حكمان مغربيان في غرفة «الفار» بقطر

 

ضمت قائمة حكام مونديال قطر 2022 التي أعلنت عنها «فيفا» ثلاثة حكام عرب ضمن قائمة الحكام الرئيسيين، وهم القطري عبد الرحمن الجاسم، والجزائري مصطفى غربال، والإماراتي محمد عبد الله، وضمت لائحة الحكام المساعدين سبعة حكام عرب، وهم المصري محمود أبو الرجال، والقطريان طالب المري وسعود أحمد، والإماراتيان محمد الحمادي وحسن المهري، والجزائريان عبد الحق إتشعلي وقوراري مقران، بينما ضمت قائمة حكام الفيديو ثلاثة أسماء عربية، وهم القطري عبد الله المري، والمغربيان رضوان جيد وعادل زوراق.

لن يكون المغرب ممثلا في كأس العالم بحكام الساحة، لكن التمثيلية ستخص تقنية المراقبة بالفيديو، حيث ظهر حكمان لنا في غرفة «الفار» قبل ظهور المنتخب المغربي، حين تم تعيينهما في المباراة التي جمعت الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد الغال يوم الاثنين الماضي، إذ شغل رضوان مهمة مساعد لرئيس الغرفة القطري عبد الله المري، فيما عين عادل لمتابعة تقنية التسلل.

يذكر أن الحكم المغربي رضوان جيد، من مواليد 9 أبريل 1979، حاصل على الشارة الدولية للاتحاد الدولي «فيفا» منذ سنة 2009، وسبق له إدارة العديد من المباريات الدولية في مختلف المنافسات الإفريقية والعالمية، سواء على صعيد الفرق أو المنتخبات. وهو سلسل عائلة «تحكيم» إذ أن والده محمد جيد اشتغل في المجال التحكيمي سنوات التسعينات في جهة سوس ماسة، باعتبار هذا الأخير واحدا من الأسماء التي ساهمت في تكوين عدد من الحكام الشباب الذين شقوا مسارهم وانطلقوا من عصبة سوس ماسة، ومن بينهم ابنه رضوان.

وعلى الرغم من غيابه عن الميادين في الفترة التي سبقت «المونديال»، إلا أن الحكم الدولي عادل زوراق قد تألق بشكل ملفت في الكثير من المباريات خاصة نهائيات كأس أمم إفريقيا في الكاميرون، وأصبح واحدا من نجوم «الفار» على المستوى القاري.

التحق عادل زوراق بالتحكيم سنة 2001، وبعد ثلاث سنوات أصبح حكما متجولا بين العصب، ساعدته لياقته البدنية وهمته كأستاذ بمركب الرياضة التابع للقوات المسلحة الملكية، قبل أن يدخل مجال القطاع الخاص كمدير لمقاولة، ساعدته إجادته للغات الحية في تطوير أدائه قبل أن يصبح واحدا من أقطاب الصفارة المغربية.

قرعة أمريكا تقود المغربي إسماعيل لتحكيم «المونديال»

في الثالث من مارس 1981 أطلق مولود سيحمل اسم إسماعيل صرخته الأولى، لم يقتصر الاحتفال بالميلاد السعيد على أسرة الفتح، بل شاءت الصدف أن يخرج إلى الوجود في يوم يحتفل فيه المغاربة بعيد العرش، ففي كل زقاق ملامح الاحتفال باليوم المجيد.

أولى خيوط قصة نجاح إسماعيل بدأت من حي بورنازيل التابع لعمالة سيدي عثمان، وسط عائلة تتنفس الرياضة، يجمع أفرادها بين عشق كرة القدم وكرة السلة والريكبي، بل إن الوالد محمد كان يشغل لسنوات مهمة نائب لرئيس جمعية «رامو» للريكبي بسيدي عثمان، وحمل قميص المنتخب الوطني لسنوات، في ما كان شقيقه سعيد ممارسا في فريق الرجاء الرياضي، بينما أعمامه لعبوا في أندية مختلفة لكرة القدم.

بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في العلوم الاقتصادية من ثانوية جابر بن حيان بالعاصمة الاقتصادية، صادف إسماعيل حظ قرعة الهجرة إلى أمريكا عام 2001.

حالفه الحظ فركب صهوة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمره لا يزيد عن 18 سنة، قبل السفر لجأ لما حفظت مذكرته من هواتف أصدقاء قادتهم الأقدار إلى أمريكا، فقد كان الولد يبحث عن بوصلة لأحلامه ومسلكا لدراسات عليا في مجال تيكنولوجيا المعلومات، دون أن ينسى هواية كرة السلة التي تسكنه، لأن الوجهة هي إمبراطورية «الباسكيط» العالمية.

يقول اسماعيل في حوار صحفي: «حين وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، جربت كرة السلة وكرة القدم في فرق نصف هاوية، كنت أعلم أنني أصبحت مهاجرا إفريقيا يدين بالإسلام هكذا ينظرون إلينا، ولأن الرياضة هي سبيلي للاندماج في المحيط الجديد فقد مارست كرة السلة، قبل أن تجرفني كرة القدم، حيث تكونت لي قناعة بأن أمريكا تعاني من خصاص على مستوى الحكام بفعل توسع قاعدة الممارسة لاسيما على مستوى الفئات الصغرى والبطولة الجامعية».

صدفة سيتم استدعاء إسماعيل لدورة تحكيمية سنة 2005، حينها آمن أن الصفارة هي مستقبله، لذا تألق في الاختبارات البدنية والتقنية واستعان بما يحفظه من مهارات في كرة القدم.

دخل إسماعيل عالم التحكيم من بوابة البطولة الجامعية لكرة القدم، وبعد ثلاث سنوات من وصوله لأمريكا، وتحديدا في 2004، أصبح الفتح حكما ممارسا، وتدرج في مساره ليصبح حكما رئيسيا في دوري العصبة الاحترافية الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2009، ثم حكما دوليا معترفا به من لدن الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ سنة 2016.

قاد حكمنا بتقدير جيد نهائي كأس العالم للشباب 2019، وفي نفس السنة سيتلقى الفتح دعوة من «فيفا» لقيادة نصف نهائي كأس العالم للأندية سنة 2019 بين فلامينغو البرازيلي والهلال السعودي، فأصبح فخر المغرب وأمريكا.

وحصل «ولد بورنازيل» على جائزة أفضل حكم في الدوري الأمريكي، بعد أن أصبح حاضرا بقوة في البطولة الأمريكية، إلى جانب حضوره المميز في منافسات اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي «كونكاكاف»، كما شارك إسماعيل الفتح الصيف الماضي في الألعاب الأولمبية الصيفية بطوكيو. ولأن لكل مجتهد نصيب فقد اختارته «فيفا» حكما في مونديال قطر.

الناصري: هكذا سقط اسمي من لائحة حكام «مونديال» إيطاليا

كان عبد العالي سفيرا للصافرة المغربية في المحافل القارية والعربية، وحين اعتزل قال عنه الحكم الدولي المصري جمال الغندور إن التحكيم العربي افتقد حكاما يملكون شخصية القاضي، مشيرا إلى الناصري والكزاز وبلقولة ولاراش والعرجون، الذين خاضوا مباريات عديدة في مصر سواء في إطار قمة الأهلي الزمالك أو مباريات إفريقية وعربية، تركوا بصماتهم في ملاعب مصر.

قبل انطلاقة نهائيات كأس العالم في إيطاليا سنة 1990، اعتقد الحكام المغاربة والعرب أن زميلهم عبد العالي الناصري سيكون ضمن حكام «المونديال»، خاصة بعد تألقه في منافسات قارية صاخبة، وحصوله على تنقيط يخول له حضور هذا العرس الكروي العالمي. بدأ الناصري يستعد للقادم بعد أن كانت كل التكهنات ترشحه للمشاركة في الحدث، إذ كان على «فيفا» انتقاء ثلاثة حكام أفارقة من بين خمسة مرشحين، وكانت كل الحظوظ تصب في اتجاه الناصري الذي كان اسمه حاضرا بقوة على المستوى الإفريقي سيما بعد تألقه في نهائيات كأس إفريقيا بالجزائر.

«سبب عدم مشاركتي في مونديال إيطاليا يرجع أولا لغياب المغرب عن غرفة القرار في «كاف» و«فيفا» عكس دول إفريقية أخرى، حضر حكم تونسي ومصري وقدما مردودا محترما، وفي نهائيات كأس إفريقيا بالسينغال سنة 1992 تساءلت عن سر غيابي وطرحت السؤال على رئيس لجنة التحكيم الإفريقي فوعد بتدارك الموقف في «المونديال» القادم وفعلا تم انتداب الحكم الجيلالي غريب. أما العامل الثاني فهو قلة فرص المشاركة حين كان عدد المنتخبات ضئيلا مقارنة مع الفرص المتاحة اليوم بارتفاع عدد المنتخبات المشاركة وتقنية الفار».

أدار الناصري العديد من المباريات في مجموعة من المسابقات الوطنية والقارية، كما قاد نهائي كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس سنة 1991، وحين اعتزل الصفارة انضم للجنة الحكام بالاتحاد العربي لكرة القدم في الفترة الممتدة من 2002 إلى 2005، وهي الفترة التي اشتغل فيها بمديرية التحكيم، وتقلد مسؤولية رئاسة الجمعية المغربية للحكام الدوليين، فضلا عن مهامه كعضو في صداقة ورياضة ومؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين. ساهم الحكم الدولي باعتباره عضوا في لجنة الشؤون الاجتماعية، في إيجاد حلول للعديد من زملائه الحكام الذين عاشوا أوضاعا اجتماعية صعبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى