يستمر فيروس كورونا في حبس أنفاس العالم، حيث يتابع الجميع الأرقام الرسمية اليومية ويترقب تصريحات المسؤولين أملاً في انحسار الموجة وعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، وفي الأيام الماضية اتخذت ألمانيا إجراءات مشددة للحد من انتشار عدوى كورونا، وفي مقدمتها حظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين والتشديد على ابتعاد المسافات بين الأشخاص في الأماكن العامة.
وعلى الرغم من أن ألمانيا تحتل المركز الرابع عالمياً من حيث عدد الإصابات حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، إلا أن عدد الوفيات مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى لا يزال منخفضاً، ويقدر معهد روبرت كوخ عدد حالات الإصابة في ألمانيا بـ 26.155 حالة، توفيت منها 110.
ويُرجع عدد من الخبراء السبب إلى قدرة ألمانيا على إجراء الفحوصات المبكرة على الحالات المشتبه فيها، وفي هذا السياق قال مختصون أن المختبرات الألمانية تجري نحو 500000 اختبار في الأسبوع، وهو رقم أكبر من الفحوصات الإجمالية التي قامت بها بعض الدول الأوروبية منذ بدء الأزمة.
كما أن وفرة المختبرات والفحوصات ساعد ألمانيا في التعرف على المرض مبكراً وبالتالي اكتشافه في الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أي أعراض، مما أدى إلى عزلهم وشفائهم قبل تطور المرض لديهم.
وحتى قبل أزمة كورونا تفوقت ألمانيا أوروبياً في عدد أجهزة التنفس الصناعي وعدد الأماكن المتاحة بأقسام العناية المركزة في المستشفيات، ففي حين يوجد بفرنسا سبعة آلاف مكان، يوجد في إيطاليا خمسة آلاف وفي بريطانيا أربعة آلاف فقط من
هذه الأقسام، وفي المقابل يتوفر في ألمانيا حوالي خمسة وعشرين ألف سرير مع أجهزة تنفس صناعي في أقسام العناية المركزة.
ورغم ذلك فقد أعلنت ألمانيا عن مضاعفة أماكن الرعاية المركزة والأجهزة في المستشفيات لمعالجة الحالات الحرجة، بالإضافة إلى استخدام بعض الفنادق والصالات الرياضية كأماكن لعلاج الحالات الخفيفة.