عاشت مدينة طنجة، صبيحة أول أمس الأربعاء، على وقع حدث هو الأول من نوعه بشمال المملكة، ويتعلق الأمر بانطلاقة فعاليات النسخة الثالثة من الأبواب المفتوحة التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار “خدمة المواطن.. شرف ومسؤولية”، والتي تم اختيار مدينة طنجة لاحتضانها كما تم الإعلان عن ذلك سابقا خلال ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.
وأعطيت، صبيحة أول أمس، بساحة مالاباطا، انطلاقة هذه الفعاليات بحضور والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، وعامل إقليم الفحص أنجرة، عبد الخالق المرزوقي، ووالي أمن طنجة، محمد أوحتيت، وعدد من المديرين المركزيين بالمديرية العامة للأمن الوطني والمسؤولين العسكريين والقضائيين والمنتخبين.
تجسيد لرؤية ملكية
قال أوعلا أوحتيت، والي أمن طنجة، إن ثقافة الأيام المفتوحة للأمن الوطني تجسيد لرؤية ملكية سامية، لأن الملك يجعل من قضايا أمن رعاياه الأوفياء واحدة من مرتكزات سياسته الحكيمة والرشيدة»، مبرزا أن الملك “أرسى دعائم مفهوم جديد ومتجدد للسلطة يجعلها في خدمة المواطن، دائمة الإصغاء لانتظاراته، ورافعة للتنمية والإقلاع الاقتصادي والاجتماعي”.
وأشار أوحتيت إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني انتقلت من مرحلة المبادرة، في النسخة الأولى لأيام الأبواب المفتوحة التي نظمت بالدار البيضاء، إلى مرحلة تثبيت هذه الثقافة في العمل الأمني في النسخة الثانية بمراكش. وبلغت المديرية العامة للأمن الوطني، اليوم بطنجة، مرحلة متقدمة في مقاربتها التواصلية، تتمثل في ترصيد تراكمات تجربة الأبواب المفتوحة التي أضحت موعدا سنويا قارا للتواصل المؤسساتي مع المواطن.
“ديستي” تبهر الزوار
سرقت مشاركة فرق تابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا بـ«الديستي»، أنظار كل زوار المعرض، حيث عملت الفرقة الخاصة التي تتولى حماية أمن المواطنين، والتدخلات الأمنية الخاصة بتجفيف منابع الإرهاب والجريمة المنظمة، على تقديم عروض استثنائية، حيث تتوفر الفرقة على سيارات رباعية الدفع، وأدوات عسكرية حديثة وأسلحة ثقيلة، ناهيك عن وسائل لوجستيكية وتكنولوجيا عالية الدقة، كما تلقى أفرادها تدريبات خاصة بالتدخلات وطنيا ودوليا.
5 أيام من العروض اليومية
يمتد برنامج الأيام المفتوحة للأمن الوطني على مدى 5 أيام حيث يتضمن سلسلة من الأنشطة والعروض الرامية إلى التعريف بمختلف وحدات وخدمات المديرية العامة للأمن الوطني، حيث تم نصب 16 رواقا تهم مختلف مهام المديرية العامة باعتبارها مرفقا عاما، سيتم فيها عرض معظم الخدمات المقدمة للمواطنين والتعريف بجل المهن الأمنية.
وتم، أيضا، تخصيص رواق للتاريخ والفن والثقافة، يبرز تطور أدوات العمل والبنية التحتية، كما يضم معرضا للأعمال الأدبية والفنية من إنتاج موظفي الشرطة. وسيتم تقديم 8 عروض بشكل مباشر، توضح أساليب وتقنيات التدخل المعمول بها من لدن وحدات التدخل. وعلى مستوى الورشات التفاعلية والتحسيسية، سيكون الزوار على موعد مع 7 ورشات حول مواضيع على صلة مباشرة بالمواطن، من قبيل تزوير المستندات والأوراق النقدية، والجرائم الإلكترونية والرسم التقريبي، بالإضافة إلى فضاء للتوعية والترفيه مخصص للجمهور الناشئ.
أما بخصوص الموائد المستديرة، فسيبحث الخبراء والمسؤولون الأمنيون ضمن 7 ندوات مواضع تتعلق بـ “التعمير والأمن” و”دور طبيب المديرية العامة للأمن الوطني في مجال الطب الشرعي”، و”عملية مرحبا.. شرطة متفاعلة في خدمة مغاربة العالم”، وجلسة تفكير حول مرجعية “الأمن وحقوق الإنسان” و”محاربة الجريمة الإلكترونية” و”الدليل العلمي في المجال الجنائي”.
الروائي الحمدوشي حاضر باسمه
كشف محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، في تصريح لـ”تيلي ماروك”، أن الدورة الثالثة للأبواب المفتوحة جاءت بعد نجاح الدورتين السابقتين اللتين أقيمتا في مراكش والدار البيضاء، مضيفا أن الدورة المقبلة ستقام بإحدى المدن الوطنية، حتى يتم استكمال كل جهات المملكة، حيث سيمكن ذلك المواطن من الاطلاع على جميع الأقسام التي تشتغل بها المديرية العامة للأمن الوطني، والجديد، حسب الدخيسي، أن جميع الأقسام تم وضعها رهن إشارة المواطنين للاطلاع عليها، باعتبارها مرفقا عاما، ومن حق المواطن أن يعرف كيف تشتغل المديرية العامة للأمن الوطني.
وأضاف الدخيسي أن من الأمور التي جرى وضعها رهن إشارة المواطنين ما يتعلق بالتقنيات المتطورة، كمعهد الأدلة والعلوم الجينية، إذ سيتمكن المواطنون من الاطلاع عن كثب على طريقة اشتغاله، في ما يتعلق بطرق الخبرة على الجرائم والمخدرات وغيرها. ويتميز المعرض، أيضا، بإحداث قاعات للمحاضرات، منها القاعة الكبرى التي تمت تسميتها باسم الدكتور الراحل ميلود الحمدوشي، العميد الإقليمي الممتاز وأحد مؤسسي الروايات البوليسية، والذي توفي خلال غشت الماضي، وكان بمثابة خسارة كبيرة للمديرية ومحبي الروايات البوليسية. وقال الدخيسي، بمناسبة هذه التسمية، إن الأمر يأتي عرفانا وتكريما لرجال الأمن الوطني لما قدموه من خدمات وأفنوا حياتهم خدمة للوطن.
جديد بطاقة التعريف
على هامش افتتاح الأبواب المفتوحة، أعلن عن جيل جديد من البطاقة الوطنية الذي يرتقب العمل به مع بداية العام المقبل. وحسب المعطيات التي تم استعراضها، فإن المديرية شرعت في إعداد الأرضية الضرورية لتمكين باقي المؤسسات العمومية والخاصة من تعزيز باقة خدماتها الرقمية. وبرزت الضرورة لإطلاق جيل جديد من بطاقة التعريف الوطنية، الذي تعتزم المديرية العامة للأمن الوطني إطلاقه بداية العام المقبل، مع التطور التكنولوجي المتسارع وشيوع استخدام التكنولوجيا من طرف المواطنين بشكل يومي لقضاء أغراضهم الإدارية أو القيام بمعاملات مالية أو إدارية، مع ما يقتضيه ذلك من ضرورة إثبات الهوية بشكل رقمي، وما يرافقه من مخاطر التزوير وانتحال الهوية.
ورغبة منها في استباق كافة أشكال التزوير ولحماية هوية المواطنين، حرصت المديرية العامة للأمن الوطني على استعمال آخر الابتكارات والتقنيات التكنولوجية الضامنة لمستوى عال من الأمن والحماية في إصدار هذه البطاقة، تشمل الطباعة البارزة والأنماط البصرية المتغيرة والحماية الرقمية.