شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةملف التاريخ

مخططات الفرنسيين لاحتواء مشكل السكن وهكذا تشكلت أحياء الدار البيضاء

يونس جنوحي:

في المدينة (الدار البيضاء)، لاحظتُ وجود مكتب لـ«التعمير»، وحجزتُ موعدا مع أحد خبرائه لأتحدث معه.

قال لي موافقا:

-«كما قُلتَ إن الأمر يُعتبر مشكلة، فعلا، فرغم أن عدد السكان يبقى ثابتا نحتاج إلى 50 ألف منزل جديد، وحتى لو لم يأت أي عُمال جدد إلى هنا فإن معدل الولادات مُرتفع، خصوصا بين اليهود.

رغم هذا بدأنا العمل. دعنا نذهب وسترى بنفسك».

أول الأماكن التي ذهبنا إليها لمقاربة المشكل كان المصانع الأكثر بروزا.

هذه المعامل قامت ببناء أحياء سكنية لعمالها فوق ما يُمكن أن نسميه حدود «كَاردن سيتي». كل حي سكني يتبع الطريقة التقليدية وكان محاطا بالكامل بأسوار تعزله – كان يوجد داخل كل حي مسجد، متاجر، خدمات صحية، بوابة وحارس.

المنازل كانت مبنية وفق الطراز المحلي – غرفتان أو ثلاث غرف مفتوحة على ساحة. بعض المصانع تمنح العامل منزلا بالمجان، بينما أخرى تضع سومة كراء رمزية.

هذه المخططات بالكاد تمس هوامش المشكل.

كان على السلطات المحلية أن تُواجه الجزء الأكبر من المشكل، وكان هذا الأمر يجري في ظل صعوبات كبرى لأنه، خلال الحرب وبعدها مباشرة، كان هناك نقص كبير في مواد البناء.

الآن هناك مخططات أخرى قادمة في الطريق، ومن المتوقع أن يتم محو أسوأ أحياء الصفيح خلال ثلاث سنوات وإزالتها كلها في غضون عشر سنوات.

عمليا أجرى الفرنسيون كل تدابير الإغاثة، لكني وجدتُ مخططا واحدا يُديره شخص مغربي.

كان حقيقيا أن الفرنسيين قدموا قرضا كبيرا للرجل من أجل هذا المخطط، لأنه، وبصورة مثيرة للدهشة، لم تكن لدى هذا المغربي أية نية لتحقيق المنفعة الشخصية.

كان يصنع مواد البناء في عين المكان ويبني منازل بسيطة مكونة من غرفة أو ثلاث غرف، مع بهو صغير، ومطبخ ومرحاض. وكانت هذه المنازل تُفوت للكراء انطلاقا من 1500 إلى 2500 فرنك شهريا.

لو أن مئة شخص اتبعوا هذا النموذج سينخفض المشكل إلى نِسب يمكن تدبيرها. حتى الآن، ورغم هذا كله، فإن المغاربة الأثرياء بقوا في معزل عن هذا المشكل – وهم رجال بالعشرات يُعتبرون الآن منتمين لطبقة المليونيرات نتيجة لصفقات بيع الأراضي وحدها.

أفضل ما قام به الفرنسيون من مجهودات يوجد في ضواحي عين الشق. الممتلكات الجديدة في ملكية الدولة. إنها تتكون من مئات المساكن بالإيجار نفسه تم تحديد قيمته بشكل جيد، وتوجد بها مرافق غير اعتيادية. هناك، على سبيل المثال، مدارس للجميع – وهو ظرف ليس متوفرا في مكان آخر من المغرب- بنى الفرنسيون أيضا ما يجب أن يكون أكبر مسجد في شمال إفريقيا وقدموه للمقاطعة.

لقد رأيتُ بدايات مخطط جديد على مقربة من أسوأ أحياء الصفيح على الإطلاق. قطيع من الجِمال كان يراقب الجرار الذي كان يُحدث قنوات لتمرير مياه الصرف. الفكرة كانت تشييد مبنى من النوع المصنوع مسبقا ويتم تركيب أجزائه ليحتل نصف مساحة الموقع، ونقل سكانه إلى المنازل، التي بُنيت لتكون دائمة، بمجرد أن تصبح جاهزة. على الأقل التكلفة ليست مرتفعة بشكل مفرط.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى