الداخلة: محمد سليماني
تعالت أصوات جمعوية وحقوقية بمدينة الداخلة، مطالبة بالتدخل السريع وفتح تحقيق من قبل عناصر الدرك الملكي الخاص بالبيئة للكشف عن مصدر الأسماك النافقة الكثيرة التي عثر عليها مرمية على مساحات واسعة بالشريط الساحلي السياحي للنقطة الكيلومترية 25 بخليج وادي الذهب قبل أيام.
كما أثارت جمعيات حقوقية تعنى بشؤون البحر بإقليم وادي الذهب انتباه السلطات المحلية والمصالح البيئية المركزية الوطنية إلى أن خليج وادي الذهب باعتباره إرثا طبيعيا مشتركا بين الأجيال بات عرضة للعديد من الأنشطة السياحية التي تطرح مقذوفاتها من الصرف الصحي داخل مياه الخليج دون معالجتها، ما يشكل مصدر تلوث خطير لبيئة الخليج، في خرق واضح للقانون رقم 11.03 المتعلق بحماية واستصلاح البيئة، والقانون رقم 12.03 المتعلق بدراسة التأثير على البيئة.
وطالب الحقوقيون، بضرورة قيام المصالح المختصة بعمليات تفتيش بالمؤسسات ومحلات الأنشطة السياحية والصناعية الموجودة على ضفتي خليج وادي الذهب للتأكد من قيامها بمعالجة نفاياتها قبل قدفها في البحر طبقا لما هو مضمن في دراسات التأثير المحتمل للمشاريع على البيئة.
وكان عدد من ممتهني رياضة ركوب الأمواج بالنقطة الكليومترية 25 بمدينة الداخلة قد تفاجؤوا بوجود كميات كبيرة من الأسماك النافقة، والتي طفت على مياه البحر، فيما انتشرت كميات أخرى منها على مساحات شاسعة من رمال الشاطئ.
وبحسب مصادر محلية، فإنه يجهل إلى حدود الساعة أسباب نفوق هذه الأسماك، كما يجهل كذلك مصدرها، إذ لم يُعرف عنها شيء، إلا بعدما طفت على سطح مياه الشاطئ، وخروج بعضها نحو الرمال بفعل الأمواج والتيارات البحرية نحو الساحل. وفي الوقت الذي يشير البعض بأصابع الاتهام نحو الوحدات السياحية الموجودة بعين المكان، حيث يربطون بين تخلصها من نفاياتها السائلة في البحر وبين نفوق هذه الأسماك، ينفي عدد من مهنيي البحر ذلك، ويستبعدون أي علاقة ما بين هذه الوحدات السياحية والصناعية ونفوق الأسماك، بل يعزون ذلك إلى قيام عدد من مراكب الصيد بالتخلص من بعض الأسماك التي تعلق بشباكهم، والتي يمنع عليهم اصطيادها. وكشفت ذات المصادر، أن أغلب هذه الأسماك النافقة هي من صنف واحد، ما يؤكد فرضية التخلص منها بعد صيدها من إحدى سفن الصيد البحري.
وكشف مهنيون في البحر أن وجود أسماك نافقة فوق سطح مياه البحر، يؤدي إلى إضرار كبير بالبيئة البحرية، حيث إنها مع مرور الأيام تتحلل هذه الأسماك، وتنبعث منها مادة كيميائية بفعل التفاعلات التي تحدث، الأمر الذي يتسبب في طرد الأسماك الحية من تلك المنطقة التي توجد فيها الأسماك النافقة، إذ لا تصلها الأسماك، إلا بعد مدة طويلة جدا.