علمت «الأخبار» من مصادر جيدة الاطلاع أن محاولة للهجرة السرية انطلقت من أحد شواطئ المحمدية انتهت، ليلة الثلاثاء الماضي، بثلاثين شابا، بينهم قاصر، بساحل الهرهورة، بعدما تعرض قاربهم المطاطي لعطل وسط البحر، اضطر سائقه إلى الانعراج نحو شاطى «كيفيل» بالهرهورة، والفرار نحو وجهة لم يتم تحديدها بعد.
وأكدت مصادر الجريدة أن حالة استنفار قصوى شهدتها شواطئ الهرهورة والصخيرات، مساء الاثنين الماضي، بعد أن رصدت مصالح الدرك البحري بالهرهورة محاولة إبحار زورق مطاطي يحمل عشرات الأشخاص، قبل أن يحط فجأة بشاطئ الهرهورة، وتتمكن مصالح الدرك من إيقاف 11 مرشحا، بينهم قاصر، فيما لاذ 19 مرشحا آخرين بالفرار. وتم اقتياد الموقوفين إلى مقر المركز الترابي للدرك بالهرهورة، من أجل ترتيبات البحث التي أنجزتها فرقة خاصة تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.
المعطيات الأولية المرتبطة بهذه القضية تشير إلى انطلاق الرحلة من أحد الشواطئ بين مدينتي بوزنيقة والمحمدية، وفق تصريحات المرشحين، حيث أكدوا أن عددهم قارب الثلاثين شخصا، وقدموا من مدن مختلفة، وغالبيتهم يتحدرون من منطقة الغرب، إضافة إلى تمارة والصخيرات ووادي الشراط وخنيفرة.
وتفيد التحريات بأن الرحلة السرية دبر كل تفاصيلها شخص أكد كل المرشحين أنهم لا يعلمون اسمه وصفته، مؤكدين أيضا أنهم تداولوا مع وسطاء محليين كل الترتيبات المرتبطة بالدفوعات المالية والمكان المحدد لانطلاق الرحلة، كما تقاسم بعضهم مع المحققين تفاصيل الانتقال من جماعات قروية بالغرب، تقع بمحور مولاي بوسلهام وسيدي علال التازي وسوق الأربعاء الغرب إلى منطقة المنصورية، قبل خوض الرحلة صوب أوروبا، التي باءت بالفشل بهم وانتهت بهم بشاطئ «كيفيل» بالهرهورة، بسبب عطل مفاجئ أصاب محرك الزورق.
وحجزت مصالح الدرك الزورق المطاطي الكبير الذي كان يحمل قرابة 30 مهاجرا، وكمية من البنزين وسترات ومعدات أخرى، كما حجزت هواتف بعض المرشحين من أجل تفتيشها ورصد الخيوط الممهدة، لتحديد هوية «البارون» منظم الرحلة.
وارتباطا بملف الهجرة السرية والاتجار في البشر، تتواصل بشكل دائم حالة اليقظة والاستنفار بشواطئ الهرهورة والصخيرات، من أجل مواجهة الإنزال المكثف لشبكات الهجرة غير المشروعة الذي شهدته شواطئ المنطقة، خاصة خلال فترة ما بعد كورونا، وقد نجحت مصالح الدرك بالهرهورة وتمارة والصخيرات وبوزنيقة في إحباط عشرات العمليات التي كان تهدف إلى تهجير المئات من الشباب، حيث تم اعتقال حوالي 40 شخصا من منظمي هذه الرحلات السرية وأصحاب ورشات ومستودعات سرية لصنع قوارب الموت، وقد تم عرض خمسة من البارونات المتخصصين في جرائم الهجرة والاتجار في البشر، قبل أسبوعين، على الوكيل العام للملك من طرف المركز القضائي بسرية تمارة، بعد إيقافهم على إثر أبحاث قضائية حول عمليات تهجير سرية انطلقت من شواطئ الهرهورة، قبل أسبوعين.
وأفادت مصادر مطلعة بأن تهافت شبكات الهجرة على شواطئ الصخيرات وبوزنيقة والهرهورة، جاء بعد تضييق الخناق عليها بشكل كبير بمعاقلها التقليدية الممتدة بين شواطئ المضيق والمهدية، مرورا بشاطئ مولاي بوسلهام الذي حطم الرقم القياسي في مجال الهجرة السرية خلال السنوات الماضية. وأمام الإقبال الكبير لعصابات الهجرة السرية على شواطئ بوزنيقة والمحمدية والصخيرات والهرهورة، دعت فعاليات محلية إلى ضرورة تكثيف عمليات المراقبة، ورصد أسباب تنامي الظاهرة، ومحاسبة المراكز الأمنية التي تكشف التحقيقات انطلاق المحاولات السرية من المجال البحري التابع لنفوذها، في ظل الحديث عن تركيز هذه الشبكات على مواقع محددة بشاطئ الصخيرات و«الداهومي»، نواحي بوزنيقة.