مأساة الطفل سعيد الذي ولد بأصابع ملتصقة وأمنيته الوحيدة هي الكتابة بالقلم
المَهْدي الكرَّاوي
هي حالة طبية جد نادرة ومعاناة مريرة يحملها معه الطفل سعيد زوا، 9 سنوات، بفعل تشوهات خلقية على مستوى أصابع اليدين والقدمين، بعدما ولد بأصابع ملتصقة وبثقب على مستوى أعلى الحنجرة.
واضطر سعيد زوا، الذي يتحدر من أسرة فقيرة تقطن بدوار البيهات بالجماعة القروية سبت تالمست التابعة لإقليم الصويرة، منذ مدة قليلة، إلى التوقف عن الدراسة بالمستوى الابتدائي بفعل تهكم زملائه ومعاناته مع الكتابة، حيث لا تسمح له التشوهات الخلقية على مستوى اليدين بالتحكم في القلم.
وتحكي عائلة الطفل سعيد أنه أصبح منزويا ولا يحب مخالطة أقرانه من الأطفال، مشيرة إلى أنه يعاني نفسيا وجسديا من التشوهات الخلقية التي ولد بها وجعلت أصابع يديه وقدميه ملتصقة، وكل أمنياته وشغفه هو الكتابة، حيث يبقى لساعات داخل البيت يحاول إمساك القلم ويصارع بدون جدوى من أجل كتابة أحرف على أوراق بيضاء.
هذا وكشفت مصادر مقربة من عائلة الطفل سعيد أنه عرض على مجموعة من الأطباء المتخصصين في جراحة العظام وفي جراحة الأطفال بمستشفيات آسفي والصويرة ومراكش، بدون نتيجة وبدون أن تتكفل هذه المؤسسات الصحية العمومية بحالته الصحية من أجل إجراء عملية تقويمية وتصحيحية لأصابعه الملتصقة.
وخلال كل الفحوصات الطبية التي خضع لها في مستشفيات آسفي ومراكش والصويرة، طلب من عائلة الطفل سعيد إجراء تحاليل طبية كثيرة ومكلفة ماديا، حيث عجزت العائلة عن إنجازها بفعل وضعية الفقر والهشاشة التي يعيشها والد سعيد العاطل عن العمل، والذي كان يشتغل في السابق بائعا للخضر.
ليس لعائلة وأصدقاء ومعارف الطفل سعيد سوى مطلب وحيد هو تمكينه من حقه في العلاج، وتقويم تشوهات أصابعه وإعادة إدماجه من جديد في وسطه الاجتماعي.