أغضبت لوحة تذكارية حائطية بساحة بئر أنزران، إحدى المناطق الشعبية المعروفة بمدينة القنيطرة، حزب العدالة والتنمية وأنصاره الذين بادروا بتوجيه انتقادات إلى اللوحة الكبيرة المجسدة لرموز حملة مكافحة وباء فيروس كوفيد 19، من بينها صورة ملك البلاد والسلطة المحلية والأطباء والوقاية المدنية والدرك الملكي والأمن الوطني، والمجتمع المدني والصحافة، الأمر الذي أغاض قيادات «البيجيدي» الذين وجدوا أنهم رغم تسييرهم للمدينة، فإن تجسيد هذه اللوحة لم يكن تحت إشرافهم.
وأكدت مصادر “تيلي ماروك” تسجيل حالة حنق كبير من خلال التفاعل مع اللوحة التذكارية من قبل الجيش الإلكتروني التابع للحزب، حيث إن اللوحة لم تتضمن قيادات ورموز الحزب، خاصة رئيس جماعة القنيطرة، وهو ما دفعهم إلى تبخيس هذا العمل والتشويش عليه، بدعوى الوقت غير المناسب وعدم احترام حالة الطوارئ، خاصة من طرف هيئات المجتمع المدني التي اعتبروا أنها تريد الركوب على الظهور في مثل هذه المناسبات، في وقت سبق لرئيس جماعة القنيطرة أن عقد معهم لقاء لم يحترم مسافة الأمان وألقى خلاله كلمة في ساحة الشهداء بالمدينة.
وأفادت المصادر بأن المبادرة التي قام بها المجتمع المدني كانت محايدة، حيث تم الاستغناء واستبعاد عزيز رباح، رئيس جماعة القنيطرة والوزير بحكومة العثماني، من الحضور لرفع الستار عن اللوحة التي تتبعها الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت الجدل وسط حزب «البيجيدي» الذي لم يستسغ فيه البعض أن تكون هذه المبادرة مستقلة وخارجة عن تدبيرهم.
من جهته، أكد خالد إزوار، رئيس اتحاد تنسيقيات وجمعيات المجتمع المدني بالقنيطرة، أن هذا التذكار يعتبر أكبر لوحة على الصعيد الوطني تجسد روح التضامن والتآزر مع أبطال الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كورونا، وكانت من تنظيم جمعية شبابية وسكان بئر أنزران الذين تطوعوا لهذا العمل الذي سيظل راسخا في الذاكرة المغربية. وأوضح إزوار أن هذا العمل يحسب للمجتمع المدني والسلطات المحلية والأمنية ورجال الصحافة، موضحا أن الانتقادات بخصوص هذا العمل تعتبر ضربا لقيم التضامن والتعاون التي طبعت الشعب المغربي منذ أجيال.