لاءات الملك
رفع الملك محمد السادس أربع لاءات في وجه الحرب الدائرة في غزة خلال القمة العربية غير العادية التي عقدت بالمملكة العربية السعودية.
ووفق المنطوق الملكي فلا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين، ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام، قائم على احترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها.
خطاب الملك لا يذكر فقط بأصالة وعدالة القضية الفلسطينية، بل يقدم الوصفة المتكاملة للخروج من النفق المظلم الذي دخلته غزة، وتجاوز الحرج والغضب الذي يشعر به مليار مسلم عبر العالم.
صحيح أن القضية الفلسطينية هي ضحية أجندات مكشوفة وخفية ومزايدات فارغة كما ورد في الخطاب، لكن ليس من المقبول أن تتحول بسبب ذلك إلى عقاب جماعي لمدنيين بغزة تنتهك فيه حرمة المساجد والمستشفيات ودور العبادة والمخيمات، حيث لم تترك الصواريخ الإسرائيلية مكانا إلا ودمرته كليا أو جزئيا، دون أن ننسى الحرمان المتعمد للسكان من الإنارة والغذاء والشراب والاحتياجات الأساسية.
لكن الرسالة الأساسية التي أراد الملك أن يسمعها لقادة العرب، هي أن منطق القوة مهما كان عنيفا ومدمرا فإنه لن يسقط حقا أصيلا ولا يمكنه تغيير المعالم التاريخية والهوية المتجذرة للقضية التي تسكن وجدان العرب والمسلمين، وأن الملك بما يتوفر عليه من احترام ورمزية داخل فلسطين وإسرائيل أيضا، ومن منطلق رئاسته للجنة القدس، سيتصدى على الدوام لكل المحاولات التي تحاول إعادة القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر.
لقد كان الخطاب الملكي واضحا وواقعيا، فتخطي هذه الأزمة وتفادي تكرارها لن يتحقق إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف، والقطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم، معتبرا ما تمر منه القضية الفلسطينية مرحلة فاصلة، تتطلب من الجميع التحلي بالحزم والمسؤولية، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتقتضي تغليب منطق العقل والحكمة، لإقامة سلام عادل ودائم، لما فيه أمن واستقرار جميع شعوب المنطقة.