أولى التساقطات المطرية تزيد من تفاقم الوضع
طنجة: محمد أبطاش
طالب عدد من سكان أحياء طنجة البالية ومنطقة مغوغة، خصوصا القريبة من المنطقة الصناعية، السلطات المختصة بالعمل على تنظيف أودية قريبة من محيط سكناهم، وباتت نقاطا سوداء من حيث الروائح الكريهة، حيث يزداد تفاقم هذه الظاهرة مع بداية التساقطات المطرية. وأكدت المصادر أن مصب واد «المصابن» القادم من مرتفعات بني مجمل بطنجة، تحول إلى مستنقع آسن عند نقطة التقائه ببحيرة «مالاباطا»، بسبب المياه المتعفنة المتجمعة وسط مجراه تحت القنطرة الموجودة بين حيي طنجة البالية والسانية.
وأوردت المصادر ذاتها أن هذا ناتج عن قيام جهة ما على وضع سد من الأتربة وسط المجرى المائي، من أجل منع تدفق المياه الملوثة المختلطة بإفرازات الصرف الصحي نحو البحيرة والشاطئ، والذي أصبح محكوما بالتلوث الدائم مهما كانت التدخلات الترقيعية التي يتم القيام بها من حين لآخر. وقد تم اللجوء، حسب المصادر، إلى هذه الوسيلة على صعيد كل الأودية التي تأتي محملة بالمياه العادمة إلى البحر، بغية التخفيف من حدة التلوث المصحوب بالروائح العطنة، دون الأخذ بعين الاعتبار أثر ذلك على حياة السكان المقيمين بجوار تلك المستنقعات التي تفوح منها الروائح الكريهة والتعفنات، والتي تؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة، سيما الناقلة للسموم والأمراض الخطيرة.
والمؤسف، تضيف المصادر نفسها هو وجود تلك المشاهد المكشوفة في واجهة المنطقة السياحية الموعودة، وفي مقدمتها الميناء الترفيهي الذي لا يمكن فصله نهائيا عن فضاء الخليج ككل، وعن كل نقطة في المدينة. وشددت هذه المصادر على أن انتشار مثل هذه النقط السوداء ينم عن الأفق المسدود، والتخبط في التعاطي مع الملفات الحقيقية لطنجة، في ظل سياسة المراهنة على القطاع السياحي.
وتساءلت هذه المصادر عن الجهة التي تتحمل المسؤولية عن تكون هذه المستنقعات، كما وجهت في هذا الجانب مراسلة إلى وكالة حوض اللوكوس، المسؤولة عن تدبير الوديان الطبيعية، بسبب العجز وغياب التصور الواضح في التعاطي مع هذا الملف، ناهيك عن شركة الصيانة المكلفة بتدبير قطاع الصرف الصحي، والتي التزمت منذ 18 سنة بتخليص طنجة من مشكل التلوث، غير أن استمرار هذا الوضع تضيف المصادر ذاتها أضحى يسيء إلى المشهد العام والسياحي بمدينة البوغاز، وكذا تحوله إلى بؤرة للأمراض والأوبئة، مما يحتم ضرورة التدخل العاجل لوقف هذا الأمر، خاصة وأن هذه البؤر يتحتم تعقيمها باستمرار لتفادي أي كوارث.
وكانت السلطات المختصة قد باشرت عملية تنظيف كلي لهذه الأودية مع اقتراب التساقطات، غير أن التراكمات السابقة ساهمت في هذه الروائح المنتشرة في كل أرجاء هذه الأودية المحيطة بالأحياء والمناطق السكنية.