أحدثت عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ضد إسرائيل، زلزالا سياسيا مدويا خلف المئات من القتلى والجرحى والأسرى الإسرائيليين، ما اعتبر حدثا أثلج قلوب الفلسطينيين الذين عانوا منذ سنين من الظلم الإسرائيلي. لكنه، في الوقت نفسه، سيرجع بتبعات قوية على الجانب الأمني في المنطقة ودينامية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم إلى حد الساعة.
سهيلة التاور
شنت حماس، في وقت مبكر من أول أمس السبت، عملية عسكرية مباغتة ضد إسرائيل، إذ أطلقت آلاف الصواريخ والقذائف التي تجاوز عددها 7000 صاروخ وهذه المرة من فوق الأرض، ومن الجو والبحر، وتوغلت في أراضٍ إسرائيلية وأسرت إسرائيليين، بينما ردت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة.
ويواصل عناصر المقاومة السيطرة على ثلاث مستوطنات في غلاف غزة وفق مصادر عسكرية إسرائيلية، حيث يخوض المقاتلون هجوما مسلحا مع جنود ومسلحين إسرائيليين في تلك المواقع، بالإضافة إلى دخول جيبات بين الفينة والأخرى إلى قطاع غزة محملة بإسرائيليين ما بين قتلى وأحياء، حيث أظهرت كتائب القسام مقاطع مصورة لاقتحام المقاومة الفلسطينية مواقع عسكرية إسرائيلية صباح السبت، بعد لحظات من شن الكتائب عملية «طوفان الأقصى». وعرضت الكتائب مشاهد استيلاء عناصرها على مواقع عسكرية، وأسر عدد من المستوطنين والجنود وجلبهم إلى داخل قطاع غزة.
وتنتاب إسرائيل صدمة كبيرة من هول الهجوم والمباغتة الكبيرة جداً التي أقدمت عليها عناصر المقاومة، والتي جاءت كرد واضح على سلسلة جرائم الاحتلال بحق الأقصى والسكان في الضفة الغربية، حيث يصعب على الجيش حصر أعداد القتلى والأسرى حتى اللحظة، كما يجد الجيش صعوبة كبيرة في الوصول إلى المستوطنات التي تسيطر عليها المقاومة بشكل كامل، ومحاولة تطهيرها من المسلحين في ظل احتجاز عناصر المقاومة عددا من الجنود داخل المستوطنات.
وفي صور ومشاهد غير مسبوقة، تشهد شوارع ومفترقات قطاع غزة، منذ صباح السبت، تجول عناصر من المقاومة في جيبات إسرائيلية تمت السيطرة عليها، إلى جانب اختطاف العديد من الجنود والمستوطنين والتجول بهم داخل مدن وأحياء العديد من مناطق قطاع غزة في حدث أشبه بالحلم، أمام ما تنفذه أيادي المقاومة الفلسطينية التي بدأت هجوماً في تمام الساعة السادسة من صباح السبت، وتلا ذلك إطلاق رشقات مكثفة من كافة مناطق القطاع باتجاه غلاف وعمق إسرائيل.
حصيلة الشهداء والقتلى والأسرى
استشهد 232 فلسطينيا من قطاع غزة، فيما قتل 350 إسرائيليا على الأقل وسجلت إصابة نحو 1990 إسرائيليا آخرين في عملية «طوفان الأقصى» عدا عن أسر ما يزيد عن 35 إسرائيلياً حسب مصادر في المقاومة، وذلك وسط قصف إسرائيلي متواصل في غزة بموازاة إطلاق قذائف صاروخية من القطاع ومنها بعيدة المدى نحو البلدات والمستوطنات الإسرائيلية.
في قطاع غزة، بيّنت آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة أن عدوان الاحتلال أسفر عن 232 شهيدا على الأقل وأكثر من 1700 جريح، فيما يتواصل قصف المباني المدنية والمنشآت والمقار التابعة لفصائل المقاومة، في حين أطلق الاحتلال دعوات لأهالي عدة مناطق في قطاع غزة بمغادرة منازلهم مهددا بمهاجمتها.
ومن جانبها، أحصت وزارة الصحة الإسرائيلية مقتل 300 شخص على الأقل وإصابة 1590 آخرين جراء عملية «طوفان الأقصى».
وقالت الصحة الإسرائيلية إن «من بين المصابين 19 بحالة حرجة، 293 بحالة خطيرة، 315 بحالة متوسطة، 715 بحالة طفيفة، بالإضافة إلى 20 حالة هلع و181 إصابة تخضع لمراجعة طبية».
هجوم من لبنان
وسط مخاوف من تصاعد المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية بشكل أكبر وإمكانية تمددها إلى عدة جبهات غير قطاع غزة، أطلقت عدة قذائف، أمس الأحد، من لبنان نحو مواقع إسرائيلية على الحدود بين البلدين.
وأصابت القذائف موقعا عسكرياً إسرائيلياً في مزارع شبعا المحتلة بالجنوب اللبناني. فيما أعلن حزب الله مسؤوليته عن قصف ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة. وأوضح، في بيان، أن المواقع التي استهدفتها مجموعة «عماد مغنية» هي موقع الرادار، وزبدين وويسات العلم.
وأشار البيان إلى أن هذا التحرك أتى تضامنًا مع الشعب الفلسطيني و«فصائل المقاومة»، كما جاء من ضمن سعيه لتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، وفق تعبيره.
وفي المقابل رد الجيش الإسرائيلي وقصف محيط بلدة كفرشوبا.
فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن قوات المدفعية قصفت منطقة لبنانية أُطلقت منها النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأضاف المتحدث، في تغريدة على منصة إكس، أن الجيش على استعداد لمواجهة «جميع السيناريوهات» وسيواصل حماية أمن سكان إسرائيل.
وكان حزب الله هنأ، أمس، قيادة حماس على هذا الهجوم المباغت والتوغل في عدة مستوطنات إسرائيلية، مؤكداً، في الوقت عينه، أنه على تواصل مع الفصائل الفلسطينية في غزة. فيما أبدى عدد من السياسيين في لبنان والمواطنين على السواء تخوفهم من اشتعال الجبهة الجنوبية اللبنانية، فيما تغرق البلاد في إحدى أسوأ أزماتها الاقتصادية على مر التاريخ.
انتقام مصري
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس الأحد، مقتل إسرائيلييْن وجرح إسرائيلي آخر في حالة متوسطة عقب إطلاق نار في مدينة الإسكندرية شمالي مصر.
وقالت الوزارة، في بيان، «نعمل مع السلطات المصرية لإعادة الإسرائيليين إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن».
ووقعت حادثة مقتل سائحين إسرائيليين في مدينة الإسكندرية، صباح أمس الأحد، عندما كان فوج سياحي إسرائيلي يزور عمود السواري، وهي منطقة أثرية في حي كرموز. حيث إن أحد أفراد الأمن المكلّفين بتأمين المنطقة فتح النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص: إسرائيليان ومصري، فيما أُصيب سائح إسرائيلي آخر.
وألقت قوات الأمن المصرية القبض على فرد الأمن، بينما نُقل المصاب إلى المستشفى وأغلقت المنطقة بالكامل وأجلي بقية السياح الموجودين في المكان.
رد إسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي حالة «التأهب والحرب» بعد إطلاق حركة «حماس» عشرات الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتسلل «مخربين» إلى داخل إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، افيخاي أدرعي، على موقع «إكس،» إن «جيش الدفاع الإسرائيلي يعلن حالة تأهب ـ وحالة الحرب».
وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مخاطباً شعبه في رسالة تليفزيونية مسجلة من مقره العسكري في تل أبيب: «نحن في حرب». وقال نتنياهو: «مواطنو إسرائيل، نحن في حرب ولسنا في عملية أو جولات، ولكن في حرب»، مشيراً إلى أن حماس شنت «هجوماً مفاجئاً إجرامياً ضد دولة إسرائيل ومواطنيها». وتعهد نتنياهو بـ«الرد بقوة لم يعهدها العدو من قبل. وسوف يدفع العدو ثمنا غير مسبوق». وقال: «نحن في حرب، وسوف ننتصر فيها».
وقبل ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن «حماس بدأت بعملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية وتسلل مخربين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية». وهدد الجيش بأن «منظمة حماس ستدفع ثمنًا باهظًا». وذكر مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو سيجتمع مع كبار المسؤولين الأمنيين في الساعات المقبلة.
وسمع دوي انفجارات متتالية عند السياج الحدودي، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تفعيل إنذارات متتالية في منطقة وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض قتالاً «على الأرض» ضد مقاتلين فلسطينيين في مناطق محيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء «بالمظلات» بحراً وبراً، مؤكدا وقوع قتلى.
وقال المتحدث باسم الجيش، ريتشارد هيخت، خلال إيجاز صحافي، «كانت عملية برية مزدوجة تمت من خلال طائرات مظلية عبر البحر والأرض».
وأضاف «نحن نقاتل في الوقت الحالي، نقاتل في مواقع معينة بمحيط قطاع غزة.. قواتنا تقاتل الآن على الأرض» في إسرائيل. وأشار هيخت إلى وقوع قتلى لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل ولم يعلّق على التقارير التي تفيد بأسر مسلحين فلسطينيين لعدد من الإسرائيليين.
ونشر موقع جيش الدفاع الإسرائيلي خارطة توضح، على ما يبدو، المناطق التي استهدفتها الصواريخ القادمة من قطاع غزة. كما تم نشر قتل 44 جنديا في هذا الهجوم.
دول تدعو إلى ضبط النفس
تسارع الدول إلى إطلاق الدعوات للتهدئة وضبط النفس، بعد العملية غير المسبوقة التي بدأتها حركة «حماس»، حيث أكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أنّ مصر تدعو الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر». وحذرت القاهرة من «تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة».
وأجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، «اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد»، وفق المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد أبو زيد.
وفي هذا السياق، أجرى شكري اتصالات مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ووزيرة الخارجية الفرنسية ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ووزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد.
من جانبها دعت الرياض إلى «وقف فوري» للتصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإلى «حماية المدنيين». وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، «تتابع المملكة العربية السعودية عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي» والتي «نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر».
ودعت الرياض إلى «وقف فوري للعنف بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس».
وبدوره دعا الأردن إلى «وقف التصعيد الخطير» و«ضبط النفس»، محذرا من خطورة «تفجر الأوضاع بشكل أكبر» بعد العملية واسعة النطاق التي تشنها حركة «حماس» ضد إسرائيل.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، على «ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها»، وحذرت من «الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر».
وحذرت الوزارة من «تبعات هذا التصعيد على كل جهود تحقيق التهدئة الشاملة»، مؤكدة «ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني». وأكدت الوزارة أن «تصاعد العنف بكل أشكاله واستمرار التصعيد سيؤديان إلى ما هو أسوأ وسينعكسان سلباً على الجميع».
من جهتها، دعت وزارة الخارجية البحرينية إلى ضبط النفس في غزة، قائلة إن استمرار القتال له عواقب سلبية على السلام والاستقرار الإقليميين.
دول متضامنة مع إسرائيل
تصاعدت الإدانات الدولية للهجمات التي تشنها حركة حماس على إسرائيل، والتعبير عن التضامن مع الدولة العبرية وحقها في الدفاع عن نفسها.
فقد أعرب المستشار الألماني، أولاف شولتس، عن تضامنه مع إسرائيل عقب الهجمات التي شنتها حركة حماس عليها.
وغرد شولتس، عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، «وصلتنا اليوم أنباء مروعة من إسرائيل». وأضاف: «نحن مصدومون بشدة من القصف الصاروخي الذي تم إطلاقه من غزة وتصعيد العنف. وألمانيا تدين هجمات حماس، وتقف إلى جانب إسرائيل».
وبشدة نددت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، «بالهجمات الإرهابية من غزة ضد إسرائيل».. وقالت «يجب أن يتوقف العنف والصواريخ ضد الأبرياء على الفور». وأضافت، على موقع «إكس»، أن ألمانيا «تتضامن تمامًا» مع إسرائيل و«الحق الذي يضمنه القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب».
وبدورها نددت واشنطن «بدون لبس» بالعملية واسعة النطاق التي تنفذها حركة حماس على إسرائيل، وجاء في البيان الأمريكي أن «الولايات المتحدة تدين بدون لبس هجمات إرهابيي حماس غير المبررة على مدنيين إسرائيليين»، مؤكدة وقوفها «بحزم مع حكومة إسرائيل وشعبها ونقدم تعازينا للإسرائيليين الذين قتلوا في هذه الهجمات».
وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستنفي، في بيان، «ستعمل وزارة الدفاع، خلال الأيام المقبلة، على ضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من العنف العشوائي والإرهاب».
ودانت فرنسا «بحزم شديد الهجمات الإرهابية الجارية ضد إسرائيل وشعبها» بعد إطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة وعمليات التسلل إلى إسرائيل، حسب ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الفرنسية السبت. وأعربت الوزارة عن «تضامنها التام مع إسرائيل وضحايا هذه الهجمات وأعادت تأكيد رفضها المطلق للإرهاب وتمسكها بأمن إسرائيل».
وندد الرئيس الفرنسي ماكرون بقوة «بالهجمات الإرهابية الحالية على إسرائيل»، فيما أبدت إسبانيا «صدمتها جراء العنف الأعمى» في عملية حماس على إسرائيل.
وبدورها، أعلنت الحكومة الإيطالية، في بيان، «دعمها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» بوجه «الهجوم الوحشي» عليها، رداً على العملية التي تنفذها حركة حماس بالصواريخ وعمليات التسلل في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال البيان إن روما «تدين بأشد الحزم الترهيب والعنف الجاريين بحق مدنيين أبرياء»، مؤكدة أن «الترهيب لن يغلب أبدا. إننا ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
ومن جانبها دانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، «بلا لبس» عملية حماس التي وصفتها بأنها تمت إلى «الإرهاب بأبغض أشكاله»، مؤكدة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد يدين «بشكل لا لبس فيه» هجمات حماس ويعرب عن «تضامنه مع إسرائيل».
وقال بوريل، في رسالة على موقع «إكس»، «إننا نتابع الأخبار الواردة من إسرائيل بقلق. وندين بشكل لا لبس فيه هجمات حماس. ويجب أن يتوقف هذا العنف المروع على الفور. فالإرهاب والعنف لا يحلان شيئًا». وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي يعرب عن تضامنه مع إسرائيل في هذه الأوقات الصعبة».
وكذلك ندد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، بهذه «الهجمات العشوائية على إسرائيل وشعبها»، مدينا «الترهيب والعنف ضد مدنيين أبرياء». وكتب، على منصة التواصل الاجتماعي /إكس/ «ندين بقوة الهجمات العشوائية، التي تم شنها ضد إسرائيل وشعبها، هذا الصباح، مما تسبب في إرهاب وعنف ضد المواطنين الأبرياء». وأضاف «إنني أتعاطف مع جميع الضحايا»، وأن «الاتحاد الأوروبي يقف متضامنا مع الشعب الإسرائيلي في هذه اللحظة المروعة».