مطارات دون المستوى

بات تحسين مستوى البنية التحتية المتقادمة لمطاراتنا، أمرا ضروريا ورهانا كبيرا أمام الدولة، من أجل تحسين مستوى خدمات الطيران وجلب فرص الاستثمار وتنشيط الحركة السياحية ومواجهة التحديات القادمة. فلا يمكن الاختباء وراء شحّ الموارد المالية وتداعيات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد للإبقاء على الوضعية المتواضعة لمطاراتنا وفي الوقت نفسه نريد لبلادنا أن تكون قبلة سياحية عالمية.

والأكيد أن النهوض بمطاراتنا منذ اليوم لم يعد اختيارا في التدبير الحكومي، بل أصبح قرارا لا مفر منه، على الأقل لأننا مقبلون على تنظيم كأس العالم 2030 وهذا سبب كاف للقطع مع خطابات النوايا الحسنة. لهذا السبب، ولكي لا تتأثر سلبا نوعية استعداداتنا للاستحقاقات العالمية، ينبغي أن ننتهي من نقطة ضعف المطارات التي تغرقها بضع قطرات من الأمطار.

وباستثناء مطار الدار البيضاء كواحدة من المدن التي ستحتضن كأس العالم، فإن مطارات الرباط ومراكش، وفاس وأكادير، وطنجة ووجدة تحتاج إلى إعادة تأهيل حقيقي ليس فقط بتوسيع أحجامها، بل بجعلها مطارات بهندسة منسجمة وليس مطارات متعددة في مطار واحد دون هوية ودون جمالية. فلا يعقل أن نحتضن في مدينة فاس جمهورا عالميا بمطار سيئ للغاية، أما مطار أكادير فلا يساير التحولات العميقة التي تشهدها المدينة على مستوى بنيتها التحتية والفندقية، دون الحديث عن مطار وجدة الذي علينا أن نطلب الله ألا تسقط الأمطار خلال استقبالاته للجماهير العالمية، وإلا سنكون أمام فضيحة دولية.

لابد أن نستوعب أن المطارات هي نافذة وصورة المغرب نحو العالم، ولا يمكن لهذه النافذة أن تكون متهالكة في مستويات خدماتها ناهيك عن حجمها الذي لا يلائم واقع الرحلات وحجم الإقبال على بلادنا. اليوم ينبغي أن يتوقف المسؤولون عن إنتاج الخطاب حول استراتيجية تجويد المطارات نحو إنتاج القرارات الملموسة على الأرض، ومادام أن مطاراتنا في وضعية مطارات فاس وأكادير، وطنجة والراشيدية، فنحن لا زلنا بعيدين كل البعد عن الاستعداد التام لاحتضان أكبر تظاهرة رياضية كونية.