شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

معركة خاسرة

الافتتاحية

تتجه معركة تكسير العظام بين طلبة كليات الطب والصيدلة ووزارتي الصحة والتعليم العالي إلى سنة بيضاء سيؤدي الجميع كلفتها الباهظة، ففي مثل هذه المعارك لا يربح أحد، بل بالعكس سيخسر الجميع.

وبعيدا عن خطاب تحميل المسؤولية لهذا الطرف أو ذاك، فإن التصعيد في حدة الخطاب ورد الفعل عبر الإضرابات والاحتجاجات، أو عبر الأذن الصماء وغير ذلك، لا يمكن أن يكون حلا أو طريقة تسرع بالكشف عن الحل، خاصة وقد بقيت بضعة أيام على انقضاء الأمل في تجنب شبح السنة البيضاء لآلاف من أطباء الغد.

إن ما يحصل في جامعات الطب والصيدلة، منذ أسابيع، من معركة كسر عظام، يبدو أن المستهدف فيها أولا وأخيرا المنظومة الصحية نفسها، التي تحاول الدولة إصلاحها وإعدادها لمشروع التغطية الصحية الشاملة. فالإضرابات اللامحدودة وبدون أفق محدود، في ذروة السياق الصعب الذي نعيشه، ليس بالفعل العقلاني ولا بالسلوك الواقعي، وللأسف فإن ما يجري في كليات الطب هو نسخة طبق الأصل مما جرى في احتجاجات التعليم، وربما سيجري في قطاعات حكومية أخرى، وكأن المحرك والفاعل نفسه.

قد يتساءل البعض: لماذا لا تتراجع الحكومة عن إصلاحاتها موضوع الخلاف، ويتم الإبقاء على سبع سنوات، لكي نتجاوز هذا الصراع والاهتمام بمشاكل الوطن الصحية؟

الجواب هو أن التراجع من طرف يعني أن الدولة لن تستطيع إصلاح أي شيء في المستقبل، وهو أمر خطير للغاية، حينما تصبح إصلاحات بيداغوجية وتنزيل التزامات مهددة بموجة من الاحتجاجات.

في النهاية وبغض النظر عما يجري من معركة كسر العظام، بين وزارتي التعليم العالي والصحة وطلبة الطب والصيدلة، فإن الضحية الوحيدة هو المواطن، الذي يجد نفسه رهينة حسابات تفوق رغبته في توفير منظومة صحية عادلة وذات جودة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى